فى ظل حرب إسرائيل الغاشمة لإبادة قطاع غزة، هناك حرب أخرى فى مجلس الأمن لا تقل إجراما عن ما يحدث فى ميدان الحرب تقودها الولايات المتحدة بكل ثقلها السياسى والاستراتيجى وبأدواتها الاجرامية مثل توظيف الفيتو لمنع أى قرار لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين والأطفال والنساء، ووقوفها بكل ما أوتيت من قوة فى وجه أغلبية الجمعية العامة للأمم المتحدة وأمام أغلبية مجلس الأمن لدعم إسرائيل فى مشهد فج سافر لا يعنى إلا أن العالم أمام بلطجة أمريكية فى دعم مجرمى الحروب وقاتلى الأطفال.
لذلك، بات من المؤكد أن الولايات المتحدة تدير حربا فى مجلس الأمن من أجل تعطيل القانون الدولى لصالح إسرائيل ولخدمة المخطط الصهيونى، فتارة تسعى لاجبار دول العالم لوصف المقاومة الفلسطينية على أنها إرهاب، وتارة ثانية تدفع بالفيتو لمنع تمرير قرار بوقف إطلاق النار، وثالثة تصر على صياغة قوانين لتفريغ تلك المشروعات من مضمونها غير عابئة بما يحدث من قتل ودمار وجوع وخناق وصراخ المنظمات والمؤسسات الإنسانية والإغاثية.
ونموذجا ما حدث فى مشروع قرار مجلس الأمن الأخير الذى فرغته من مضمونه وهددت بالفيتو حال عدم إدخال تعديلاتها، ليخرج قانون أو قرار يسمح لإسرائيل بمواصلة عدوانها الغاشم والاستمرار فى القتال، ويمنح المحتل فى التحكم بالمساعدات وادخالها، وكل ما ينص عليه هو التوسع فى المساعدات وحتى هذا يكون دون آليات تنفيذية قوية تساهم فى نجاح القانون على الأرض.
لذا، علينا أن نفهم أن العالم أمام ديمقراطية عرجاء، وعلينا أن لا نعول على هذه الديمقراطية فى ظل عالم عاجز ومتواطئ.
وأخيرا.. إن ديمقراطيتهم لا تصلح لنا وأن ما نحتاجه لنصرة قضيتنا تكمن فى قوة أوطاننا ووحدتنا وتكاملنا، فكفى عيش فى خداع وزيف وكذب، لأنه من الغريب أننا ما زلنا نؤمن أن الولايات المتحدة هى من ستحقق العدالة فى فلسطين وننسى أن فشل إسرائيل يعنى فشل للولايات المتحدة نفسها لأنها ببساطة هى من تحارب سواء فى ميدان غزة أو فى ساحات المجتمع الدولى، وما يحدث فى مجلس الأمن ليس ببعيد .. فكفانا عيش فى خداع ووهم عدالة المجتمع الدولى..