يعد فنسنت فان جوخ (1853-1890) من بين الفنانين الأكثر شعبية في العالم، ومع ذلك فقد باع في حياته عددًا قليلاً من الأعمال، ولكم من أسباب شهرته أيضًا هو تشويه أذنه أو بمعنى أدق قطعها، والسؤال الذى يطرح نفسه ما الذي دفع الرسام في ذروة براعته إلى إيذاء نفسه بهذه الخطورة؟ وهو نا جعل مؤرخة الفن برناديت ميرفي تتعمق في أعظم ألغاز فان جوخ لتجد الإجابة على تلك السؤال.
وتقول برناديت مير في، إن فنسنت فان جوخ من بين الفنانين الأكثر شهرة في العالم، وتنتشر لوحاته التي تبلغ قيمتها الآن ملايين الدولارات في متاحف جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، كانت مسيرة فان جوخ المهنية قصيرة - فقد باع عددًا قليلاً جدًا من الأعمال في حياته ولم يرسم إلا بدوام كامل خلال السنوات الخمس الأخيرة من حياته، ومن اللوحات الكئيبة التي قدمها فان جوخ، "أكلة البطاطس" (1885)، وقد انفجر فن فان جوخ بالألوان خلال الفترة القصيرة التي قضاها في بروفانس، حيث ابتكر أعظم أعماله في آرل في عام 1888.
وتوضح مؤرخة الفن: أن الفنان فان جوخ لا يعرف بلوحاته فحسب، بل بحادثة غريبة في حياته الخاصة، والتي تمتد إلى ما هو أبعد من عالم الفن، هذا الجزء من قصة حياته جعله فريدًا وعرف بإنه الرجل الذي "قطع أذنه".
منذ وفاته عام 1890، أصبحت حياة فان جوخ قصة مأساوية أصبحت فيها الحقيقة والخيال غير واضحة، "فنسنت" شخصية رثة نصف جائعة، بلا مال ولا أصدقاء، دفع إبداعه إلى أقصى حدوده "تحت حرارة شمس الجنوب الحارقة" وهكذا أصيب بالجنون، عند وصوله إلى آرل قبل حوالي عشرة أشهر، عانى فان جوخ من انهيار عقلى كامل فى 23 ديسمبر 1888، مما دفع إلى قطع أذنه اليمنى.
وتبحث المؤرخة وتقول، يبدو أن فان جوخ قام بتشويه أذنه اليمنى - ولكن لكي يرسم صورة ذاتية، يجب على الفنان أن ينظر إلى المرآة، وبالتالي تكون الصورة معكوسة، ولهذا نجد أن الإصابة في الواقع في أذنه اليسرى.
فان جوخ
وعلى الرغم من أن الألوان الموجودة في قبعة الفرو والسترة الصوفية التي يرتديها فان جوخ في كلتا الصورتين تبدو مختلفة قليلاً، إلا أن التحليل الفني الحديث أثبت أن قطعتي الملابس كانتا في الأصل من نفس اللون، في السنوات الفاصلة، مع تقدم عمر اللوحات في مواقع مختلفة وظروف مناخية مختلفة تغيرت ألوان الطلاء.