قال الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمى لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفى حول الطوارئ الصحية فى غزة، إنه لا يوجد مكان آمن فى غزة، وتشعر منظمة الصحة العالمية بقلق بالغ إزاء استئناف الأعمال العدائية، بما فى ذلك القصف العنيف فى غزة، وتكرر مناشدتها إسرائيل لاتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما فى ذلك المستشفيات، وفقًا لقوانين الحرب.
وقال، إنه لقد رأينا ما حدث فى شمال غزة. لا يمكن أن يكون هذا هو المخطط للجنوب. ولا تستطيع غزة أن تتحمل خسارة مستشفى آخر مع استمرار ارتفاع الاحتياجات الصحية، موضحا أن هناك تفشى للعديد من الامراض مثل التهاب الكبد، ووصل حالات الاسهال إلى اعداد كبيرة جدا بالإضافة إلى الأمراض التنفسية وتفشى الكوليرا.
وأضاف، إنه مع تلقى المزيد من المدنيين فى جنوب غزة أوامر إخلاء فورية وإجبارهم على الرحيل، يتم تركز المزيد من الناس فى مناطق أصغر، فى حين تعمل المستشفيات المتبقية فى تلك المناطق دون ما يكفى من الوقود والأدوية والغذاء والمياه، أو حماية العاملين فى مجال الصحة، وأشار إلى أن المرضى يتم علاجهم على أرض المستشفيات، وبدون الشعور بالأمن هناك.
وأوضح أن منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين أقل قدرة على تقديم الدعم، نظراً لتضاؤل إمكانية الوصول إلى إمداداتنا أو أى ضمان للسلامة عندما ننقل الإمدادات أو الموظفين، كما تم الاتصال بمنظمة الصحة العالمية هذا الصباح لإبلاغها بالنصيحة بإزالة أكبر قدر ممكن من الإمدادات الطبية من مستودعاتنا، لأن مستودعنا يقع فى مبنى صدر أمر بإخلائه. وقد يصبح الوصول إلى هذه المناطق مشكلة خلال الأيام المقبلة بسبب العمليات البرية.
ومن المرجح أن تؤدى العمليات البرية العسكرية المكثفة فى جنوب غزة، وخاصة فى خان يونس، إلى حرمان الآلاف من الرعاية الصحية - وخاصة من الوصول إلى مجمع ناصر الطبى ومستشفى غزة الأوروبى، وهما المستشفيان الرئيسيان فى جنوب غزة - مع تزايد عدد الجرحى والمرضى..
كما أن عدم القدرة على الوصول من شأنه أن يحد من قدرة منظمة الصحة العالمية على تقديم المساعدات إلى هذه المستشفيات.
وتشير التقديرات إلى أن حوالى 1.9 مليون شخص، أى حوالى 80% من سكان غزة، أصبحوا نازحين داخلياً. وتغطى أوامر الإخلاء الأخيرة 20% من خان يونس والبلدات الواقعة شرق خان يونس، والتى كانت قبل الأعمال العدائية موطنًا لما يقرب من 117,000 و352,000 شخص، على التوالى.
وفى أقل من 60 يوما، انخفض عدد المستشفيات العاملة من 36 إلى 18مستشفى، ومن بين هذه المستشفيات، ثلاثة منها تقدم فقط الإسعافات الأولية الأساسية، فى حين تقدم المستشفيات المتبقية خدمات جزئية فقط. أولئك القادرون على قبول المرضى يقدمون خدمات تفوق بكثير قدراتهم المقصودة، حيث يعالج البعض ضعف إلى ثلاثة أضعاف عدد المرضى الذى تم تصميمهم من أجله. أن المستشفيات الـ 12 التى لا تزال تعمل فى الجنوب تشكل الآن العمود الفقرى للنظام الصحى.
وفى زيارة قام بها مؤخراً إلى مجمع ناصر الطبى فى خان يونس، وصف فريق منظمة الصحة العالمية الوضع داخله بأنه كارثى، حيث أن المبنى وأراضى المستشفى مكتظة بشكل صارخ بالمرضى والنازحين الذين يبحثون عن مأوى. قسم الطوارئ مكتظ بالمرضى. هناك نقص فى العاملين الصحيين مقارنة بالاحتياجات الهائلة. أولئك المتوفرون كانوا يعملون دون توقف ومرهقون. يتم علاج العديد من المرضى على الأرض. لقد تجاوزت سعة السرير. ويشعر المرضى وعائلاتهم الذين يحتمون بالمستشفى بالخوف على سلامتهم.
وتواجه أنظمة مراقبة الأمراض صعوبات، لكن مراقبة المتلازمات لاحظت زيادة فى الأمراض المعدية، بما فى ذلك التهابات الجهاز التنفسى الحادة، والجرب، واليرقان، والإسهال، والإسهال الدموى. كما أبلغت الملاجئ فى الجنوب عن حالات متلازمة اليرقان الحاد، وهى إشارة مثيرة للقلق لالتهاب الكبد.
وفى الفترة من 7 أكتوبر إلى 28 نوفمبر، سجلت منظمة الصحة العالمية عددًا غير مسبوق من الهجمات على مرافق الرعاية الصحية: 203 هجمات على المستشفيات وسيارات الإسعاف والإمدادات الطبية واحتجاز العاملين فى مجال الرعاية الصحية. هذا غير مقبول. هناك وسائل لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وينبغى إيجادها؛ والحل الوحيد القابل للتطبيق هو وقف دائم لإطلاق النار.
وفى يوم 3 ديسمبر وحده، قُتل 349 شخصاً وجُرح 750 وفقاً لتقارير وزارة الصحة، وبحسب وزارة الصحة، تبلغ نسبة إشغال الأسرة فى المستشفيات العاملة 171%، بينما تصل نسبة الإشغال فى وحدات العناية المركزة إلى 221%، وفى الوقت الحالى، هناك 1000 مريض وآلاف الأشخاص لجأوا إلى مجمع ناصر الطبى الذى يضم 350 سريرًا، و1000 مريض وما يقدر بنحو 70,000 شخص لجأوا إلى مستشفى غزة الأوروبى الذى يضم 370 سريرًا. كلا المستشفيين يفوقان طاقتهما بثلاثة أضعاف.
وحتى 3 ديسمبر، وفقاً لتقارير وزارة الصحة، توفى أكثر من 15,899 شخصاً، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال. كما أصيب 42,003 أشخاص آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.