يمر الإنسان خلال رحلته بالحياة ببعض الأحداث التي تسبب له المعاناة والآلام، وأقسى تلك الأحداث الفراق والانفصال عن من يحب، وعلى الرغم من حجم الألم الذى يمر به الشخص إلا أنه يتعامل مع ذلك الحدث الجلل بنوع من الاستخفاف، فالانفصال أمر عالمي يتم طرحه في العديد من المناقشات بالإضافة إلى أنه أمر متكرر، وخلال السطور التالية، نستعرض كيفية التعامل مع المشاعر السلبية التي تأتى بعد الانفصال وفقاً لما أشار إليه محمد مصطفى الأخصائي النفسي.
التخلص من المشاعر السلبية
وقال محمد في حديثه لـ" اليوم السابع": "إن العلاقات وخاصة العاطفية تثير لدى الفرد مشاعر عميقة؛ وحين يحدث الانفصال يصبح الشخص قاضيا ويضع نفسه داخل المحكمة حتى يحاسبها ويعاقبها بشكل مؤلم، فالأحكام تجعل من رحلة التعافي مؤلمة، خصوصاً وإن كانت العلاقة جادة وصادقة، فالأحلام الربيعية، والاعتياد على إيقاع الحياة برفقه الشريك، خاصة وإن حدث إشباع للاحتياجات النفسية كل هذا يسبب "قتل القلب كمداً".
واستكمل حديثه قائلاً: "سواء كُنت من بادرت بالانفصال أو إذا تم تركك فهناك سيل من الذكريات الجميلة، والأفكار المرتبطة بالعلاقة، فإن بادرت فالحل الندم والقلق والإحساس بالذنب، فنحن نفكر ما إن ارتكبنا خطأ باتخاذ هذا القرار، وإذا تُركت شعر بالحزن والعار وانعدام الثقة بالآخرين مما يقودنا إلى العزلة، وفى كلتا الحالتين نسعى إلى تجنب تلك المشاعر المؤلمة فنجد أنفسنا داخل علاقة أخرى دون إنهاء العلاقة القديمة مما يؤدى إلى المزيد من الإخفاقات فيزداد الأمر سوءا".
رسالة وداع لشريك الحياة
إن ما يجعل الانفصال مؤلماً هو الأمل فى التلاقي بعد الفراق، فهناك فرصة لأن نجتمع مرة ثانية ونتبادل أطراف الحديث، هناك شوق وحنين لتلك اللحظات التي اختلسنا فيها السعادة، على عكس انعدام الأمل عند موت أحبائنا لعدم وجود أي فرصة في التلاقي مرة أخرى، لذلك علينا إنهاء هذا الصراع، لذلك يفضل كتابة خطاب أخير غير مُرسل؛ نكتب فيه كل ما نريد قوله للطرف الآخر، إن مجرد الكتابة سوف يساعدنا على معالجة ما مررنا به من لحظات ألم، وعند الانتهاء نقوم بتمزيق الرسالة أو حرقها، حتى نغلق تلك الصفحة من حياتنا لنبدأ فصلاً جديداً في حياتنا.
لا تكن ضحية ما حدث
أثناء إنهاء العلاقة يحاول العديد من الأشخاص أن يرتدون قناع الضحية، وأنه ليس له حول ولا قوة مما جرى، الأمر يرجع إلى سعيه لتجنب المشاعر المؤلمة المتعلقة بالانفصال، وعدم رغبته في تحمل بعض المسئولية والاعتراف بأن قرار الإنفصال لم يكن وليد اللحظة بل كان نتيجة تراكمات أخطاء لم تحل بطريقة صحيحة من كلا الطرفين، وحتى يتنصلوا من كل هذا يعتبرون أنفسهم متضررين، وعند النظر بعمق في هوية هؤلاء نفهم أنهم قد مروا بعديد من العلاقات غير الصحية وكانوا يلعبوا فيها دور الضحية أو كانوا هم المحتالين في بعض الأحيان، إلا أن من يختار لعب هذا الدور سيكون شخص يشعر بالحزن، والإحباط، ولوم الذات، والوحدة بعد تحمل نهاية العلاقة.
لا تكن أسيراً للذكريات
لفعل تلك الخطوة الأمر يستلزم بأن نتحلى بالشجاعة فنحن على وشك تطهير حياتنا من كل الأشياء التي قد تحفز ذاكرتنا، الأمر مهم لخلق مساحة للتعافي، فخلق بيئة جديدة فمن خلال التخلص بأي تذكار مادى مثل الهدايا، والصور، وكل ما هو متعلق بالعلاقة حتى أحاديث التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من تلك الخطوة هامة لأنها سوف تساعدك على إحراز تقدماً إلا أنه قرار خاص بك وحدك ولك مطلق الحرية فيه.
خذ وقتك في التعافي وعبر عما بداخلك
التحسن الفوري تلك الرغبة التي يسعى إليها الجميع عندما يتعرض للانفصال، فنحن بعد ذلك الحدث يمر علينا أيام جيدة بعض الشيء، إلا أن العديد من الأيام تكون قاتمة لا نقوم فيها بشيء حتى المهام البسيطة كالنهوض من السرير وأخذ حمام دافئ، وفى تلك اللحظات يتسرب لداخلنا مشاعر اليأس وفقدان السيطرة، أو قد تتضارب المشاعر فلا نعلم بأى شيء نشعر فنحن نشعر فى لحظة واحدة بالحزن، والأسى، والارتياح، وخيبة الأمل، والغضب، وحتى الفرح، لذلك جزءًا كبيرًا من عملية الشفاء يستلزم معالجة مشاعرنا وحزننا، فكلاهما لهما أهمية قصوى لأنهما يمهدان الطريق أمامنا للمضي قدمًا.
أنت تستحق الأفضل
عليك إلا تنسى نفسك بين تلك الأحداث، وأن تهتم بها من خلال تقديم الرعاية الذاتية لنفسك، مثلا القيام ببعض الأنشطة كالتسوق، وممارسة الرياضة، ربما الحصول على تسريحة شعر جديدة، تناول بعض الشوكولاتة، عليك أن تمارس أي شيء يعزز من إحساسك بنفسك كشخص يستحق الراحة والفخر.
التفكير في الماضي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة