أكرم القصاص

المصريون بالخارج.. حضور لافت فى انتخابات رئاسية نحو المستقبل

السبت، 02 ديسمبر 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 مشاهد المصريين فى الخارج أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية كاشفة عن حجم التفاعل من قبل ملايين المواطنين فى الخارج وارتباطهم بالوطن ورغبتهم فى المشاركة، وهو أمر تكرر مع كل انتخابيات وكل فعالية يضعون فيها أصواتهم للمستقبل، وخلال سنوات وضمن عملية التمكين السياسى، حصل المصريون بالخارج على حق التمثيل والانتخاب، وأصبح لهم ممثلون بمجلس النواب والشيوخ، مع كل الفئات التى حرمت من حقها خلال عقود سابقة، بجانب أنهم أثبتوا دائما انتماءهم لقضايا بلدهم، بالرغم من الفترات الطويلة التى قضوها بالخارج، وهناك قطاعات كبيرة من المصريين بالخارج لديهم رغبة فى المشاركة وصياغة المستقبل بالرأى والفكرة وتستحق التعامل بنفس الثقة والتعاون والاحترام. 
 
من هنا كان الحضور اللافت للمواطنين المصريين فى أوروبا مثل لندن وباريس وبرلين وبروكسل ومدريد ولوكسمبورج، والولايات المتحدة وأستراليا وكندا وقارات العالم، وأيضا الحضور اللافت فى الدول العربية سواء التى تضم أعدادا كبيرة مثل دول الخليج، أو دول المغرب العربى تونس والجزائر والمغرب، ودول آسيا وكل الدول الأفريقية، هذا الحضور من كل قارات العالم يؤكد مدى ارتباطهم بما يجرى، ونجد مصريين من كل الأعمار يسافرون آلاف الكيلومترات ليدلوا بأصواتهم.
 
بالطبع فإن الانتخابات تجرى فى ظروف وتحديات صعبة، فقد كان العدوان على غزة، كاشفا عن حجم ما واجهته الدولة المصرية من تحديات وجودية خلال سنوات ماضية، وهى سنوات مثلت واحدة من أخطر المراحل الانتقالية فى تاريخ أى أمة، ومن هنا فإن الحضور الكثيف للمصريين بالخارج على السفارات والقنصليات، تأكيد لكون هؤلاء يقفون مع المستقبل، بجانب ما اتخذته الهيئة الوطنية للانتخابات من إجراءات تضمن المساواة بين المرشحين، والوقوف على مسافة واحدة، والفصل بين المنصب التنفيذى والموقع الانتخابى للمرشح. 
 
الهيئة الوطنية للانتخابات أتاحت الفرصة أمام المنظمات للمتابعة والمراقبة، مع تأكيد الوقوف على مسافة واحدة، كما أن وسائل الإعلام المحلية منحت مساحات متساوية للمرشحين والحملات، ومنها ما قدمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من وقت مجانى لكل مرشح ليقدم فيه برامجه ويخاطب الجمهور.
 
كل هذه العناصر توفر عناصر الحياد والجدية، ومن حق الناخب أن يختار بحريته، وهو ما جرى حيث خرج ناخبون أعلنوا تأييدهم لمرشح أو آخر من دون وصاية، ولعل هذه الخطوات بجانب التحديات الداخلية والإقليمية هى التى دفعت المصريين بالخارج إلى الذهاب للجان الانتخابات بالسفارات والقنصليات للإدلاء بأصواتهم. 
 
ومن المهم التفرقة بين تنوع طبيعى، وأن تكون هناك اتجاهات واختلافات، هناك معارضون كثيرون لدى كل منهم موقف يعلنه، وهم بشر طبيعيون يرون ما يجرى ويحكمون عليه بناء على وقائع، وهؤلاء مواطنون طبيعيون، يختلفون عن منصات ممولة وأفراد يمثلون استثناءات من القاعدة، ينطلقون من زاوية العداء فى كل موقف، وهؤلاء لا يعول عليهم فشلوا وما زالوا يفشلون، وهدفهم الحصول على التمويل اللازم، وقبض ثمن النباح العادى والافتراضى، وجرت العادة أن منصات النباح تقف أمام كثافة الحضور للمصريين بالخارج، لتبدأ وصلات ملامة وهجوم واتهامات لنفس الجمهور الذى يخاطبونه أو يتحدثون إليه، وبالطبع فإن هؤلاء استثناء يؤكد القاعدة، بأن وعى المصريين ينتصر.
 
وقد اختار المصريون بالخارج المشاركة، وظهروا فى حضور كثيف بلجان الانتخابات الرئاسية، ومن قبل شاركوا فى الحوار الوطنى، وقدموا أفكارا وآراء فى كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتمثل مشاركتهم وحضورهم الكثيف تأكيدا لمدى ارتباطهم ونظرتهم للمستقبل، واستخدام جقهم الانتخابى والدستورى، ضمن توجه لبناء المستقبل، وبالطبع كان للحوار الوطنى دور فى توسيع مجالات النقاش، وإدارة التنوع، باعتبار أن كل دولة لها ظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تتطلب بناء تجاربها السياسية بناء على المطروح.
 
p.8

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة