أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، اسم "أبو جعفر المنصور"، ثانى خلفاء الدولة العباسية فى مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافته تحمل اسمه في شارعه في منطقة مصر الجديدة، وذلك للتعريف به للأجيال المقبلة.
أبو جعفر عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، ولد في "الحميمة"، التي تقع في معان جنوب الأردن، في صفر عام 95ه/714م، ونشأ بها بين كبار رجال بني هاشم الذين كانوا يسكنون الحميمة، فشب فصيحًا عالمًا بالسير والأخبار، ملمًا بالشعر والنثر.
لافته ابو جعفر المنصور
ونجحت الدعوة العباسية وأطاحت بالدولة الأموية، تولى أبو العباس السفّاح الخلافة سنة 132ه/750م، واستعان بأخيه أبي جعفر في محاربة أعدائه والقضاء على خصومه وتصريف شؤون الدولة، حتى إذا مرض أبو العباس أوصى له بالخلافة من بعده.
وشغل أبو جعفر وقته بمتابعة عماله على المدن والولايات، وكان يدقق في اختيارهم ويسند إليهم المهام، وينتدب للخراج والشرطة والقضاء من يراه أهلا للقيام بها، وكان ولاة البريد في الآفاق يكتبون إلى المنصور بما يحدث في الولايات من أحداث، حتى أسعار الغلال كانوا يطلعونه عليها وكذلك أحكام القضاء. وقد مكنه هذا الأسلوب من أن يكون على بينة مما يحدث في ولايات دولته، وأن يحاسب ولاته إذا بدر منهم أي تقصير.
ولم يكن المنصور قوي الرغبة في توسيع رقعة دولته ومد حدوده؛ لأنه كان يؤثر توطيد أركان الدولة والمحافظة عليها وحمايتها من العدوان والقلاقل والثورات الداخلية، لكنه اضطر إلى الدخول في منازعات وحروب مع الدولة البيزنطية حين بدأت بالعدوان وأغارت على بلاده، وقد توالت حملاته على البيزنطيين بعد أن استقرت أحوال دولته سنة (149هـ/766م)، حين طلب إمبراطور الروم الصلح فأجابه المنصور إليه، لأنه لم يكن يقصد بغزو الدولة البيزنطية الغزو والتوسع بقدر إشعارهم بقوته حتى يكفوا عن التعرض لدولته.
وقد أثبتت الأحداث المتلاحقة والثورات العارمة التي تعرض لها أبو جعفر في بداية حكمه، ما يمتلكه من براعة سياسية وخبرة حربية، وقدرة على حشد الرجال، وثبات في المحن، ودهاء وحيلة في الإيقاع بالخصوم، وبذلك تمكن من التغلب على المشكلات التي واجهته منذ أن تولى الحكم.
وعلى الرغم من الشدة الظاهرة في معاملة المنصور، وميله إلى التخلص من خصومه بأي وسيلة، فقد كان يقبل على لقاء العلماء الزاهدين ويرحب بهم ويفتح صدره لتقبل نقدهم ولو كان شديدًا.
بنى أبو جعفر المنصور مدينة بغداد، وأطلق عليها اسم "مدينة السلام" أو"دار السلام"، وتم بناء المدينة فى أربع سنوات من (149-145ه) على شكل دائرة يحيط بها سور يسمى السور الأعظم، وأربع بوابات، كان هناك جامع المنصور الذي كان مربع الشكل ودواوين الحكومة ومساكن الناس والجيش. وأصبحت بغداد مركز النشاط العلمي في الدولة العباسية، بل في العالم كله، فأصبحت أكبر مركز علمي وثقافي آنذاك يقصدها طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم للدراسة في مدارسها وجامعاتها مثل المدرسة المستنصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة