فى مثل هذا اليوم 18 ديسمبر من عام 1347، تولى الناصر بدر الدين أبو المعالي حسن بن الناصر محمد بن قلاوون عرش مصر، كسلطان للدولة المملوكية بمصر والشام والحجا، هو الابن الثامن من أبناء الناصر محمد بن قلاوون، تولى الحكم بعد أخيه المظفر زين الدين حاجى بن الناصر محمد.
وبتولى السلطان حسن بن قلاوون أصبح ملك مصر التاسع عشر من المماليك الترك، والسابع من أولاد الناصر محمد بن قلاوون، فهو تولَى السلطنة مرتين، إحداهما سنة 748هـ وكان عمره آنذاك 13 سنة، ثم تولى ثانية سنة 755هـ بعدما سجن لمدة ثلاث سنوات.
فعندما تولى عرش مصر كان وقتها يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما، ونظرًا لصغر سنة لم يكن له فى أمر المُلك، فكان الأمر بيد أمرائه، وقام بالوصاية على السلطان حسن الأمير شيخون العمري، وما لبث أن بلغ رشده وصار حاكمًا حقيقيًا له الكلمة العليا.
وقد استطاع السلطان حسن أن ينشئ مسجدًا ضخما جمع بين قوة البناء وعظمة ورقه زخارفه فهو درة وفخر العمارة الإسلامية القديمة، والذى حمل اسمه "مسجد السلطان حسن"، ويعتبر مسجد ومدرسة السلطان حسن من أضخم مساجد مصر عمارةً وأعلاها بنيانًا، حيث أنشأهم في الفترة ما بين عامي (757هـ/1356م) و(764هـ/1362م)، وتقع هذه المدرسة في نهاية شارع محمد علي أمام جامع الرفاعي بميدان صلاح الدين ، والذى يرصد مرحلة نضوج العمارة المملوكية.
يتكون المسجد من صحن (فناء) أوسط مكشوف يتوسطه فوارة، ويحيط به أربعة إيوانات (مساحة مربعة أو مستطيلة مغلقة من ثلاثة أضلاع ومفتوح ضلعها الرابع بالكامل)، وفي زوايا الصحن الأربعة يوجد أربعة أبواب توصل إلى المدارس الأربعة التي خُصصت لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، كل منها يتكون من صحن وإيوان إلى جانب خلاوي سكنية للطلبة، بالإضافة إلى ملحقات خدمية ومئذنتين، حسب ما ذكرت وزارة السياحة والآثار.
وقد استخدم مسجد السلطان حسن كحصن نظرًا لقربة من القلعة، إذ كانت تطلق من فوق سطحه المجانق على القلعة عندما تثور الفتن بين أمراء المماليك البرجية.تعرض المسجد للعديد من عمليات الترميم وإعادة البناء على مر العصور حتى القرن العشرين كمعظم المعالم الإسلامية في القاهرة. وأهم ما يميز المسجد القباب ذو الزخارف الرائعة والتصميم المعماري المميز. كما يتميز أيضًا بجمال ودقة الزخارف الحجرية والجصية خاصة في الأشرطة الكتابية المنفذة بالخط الكوفي، وكذلك الأعمال الرخامية وجمال الزخارف بمحراب الإيوان الرئيسي ومحراب القبة، وكذلك مدخل المنبر الرخامي ذو التفاصيل الدقيقة، ودكة المبلغ الرخامية، وأخيرًا دكة المقريء ذات الحشوات الهندسية المجمعة بأشكال الأطباق النجمية.
السلطان حسن وصفه المؤرخون بأنه كان ملكاً حازماً، مَهيباً، وشجاعاً، صاحب كلمة نافذة، لم يعتد شرب الخمر، ولم يرتكب فاحشة ظاهرة، فاختلف عن كثير من ملوك وأمراء المماليك،كما كان ذكيا وعاقلاً، رفيقاً بالرعية، ومتديناً وشهما.
وقد اختفى تماما السلطان الناصر حسن بن قلاوون، قبل اتمام بناء مسجده ولم يعرف حتى وقتنا هذا أين ذهب السلطان، ولهذا تعددت الأقاويل ما بين أنه تم قتله ودفنه فى أكوام منطقة مصر القديمة.