اعتبر سياسيون، أن توحد الشعب المصري والتفافه حول قيادته السياسية هو السبيل الأوحد لمواجهة مؤامرات التهجير القسري ودعوات نزوح الفلسطينيين إلى أراضي سيناء، خاصة مع معاودة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، واستمرار دعاوى المسئولين الإسرائيليين المشجعة لتهجير الفلسطينيين خارج حدود غزة.
يأتي ذلك بالتزامن مع أعربت عنه جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن إدانتها البالغة لانهيار الهدنة وتجدد القصف العنيف والعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، في انتهاك صارخ لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ولكافة أحكام القانون الدولي الإنساني، خاصة أحكام اتفاقية چنيف الرابعة لعام 1949، مؤكدة مجدداً على موقف مصر الراسخ الرفض للتهجير القسري للفلسطينيين خارج حدود أرضه، باعتباره خطاً أحمر لن يتم السماح بتجاوزه.
ويؤكد السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الشعب الفلسطيني اختار طريقه بالصمود والتمسك بأرضه، مستنكرا معاودة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخطط الإبادة والتهجير بحق الفلسطينيين، والتي يسعى من خلاله قصفه المتعمد والمستمر في تحويلها لمنطقة منكوية حتى يفكر المواطنون في الخروج طواعية.
وأضاف في تصريح لـ"اليوم السابع أن استمرار مخطط الإبادة هو وصمة عار على المجتمع الدولي كله ويتحمل المسئولية فيه كاملة بصمته، منوها في هذا الشأن إلى موقف مصر الراسخ الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين خارج حدود أرضهم، باعتباره خطا أحمر لن يتم السماح بتجاوزه.
وشدد أن الدولة المصرية لن تتوانى في إحياء المباحثات وبذل جهد دبلوماسي لا يتوقف في دعم مسار التهدئة، مؤكدا أن الشعب المصري أكثر التفافا حول قيادته السياسية وسط تلك المرحلة، فهناك إيمان قوي بالدور الذي تقوم به القيادة السياسية لدعم ومساندة القضية الفلسطينية والحفاظ على أمن مصر القومي.
واعتبر أن ذلك الالتفاف سيكون له انعكاس في مشهد العملية الانتخابية، مشيرا إلى أن مصر دولة ذات سيادة وحدودها معترف بها دوليا ولا مجال للمساس بها تحت أي ظرف.
ويؤكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية على ضرورة دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه المرحلة الدقيقة والظهور بمظهر مشرف أمام العالم في الانتخابات الرئاسي، منوها أن الإصرار الإسرائيلي على تنفيذ مخطط التهجير وإخلاء مربعات كاملة من قطاع غزة، نابع من كون الحكومة الإسرائيلية حكومة متطرفة متورطة في فساد مالي كبير، وفشل استخباراتي وأمني وسياسي، وتعلم جيدا أنه بمجرد انتهاء العدوان الغاشم على قطاع غزة ستخضع للمحاكمة، مشيرا إلى أن هذا هو الدافع الرئيسي لاستمرار العدوان على القطاع لتحقيق انتصار زائف أمام شعبها.
وقال "البرديسي"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي خرج منذ اليوم الأول للعدوان معلنا أن التهجير خط أحمر ولن تقبل به مصر، وانتفض الشعب المصري في جمع التبرعات والمساعدات لصالح قطاع غزة، لكن يظل الدور الشعبي الأهم الآن هو الالتفاف حول القيادة المصرية التى أعلنت رفض التهجير والتصدي للمخططات الإسرائيلية، مؤكدا على ضرورة أن يشارك الشعب المصري في الانتخابات الرئاسية بفاعلية لكي نرسل للعالم رسالة مفادها أن الشعب المصري يؤيد موقف القيادة المصرية وداعم لها.
من جانبه يقول اللواء دكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن جميع أطياف الشعب المصرى يقفون خلف الدولة والقيادة السياسية فى ظل الظروف العصيبة التى تشهدها المنطقة فى الفترة الحالية بعد اشتعال الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، والشعب المصرى داعم بكل ثقة وقوة فى كافة القرارات والإجراءات التى تتخذها الدولة للحفاظ على الأمن القومى المصرى ومساندة القضية الفلسطينية.
وأشار في تصريح لـ"اليوم السابع"، إلى أن التهجير القسري للفلسطينيين في غزة من قبل إسرائيل يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان والقانون الدولي ومحاولة واضحة لاقتلاع شعب بأكمله من منازلهم وأراضيهم، مما يسبب معاناة هائلة وعدم استقرار يشكل أيضا تهديدا للاستقرار الإقليمي مما سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات والصراع في المنطقة المضطربة بالفعل.
وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلي أن الوضع في غزة أصبح سيئاً على نحو متزايد، حيث أصبحت محاولات إسرائيل للتهجير القسري للفلسطينيين وإيجاد وطن بديل في "سيناء" أمر مرفوض، لأنه يصفي القضية الفلسطينية، مستنكرا مساعي إسرائيل لحل المشكلة علي حساب دول الجوار، قائلا : "الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلنها صراحة بأن الأمن القومي خط أحمر" .
وقال من المهم إن يتحد الشعب ويلتف حول قيادته لأن الظروف الصعبة المحيطة بمصر تتطلب جهداً جماعياً لمواجهة التحديات التي تفرضها تصرفات إسرائيل، مشيرا إلي أنه من خلال الوقوف معا ودعم القيادة السياسية يستطيع الشعب إرسال رسالة قوية إلى إسرائيل والمجتمع الدولي مفادها أنه لن يتم التسامح مع مثل هذه الانتهاكات وأن الأمن القومي المصري خط أحمر ولن يتم التهاون فيه.
وأوضح "فرحات" أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما زالت تقوم بجهود كبيرة من أجل إنهاء الصراع ووقف دائم لإطلاق النار، مشددا على أهمية الالتزام بالتوجهات المصرية في هذا الشأن حرصا على أمن واستقرار المنطقة بالكامل وأنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بحل الدوليتن، ومحاولات إسرائيل تصفية القضية علي حساب الجوار أمر مرفوض، ونؤكد مرة أخرى أنه لا تهاون في حماية الأمن القومي المصري.