تشير المشاركة الانتخابية للمصريين فى الخارج إلى حق الأفراد الذين يعيشون خارج بلادهم في الإدلاء بأصواتهم في بلدهم الأصلي، كما تعد المشاركة الانتخابية بالخارج جزءًا من حقوق الإنسان الأساسية، وتهدف إلى تمكين المواطنين من التعبير عن آرائهم السياسية، واختيار ممثليهم وتشكيل حكومتهم.
وفي صورة راقية مبهرة توجه المصريون في الخارج ممن لهم حق التصويت في الانتخابات ببلدهم الأصلي إلى السفارات والقنصليات للإدلاء بأصواتهم الذي كفله الدستور لهم، وتكمن أهمية المشاركة الانتخابية للمصريين بالخارج في تعضيد الارتباط بالبلد الأصلي، والمساهمة في صنع القرارات السياسية، والتأثير عبر المشاركة في الحياة السياسية، بما يؤكد صورة المناخ الديمقراطي وتعددية الآراء بالدولة.
وشهادة حق تقال عن المصريين في الخارج بشأن المشاركة السياسية؛ فلم يتأخروا قط عن تلبية النداء في كل استحقاق انتخابي تقوم به الدولة، وفي كل مرة يثبتون مدى وعيهم ووطنيتهم الواضحة وتحملهم لعناء السفر والتكلفة لتحقيق الغايات العظيمة في حق الوطن.
إن استجابة المصريين بالخارج وتوافدهم بكثافة في أول أيام الانتخابات الرئاسية المصرية أمام لجان التصويت أظهرت للعالم أن مصر دولة تمتلك ثروة بشرية تتسم بالوعي السياسي الصحيح وتعشق في المقابل تراب الوطن ولا تنسى فضله عليهم، وتلك ترجمة بسيطة من العديد لمواقفهم الداعمة لكيان الدولة المصرية.
ولا مجال لتفسير ما نشاهده من صورة مشرفة للمشاركة في العرس والاستحقاق الانتخابي إلا أن نقول بأن حب الوطن والتضحية من أجله غاية لا يدركها إلا كل مخلص يريد لبلاده التقدم والنهضة من خلال رئيس يتحمل مسئولية البلاد واستكمال إنجازاتها العظيمة؛ فما زال البناء مستمر وما تزال الدولة عازمة وماضية نحو مستقبلها المشرق.
ومشهد المشاركة في صورته المرئية عبر الفضائيات يحمل رسالة مهمة فحواها أن مصر وشعبها ومؤسساتها وقيادتها المخلصة سوف تحقق ما هو مستحيل على العقل والمنطق؛ فأذهاننا لا تنسى المخاطر التي مرت بها الدولة المصرية أبان ثورة 30 يونيو وعزيمة البطل التي قضت على سيناريوهات الفساد والإفساد.
ودلالة المشاركة تؤكد أن الروح والقلب والعقل تظل في الوطن باقية مهما بعد الجسد؛ فالسعي لتحقيق الخير بمساراته المختلفة يؤكد الحب والإخلاص والعشق لتراب الوطن، ويقوي عزيمة المغترب الذي يثق في بقاء وطنه ويساعد بكل السبل في استقراره ويدفع بالشائعات للهاوية فلا يقبل في شأنه الضيم والهوان.
وهذا العرس المبهر ضم في طياته أطياف المصريين فكان منهم متوسط العمر وكبير العمر ومن يعاني صعوبة في الحركة؛ لكن نداء الواجب حفز وقوى الجميع وحثهم للمشاركة بكل قوة في هذا الاستحقاق المهم للدولة المصرية التي تفخر دومًا بأبنائها وتقدم لهم كل ما اتيح من سبل الرعاية والاهتمام في الداخل والخارج على السواء.
وما يراه ويشاهده أبنائنا من تضافر وحرص وتكاتف لأجل استقرار الدولة وعشق ترابها والولاء لها، يؤكد في وجدانياتهم الانتماء الحقيقي غير المزيف، ويصقل وعيهم الإيجابي تجاه الوطن الذي لا يحل محله مكان أخر؛ فالوطن يعلو ولا يعلى عليه مهما تنامت المغريات، وتعددت المزايا.
وبالتالي لا نرى ونشاهد إلا صفوف من المصريين موحدة خلف هذا الوطن العظيم في داخل الجغرافيا المصرية وفي شتى بقاع العالم، وفي هذا دلالة واضحة لما يمتلكه المواطن المصري من تحضر ووعي يختار بالآلية الشرعية رئيسه مرفوع الهامة مفتخرًا باختياره، وسوف تثبت الأيام المقبلة بعد اكتمال الصورة الانتخابية أن مصر في طريقها الصحيح نحو النهضة.
وسوف تستمر الحشود في الخارج وسوف تكون ملهمة للداخل، وسيحصد الشعب المصري حصاده الذي يليق به باختيار رئيس يستكمل المسيرة ويحفظ أمن البلاد ويبحر بالسفينة نحو مستقبلها الذي يحقق جودة الحياة التي يستحقها شعب مصر العظيم.
حفظ الله بلادنا الحبيبة وشعبها العظيم صاحب المواقف والملاحم الملهمة والمتواصلة.