عبر الشعب عن إرادته الحرة بكل الصور؛ حيث دعى أطياف الشعب قيادة الدولة المصرية للترشح، وأيده ودعمه، وانتخبه في مشهد غير مسبوق وصورة مبهرة أشارت إلى حسن التنظيم وبفاعلية وحيوية منقطعة النظير، وتأكيدا على التزام الشعب المصري بأداء حقه الدستوري، كما احتفى جموع الشعب بفرحة الفوز الذي جاء في ظروف أكد وحدة وإرادة المصريين في الخارج والداخل على السواء خلف دولته المصرية.
ولا يخفى علينا جميعًا ما تواجه الدولة المصرية من تحديات عديدة ترتبط مجملها فيما يجرى على الحدود؛ فهناك حروب شرسة علي حدود الوطن، من الناحية الشرقية والغربية والجنوبية للبلاد، وتحاول الدولة بكل مقوماتها أن توقفها كونها مهدد رئيس للأمن القومي المصري، وقد أكدت القيادة السياسية في كل مناسبة ولكل العالم وبلغة واضحة مبينة ومطمئنة لشعبها العظيم المتحد مع دولته قلبا وقالباً، علي سيادتها علي أراضيها ومقدراتها وحدودها وأمنها الداخلي والخارجي ، ولديها قدرةٌ وإرادةٌ قويةٌ في الحفاظ على أمنها القومي واستقرارها، وانطلاقاً من دورها الحيوي والتاريخي والريادي بالمنطقة مع الحفاظ على حدودها ومواصلة جهودها في التنمية الشاملة المستدامة.
إن شعب مصر العظيم وضع خريطة مستقبله في الفترة المقبلة باختيار قيادة تمتلك مقومات ومهارات التخطيط الاستراتيجي؛ حيث استطاع في فترة ولايته السابقة أن يوحد الجهود برغم كثرة الصعوبات والمشتتات والتحديات؛ فهو يؤمن بقدرات شعبه، وأن هذا الشعب إذا أراد فعل، والمواقف الماضية والآنية كاشفة.
ما كان للدولة أن تحقق إنجازاتها العظيمة في فترة السابقة؛ إلا بشعب يمتلك العزيمة للسير نحو النهضة، ورغبة الخروج من حالة العوز لحالة العزة، وإعادة المجد الممزوج بحفاوة الولاء والانتماء والإيمان بأغوار الثقافة المصرية المتجذرة في نفوس المصريين؛ بالإضافة إلى عشق التراب والدفاع عنه ببذل المال والدماء دون تردد بوعيٍ صحيحٍ مسؤولٍ بالتحديات التي تواجهها الدولة المصرية ومتطلبات استمرار التنمية والنهضة المصرية.
لقد قرر الشعب أن يمضي نحو مستقبل مشرق ومشرف لوطنه، وحدد ملامح خريطة الجمهورية الجديدة بكل دقة، وكان هذا واضحًا حينما اصطف خلف دولته وحارب الإرهاب بكل قوة، وتحمل آثار الإصلاح الاقتصادي، إيمانًا منه بأن بناء الدول لا تكون إلا بالتضحيات المستمرة والجهود المتواصلة في مسارات العمل والإنتاج.
إن رسم ملامح خريطة الجمهورية الجديدة كان واضحًا منذ اللحظة الأولى لتولى القيادة السياسية أمر شئون البلاد؛ حيث انتهجت طريق المكاشفة؛ فلا غرف مغلقة ولا أسرار تخفى عن الشعب؛ فكان رد الفعل متمثلًا في تقدير الجهود وتضافر وتماسك لأطياف الشعب واصطفاف لم يشهده تاريخ الأمم السابقة والحالية.
كما أن شباب مصر في مقدمة النهضة؛ فالمستقبل لهم وبهم، كيف لا وهم ثروة الوطن الغالية، وقوته الفاعلة التي بها تستكمل مرحلة النهضة والبناء والريادة والتنافسية، والأمل معقود على ما يمتلكه هذا الجيل من فكر إيجابي بناء في مجالات العمل، والحق يقال والأحداث تشهد بأن شباب مصر فاعل وحيوي في كل مجريات الأحداث؛ حيث تمثيله المشرف في سائر المحافل وفي ميادين العمل المختلفة وعليه يقع رهان استكمال نهضة الوطن.
ونحن جميعًا لدينا طمأنينة على مستقبل وطننا؛ لأن ضمير الأمة المصرية تمثل في امرأة تحملت المخاطر من أجل بقاء الدولة واستمراريتها؛ فكانت نعم الداعم؛ حيث إن مواقفها المشرفة والداعمة والواضحة عديدة ومتعددة؛ فهي من تحلت بالصبر وتجرعت الألم والمر جراء إرهاب غاشم ضرب البلاد، وهي من فوضت وانتخبت في فترة كانت مليئة بالتحديات، وهي شريكة التنمية وصاحبة الفكر الرشيد.
ودعونا نؤكد أن خريطة الجمهورية الجديدة يغمرها الأمل؛ فمصر تمتلك صناع المستقبل في شتى الميادين والقطاعات، وإرادة شعبها نابعة من وعي رشيد يدرك طبيعة وخطورة المرحلة وما تمر به البلاد من مجريات أحداث متلاحقة، وثقة هذا الشعب في مؤسساته الوطنية لا حدود لها وفي القلب الجيش والشرطة وجميع مؤسسات الدولة.
ونقول إن مستقبل وطننا الغالي سيكون مشرق بمشيئة الله تعال ببذل مزيد من الجهد للوصول إلى مراحل الاتقان، وهذا ما يؤكد ضرورة العمل والإنتاج؛ لننتقل من الحسن إلى الأحسن والإتقان، ونعظم ما لدينا من مقدرات مادية وبشرية، ونسعى بكل طاقة وجهد وهمة لإعلاء راية الوطن خفاقة عالية لعنان السماء حرة آبية.
حفظ الله بلادنا ووفق قيادتها السياسية إلى سبل الخير والرشاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة