إن استكمال خريطة الجمهورية الجديدة أمرٌ وجوبيٌ؛ فذلك ما جعلنا نصطف خلف الدولة وقيادتها، ورغم ما نواجه من تحديات، لا ينبغي أن يحول بيننا وبين تحقيق غايات الدولة العليا أي حائل؛ فالحب والولاء والإخلاص بات جليًا لدى جموع الشعب والقائمين على مؤسساته، وهذا ما لمسناه في العديد من المواقف المشرفة لشعبنا العظيم بكامل أطيافه.
لسنا في حاجة لأن نخطط أو نستلهم أفكارًا مستوردة؛ فالواقع يشهد بتدشين الدولة المصرية تحت رعاية قائدها الحكيم العديد من المشروعات القومية في كامل ربوع الوطن الحبيب، وهذه المشروعات لها مراحل تنفيذية وفق خطط زمنية ودعم لوجستي يرتبط بها، وهو ما تحرص عليه الدولة وقيادتها السياسية الرشيدة التي تتابع كل شروق شمس وعن كثب تطورات ومراحل التنفيذ لتلك المشروعات.
ومتابعة الرئيس ليست شكلية، بل نراها تقتضي تفاصيل صغيرة وكبيرة؛ ليطمئن على أمور عدة، في مقدمتها جودة الأداء الذي يحقق بالتبعية جودة المنتج، والتعرف على العثرات أو المعوقات المستجدة والتوجيه بالعمل على إزالتها، والتأكد من توافر الدعم اللوجستي من قبل الدولة ومؤسساتها، مع حرصه الدائم على الجدول الزمني المتعلق بتنفيذ كل مرحلة على حدة؛ فآمال وطموحات المصريين ليست معلقة؛ لكنها محل تقدير واحترام.
ويصعب أن تتحقق النجاحات الضخمة بالدول في مناخ يقوم على النفعية وتحقيق المصالح الشخصية وتجاهل مصلحة الدولة العامة؛ لذا شدد الرئيس على أهمية اجتزاز جذور الفساد الذي يجعل الدول تشيخ وتنهار وتتوقف عن مسارات التقدم والنهضة وتسقط في غايات الصراعات والفتن التي تؤدي لهلاك البشر والحجر، ومن ثم لا مناص عن دولة القانون التي تعضد الثقة بين الرئيس والمرؤوس في كافة مؤسسات وقطاعات الدولة.
إن ما نتسمعه من الأبواق والمنصات الممولة التي تناهض مسيرة الإصلاح وتقلل من حجم الإنجازات، وتبث الطاقة السلبية داخل المجتمع المصري؛ حيث تستهدف الجميع دون استثناء، وتحاول تقليل أو تثبيط العزيمة وتفكيك النسيج وإضعاف الثقة المتبادلة بين الشعب وقيادته ومؤسسات الوطن المختلفة، ودلالة ذلك أن انتهاج أصحاب المآرب أساليب الحروب النفسية باتت مكشوفة وفضحتها مواقف الشعب النبيلة، هذا الشعب الذي يلبي النداء حينما يناديه الوطن.
وخريطة مصر المستقبلية تحتاج مزيدًا من التماسك والتضافر والترابط ونبذ الفرقة والاجتماع على مبادئ الشراكة التي تؤسس على احترام متبادل ولغة وطنية وحوار جامع ينبثق من القيم المجتمعية المصرية والعقيدة السمحة والتعامل الراقي؛ فنحمد الله أن استكملت بلادنا الحبيبة استقرارها السياسي المستحق، الذي يؤكد أهمية المرحلة القادمة المرتبطة باستكمال استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة.
إن إقدام وسعي وهمة المصريين - شبابًا ونساءً ورجالًا وشيوخًا - نحو مساندة الدولة يؤكد وعي الشعب العظيم وإصراره على البقاء ورسالته التي تحمل السلم والسلام والعزة والكرامة؛ فقد أبهرت العالم الذي شاهد مدى احترام الدولة ومؤسساتها الوطنية للتنوع الثقافي في الوسط المصري، وعدم التمييز بين أطياف الشعب على الولاء أو السلطة؛ فالحريات مكفولة وسواعد العمل ممدودة بكامل طاقتها لتستكمل مسيرة البناء والنهضة وفق خريطة جمهوريتنا الجديدة.
وملامح العزة والكرم الطائي واضحة لدى شعبنا العظيم؛ فلم يناد مرة من المرات رئيس الدولة بالمشاركة أو بالمبادرة إلا وسارع جموع غفيرة في تلبية النداء المستفيض والمستدام؛ لذا يعد هذا الأمر مؤشرًا لنجاح خريطة الجمهورية الجديدة من قبل شعب تحمل المسئولية مع الدولة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والصحية والتعليمية والتقنية والبيئية وغيرها مما يصعب حصره؛ حيث إن المبدأ الراسخ في أذهان المصريين والذي يتمثل في الحق في الحياة وفق ما جاءت به العقائد والأديان السماوية وبُنيت في ضوء دساتير وقوانين الحياة.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة