فى احتفالية كبرى شهدها عام 2023، وعلى سفح الهرم قام الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، بتسليم الرئيس السيسى الشهادة الذهبية لخلو مصر من فيروس سى، لتشهد الأهرامات على هذا الانجاز العظيم.
وتقدمت منظمة الصحة العالمية بالتهنئة إلى مصر على تقدمها غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد C، لتصبح أول بلد يبلغ "المستوى الذهبي" على مسار القضاء على التهاب الكبد C وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، ويعنى بلوغ المستوى الذهبى أن مصر أوفت بالمتطلبات البرمجية التى تؤدى إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التى تؤهِّل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد C.
وعلى الصعيد العالمى، يوجد 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد C المزمنة، وبالرغم من عدم توفر لقاح مضاد للمرض، لكن يمكن الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفعالية تستمر 8-12 أسبوعًا، ولكن هناك 4 أشخاص من أصل 5 متعايشين مع التهاب الكبد C فى العالَم لا يدركون أنهم مصابون بالعدوى، ويمكن أن تتسبب تلك العدوى فى إصابة الكبد بمرض أو بسرطان، ما لم تُعالَج أو يُشفَ منها.
وشخصت مصر 87% من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وقدمت العلاج الشافى إلى 93% من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبى للمنظمة، وهى تشخيص 80% على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% من الأشخاص المُشخَّصين به.
أول شهادة بالعالم تمنح لمصر لخلوها من فيروس C
وفى هذا السياق، قال الدكتور تيدروس أدحانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "إن المَسيرة التى قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد C فى العالم إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض فى أقل من 10 سنوات"، هى مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به، لقد قدمت مصر للعالم نموذجًا يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسى على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح، مشيرا إلى أن نجاح مصر يبثَّ فى نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد C فى كل مكان.
ونجحت مصر فى الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد C فى العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات، من خلال خفض معدل انتشار التهاب الكبد C من 10% إلى 0.38% فى مدة تزيد قليلًا على عَقد من الزمان.
ومنذ أوائل عام 2000، ما فتئت مصر تعزز برامجها الوطنية فى مجالَى الوقاية والعلاج، وفى عام 2006، أنشأ البلد اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهى هيكل إدارى معنى بالإشراف على الاستجابة الوطنية لالتهاب الكبد، وتوجيهها.
وابتداءً من عام 2014، أطلق رئيس مصر حملة قومية للقضاء على التهاب الكبد، وهو ما تعزز مجددًا فى عام 2018، ووفرت الحملة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد C، والعلاج منه دون مقابل مادى، وأسفرت حملة "100 مليون صحة" عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 ملايين شخص، ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المُصنَّعة محليًّا عاملًا رئيسيًّا فى النجاح الملحوظ الذى حققته الحملة - حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد C، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة 99%، ومن خلال اتباع نهج يركز على المرضى، أدخلت مصر تحسينات هائلة على ممارساتها الخاصة بسلامة المرضى، وتبنَّت مفهوم "عدم إلحاق الضرر" من خلال تطبيق تدابير شاملة للحقن الآمن، ومأمونية الدم، والحد من الضرر.
وأشاد الدكتور أحمد المنظرى، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بالنجاح غير المسبوق الذى حققته مصر، مضيفا، لقد نجحت مصر، من خلال التزامها بالقضاء على التهاب الكبد C، فى فحص جميع السكان المستحقين لذلك، وعلاج جميع المتعايشين مع الفيروس تقريبًا، وهذا يُمثِّل ثلث الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد C فى إقليم شرق المتوسط، والبالغ عددهم 12 مليون شخصٍ، وهذا أيضًا ما يجسد جوهر رؤيتنا الإقليمية ودعوتنا إلى التضامن والعمل.
ومن خلال التعاون الوثيق مع المكتب القُطرى لمنظمة الصحة العالمية فى مصر، وبدعم من مستويات المنظمة الثلاثة مجتمعةً، نجحت وزارة الصحة والسكان فى توسيع مواردها المالية والتقنية على مَر السنين لتحقيق الرؤية الرامية إلى القضاء على التهاب الكبد C باعتباره مشكلة صحية عامة.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية فى مصر، الدكتورة نعيمة القصير: "يغمرنى شعور بالفخر والسعادة وأنا أعيش هذه اللحظة التاريخية التى شهدت الاعتراف بمصر دوليًّا، بوصفها أول بلد يحرز هذا التقدم الملحوظ نحو القضاء على المرض"، ولقد كنتُ شاهدة على الجهود الاستثنائية التى بذلتها وزارة الصحة والسكان خلال العقد الماضى للقضاء على هذا التهديد المُحدِق بالصحة العامة. وكانت الوزارة مدفوعة فى مساعيها بأعلى مستوى من الالتزام السياسى وبروح التضامن، والإنصاف، والشمول لتقديم الخدمات إلى كل شخص يعيش على أرض مصر، دون أى تمييز، إعمالًا لحق من حقوق الإنسان العالمية.
وأشارت إلى إنه تم تحديد نهجًا قائمًا على حقوق الإنسان إزاء تشخيص التهاب الكبد C وعلاجه، ودعت إلى دمج الفئات الأشد عرضة للخطر، مثل اللاجئين والمهاجرين، فى الحملة.
ووفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 بشأن التحقق القُطرى من القضاء على التهاب الكبد الفيروسى ومسار القضاء عليه، يمكن للبلدان أن تتقدم بطلب للحصول على التحقق الكامل من بلوغ المستويات الذهبية أو الفضية أو البرونزية على مسار القضاء على المرض فى ضوء تحقيق الغايات المتصلة بكل مسار منها، ومصر هى أول بلد تقدَّمَ بطلب للتحقق من القضاء على المرض وبلغ المستوى الذهبى على مسار القضاء عليه، وهذا يعنى أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو بلوغ جميع أهداف القضاء على المرض قبل حلول عام 2030.
إطلاق مبادرة 100 يوم صحة..
فى يوم 25 يونيو 2023، وتحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، تم إطلاق مبادرة "100 يوم صحة" والتى تعد نتاجًا لخدمات المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة"، وتهدف إلى التوسع فى تقديم كافة خدمات مبادرات الصحة العامة، وتكثيف العمل خلال مدة زمنية مدتها "100 يوم"، مع ضمان إتاحة الخدمات بالجودة المطلوبة لجميع الفئات المستهدفة، مع التأكيد على استمرارية الإحالة والتشخيص والعلاج بالمجان لكل المواطنين سواء من المصريين، أو الأجانب المقيمين أو اللاجئين أو ملتمسى اللجوء المقيمين على الأراضى المصرية.
وذكر المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن المبادرات الصحية الرئاسية التى تم تدشينها خلال السنوات القليلة الماضية أسهمت فى تعزيز النظام الصحى، بعد سنوات طويلة عانى فيها المواطن المصرى من الإهمال الصحى، وقد أسهمت تلك المبادرات أيضا فى تحقيق الرعاية الصحية الشاملة من خلال التركيز على مكافحة الأمراض الأكثر تأثيرًا على المواطن؛ بهدف خفض معدلات انتشارها والوفيات، مثل: الأمراض المعدية (أمراض التهاب الكبد الفيروسى والبلهارسيا والدرن)، والأمراض المزمنة غير السارية (القلب والسكر والفشل الكلوي)، واستكمالًا لمسيرة تحقيق رعاية صحية متكاملة لكل مواطن، تم تدشين مبادرة" 100 يوم صحة".
وأوضح المرصد أن مبادرة "100 يوم صحة" انطلقت تحت شعار "انزل واكشف واطمن من كل مكان فى مصر" والتى تستهدف 105 ملايين مواطن مصرى فى 27 محافظة، لتقدم جميع الخدمات الصحية سواء الوقائية والتى تشمل التطعيمات واللقاحات والعلاجية وخدمات الصحة الإنجابية، إلى جانب رفع مستوى الوعى وتغيير المفاهيم الخاطئة من خلال فرق التواصل المجتمعى، وتقدم المبادرة خدماتها بالمجان خلال 100 يوم.
وتضم المبادرة أكثر من 500 قافلة، و5000 وحدة رعاية أساسية، و700 مستشفى على مستوى الجمهورية؛ فستوجد المبادرة في: الأماكن الحيوية، والوحدات الصحية، والعيادات والقوافل المتنقلة، وتشمل تقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية وصحة المرأة بالمجان، علاوة على توفير 6 سيارات متنقلة لتقديم خدمة "الماموجرام"، وخدمات دعم صحة المرأة من التوعية بالفحص الذاتى للثدى، وتم كذلك توفير سيارة لتقديم خدمات الفحص بالرنين المغناطيسى، والتى تعد الأولى من نوعها فى أفريقيا، و3 سيارات لتقديم خدمات الأشعة المقطعية، مع توفير قرارات العلاج على نفقة الدولة.
الدولة توفر 3 أدوية جديدة تؤخذ بالفم لعلاج أصعب أنواع سرطان الثدى مجانًا
قالت الدكتورة لبنى عز العرب، أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام بطب عين شمس، انه حدث طفرة فى العلاج، والدولة وفرت علاجات آمنة وآثارها الجانبية محدودة وهى أقراص موجهة وليست كيميائية لا تسبب غثيان أو سقوط للشعر وهذه الأقراص منها أنواع وكلها تؤدى لنفس النتيجة من نفس الفصيلة وهى توقف انقسام الخلية السرطانية وتوقف نشاطها، وهى آمنة لذلك يمكن تناولها فى سن الــ 80 إلى 85 عامًا، وليس لها آثار جانبية على المريض.
وأوضحت أن هذه العلاجات لا تسبب تساقطًا للشعر أو الغثيان أو المضاعفات الأخرى الموجودة فى العلاج الكيميائى التى كانت تحدث مع العلاج الكيميائى وهى فعالة جدًا من خلال الأقراص وهى من اكثر النجاحات التى تحققت فى المبادرات الرئاسية، وهذه الأقراص حققت نجاحًا كبيرًا فى علاج سرطان الثدى ويتم تقديمها مجانا فى المبادرات الرئاسية.
وأوضحت، أن مصر تقدم هذه العلاجات مجانا على نفقة الدولة والتامين الصحى لمريضات سرطان الثدى وتؤخذ بالفم على شكل أقراص.
وأكدت أن المبادرة الرئاسية حققت نجاحا فى الكشف المبكر عن سرطان الثدى، مضيفة أننا كنا من قبل نكتشف سرطان الثدى فى المراحل المتأخرة بالمرحلة الثالثة أو الرابعة حاليًا وبعد المبادرات الرئاسية أصبحنا نكتشف سرطان الثدى فى المرحلة الأولى والثانية، وانخفضت نسب الانتشار.
وأشارت إلى أن هناك نوعًا آخر من سرطان الثدى وهو سرطان الثدى ثلاثى السلبية، وهو لم يكن يستجيب لأى علاج وكان دائمًا يأتى فى سن صغير وشرس جدًا، وفى مرحلة متقدمة، وكان يصيب الغدد الليمفاوية، موضحة أن الأدوية الجديدة التى أضيفت إلى العلاج الكيميائى استطاعت السيطرة على الورم، وتضاعفت نسبة الشفاء، وأصبح هناك استجابة تامة قبل الاستئصال الجراحى، وهو علاج مناعى، وقد ثبت أن إضافة العلاج المناعى مع العلاج الكيميائى قبل الاستئصال الجراحى نقلنا إلى نقلة كبيرة فى مجال الشفاء التام من المرض، ولم يعد هناك رعب من السرطان، ولكن يجب تفصيل العلاج المناسب طبقًا لحالة المريض.
وأوضحت أن العلاج المناعى حقق طفرة فى علاج سرطان الثدى ثلاثى السلبية قبل الجراحة، موضحة أنه يتم تحليل الغدد الحارثة تحت الإبط لمعرفة مدى اصابتها بالسرطان من عدمه لمنع تورم الذراعين عند استئصال الغدد الليمفاوية، مضيفة أن هناك عدة إنجازات تحققت خلال الــ 5 سنوات الماضية أهمها القضاء على فيروس سى، وبالتالى خفضنا نسب الإصابة بسرطان الكبد نتيجة القضاء على فيروس سى، وبدات النتائج تظهر حاليا فبعد أن كنا نشاهد حالتين يوميا من حالات سرطان الكبد أصبحنا لا نرى هذه الحالات.
وأشارت إلى أن خريطة السرطان فى مصر ستتغير بعد المبادرات الرئاسية، موضحة أن هناك دواء جديدًا حقق طفرة فى علاج سرطان الثدى موجب الجين "الهير 2"، أو ما يطلق عليه إيجابى الهير 2، تم وضعه ضمن المبادرة الرئاسية لعلاج مريضات السرطان.
فى عام2023 اطلاق المرحلة الثانية من مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية..
فى عام 2023 تم إطلاق المرحلة الثانية من مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأورام السرطانية (الرئة، البروستاتا، القولون، عنق الرحم) بالمجان بـ 9 محافظات، تحت شعار 100 مليون صحة.
المرحلة الثانية للعمل بالمبادرة تشمل 9 محافظات (القاهرة، المنوفية، البحر الأحمر، كفر الشيخ، سوهاج، الإسماعيلية، بنى سويف، شمال سيناء، الأقصر)، فيما ضمت المرحلة الأولى محافظات (الإسكندرية، البحيرة، مطروح، دمياط، القليوبية، الفيوم، أسيوط، جنوب سيناء، بورسعيد)، حيث إلى أن مبادرة الكشف عن الأورام السرطانية تستهدف المواطنين من سن 18 عامًا فأكثر، بهدف الكشف عن المرض فى مراحل مبكرة، وبالتالى تقليل الوفيات الناتجة عنه، وتقليل العبء المادى فى الحالات المتأخرة.
وقالت الدكتورة نيرڤانا مجدى المدير التنفيذى للمبادرة، أن الحصول على خدمات المبادرة، يبدأ بتوجه المواطن إلى الوحدة الصحية، وملىء استبيان إلكترونى، يتضمن عددًا من الأسئلة حول الأعراض المرضية لجميع الأورام التى تشملها المبادرة، ويتم من خلال نتيجة الاستبيان معرفة المرض المستهدف الكشف عنه لدى المواطن.
وتابعت الدكتورة نيرڤانا أنه بعد معرفة المرض المستهدف الكشف عنه لدى المواطن يتم تحويله إلى المستشفيات التى تعمل ضمن المبادرة، لإجراء الأشعة والفحوصات المعملية اللازمة، وفى حالة سلبية الفحص يتم إبلاغ المواطن بالمتابعة الدورية لحالته الصحية حسب نوع الورم المستهدف الكشف عنه، أما فى حالة إيجابية الفحوصات يتم عرض المريض على لجنة متعددة التخصصات لاتخاذ قرار العلاج اللازم.
ولفتت إلى أن العمل بالمبادرة وإحالة المرضى يتم من خلال منظومة إلكترونية تربط الوحدات الصحية والقوافل الطبية والمستشفيات، بالنظام الإلكترونى للاستبيان، لتيسير حصول المواطنين على خدمات المبادرة.
حصاد 2023، الإنجازات المصرية فى مجال الصحة، صحة المواطن، حصاد عام 2023، مصر تودع عام 2023 بحصد اهم الإنجازات الصحية، مبادرة 100 يوم صحة، الكشف المبكر عن الأورام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة