يهتم القائد عند توليه مسئولية إدارة شئون البلاد بأمر الإصلاح؛ لضمان مسيرة التقدم والتطوير المرتبطة بأداء مؤسسات وقطاعات الدولة المختلفة؛ لينعكس بصورة مباشرة على جودة المنتج الذي يتلقاه جموع الشعب سواءً أكان في صورة خدمات أم فيما يرتبط بسائر المجالات المعيشية والعلمية والعملية.
ويؤمن القائد بدور العلم والتدريب في صقل الخبرات؛ حيث يهتم بمبدأ الاستمرارية لرفع الكفاءة والكفاية على حد سواء، فيدشن المؤسسات المعنية بشراكة التدريب وخبرته، ويحرص على إنشاء المؤسسات التعليمية التي تستهدف تلبية احتياجات سوق العمل، وتواكب متطلباته؛ بغية إيجاد فرص عمل وفتح مسارات للتنمية في شتى المجالات.
ونظرة القائد ورؤيته المستقبلية تساعده في تبني منهج الإصلاح والتطوير وفق معايير تضمن جودة المنتج وحسن الأداء والممارسة وفق التخصص النوعي ومجالاته، وهذا الأمر يساعد مؤسسات الدولة على النهوض وتقديم أفضل ما لديها؛ لتسهم في بناء وازدهار الوطن بشكل يوصف بالمستمر؛ فيتواصل العطاء من قبل ثروات بشرية تمتلك المهارة لتقدم أفضل ما لديها لشعب يستحق الرعاية والاهتمام.
وأمر الإصلاح والتطوير يساعد بصورة فاعلة في إحداث التوازن في ضوء فلسفة المدخلات والمخرجات؛ فيصعب أن تتحقق التنمية المستدامة في ظل البقاء على أنماط الفساد الصريحة والمقنعة، كما أن الثبات وخشية مغرم التطوير يؤدي إلى الركود والهوة الكبيرة بين العرض والطلب، مما يزيد حالة العوز لدى الدولة ومؤسساتها، وهذا خطر يحيط بالبلاد ويسوقها لمخاطر جمة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ولندرك جيدًا أن الاهتمام بعمليتي الإصلاح والتطوير يسهم بشكل فاعل ومستدام في تشجيع الإبداع والابتكار على المستوى المؤسسي والجمعي والفردي؛ إذ يترك مساحة لإعمال مهارات التفكير الفردي والجمعي في مراحل التخطيط والتنفيذ والمتابعة وصولًا للتقويم الذي يهتم برصد الإخفاقات وتبيان نقاط القوة، كما يهيئ البيئة الداعمة التي تنقل مؤسسات الدولة نقلة نوعية تحقق غايات ينشدها الوطن الحبيب.
وفي إطار آليات وعمليات الإصلاح والتطوير تتركز الجهود نحو التغيير المرغوب فيه، وبدون شك يساعد ذلك في السير قدمًا نحو المخططات الاستراتيجية التي تتبناها الدولة وتسخر كل مقوماتها لتكلل الجهود المكثفة بالنجاح، ولا ينفك ذلك عن تكريس الوقت والجهد والدعم اللوجستي لتتحقق الإنجازات القومية وفق جدولها الزمني المرسوم سلفًا؛ وإلا ينعكس الأمر ويتغير الحال لصورة غير مرضية في بذل وقت ومال وتشتيت جهد يؤدي لفشل ذريع في خطط الدولة.
وصناعة القائد التي اكتسب من خلالها الخبرة تساعد قطعًا في حرصه على الإصلاح والتطوير في آن واحد؛ إيمانًا بأن المنظومة المؤسسية قد تتعرض لتحديات ومشكلات أدت لتوقفها على العطاء المرتقب منها، وأن الإصلاح يرتبط ارتبطًا وثيقًا بالتنمية البشرية في الاتجاه الصحيح يقوم على التدريب المستمر لاكتساب الخبرات الجديدة التي تواكب كل مستجد على الساحة الدولية؛ إذ يستهدف القائد الطموح بأن يصل لمستوى الريادة والتنافسية بعد مرحلة معينة، ولا يتوقف عند حل مشكلات آنية وفقط.
وعلى القائد الطموح أن يعي جيدًا ضريبة تبني فلسفة الإصلاح والتطوير؛ فلا يلقي بالًا بالشائعات المغرضة والاتهامات المزيفة من أصحاب المآرب غير السوية؛ لأن الانشغال بهذه الأمور الصغير يؤدي لإحباطات ومن ثم يتوقف العطاء وتقل الرغبة وتضعف الرؤية نحو المستقبل المشرق، ومن ثم يتوجب عليه أن يمتلك الهمة العالية التي تساعده في الانتقال من إنجاز لأخر دون توقف أو تراخي.
وفراسة القائد تجعله يرصد ما قد تتعرض له الدولة من مشكلات وتحديات على المستويين الداخلي والخارجي؛ فيعمل على اتخاذ ما يلزم لمواجهتها بشكل ممنهج في مسار من الصمت والسرية؛ كي يحقق الهدف ولا يسمح لمرضى القلوب أن ينالوا من الدولة ومقدراتها، وهنا لا نتجاهل ضمير القائد اليقظ تجاه تعددية الاختيار؛ فيحكم العقل في قضايا شائكة؛ حيث إن التسرع في اتخاذ قرار حيالها قد يوقف مرحلتي الإصلاح والتطوير.
ومنذ أن تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إدارة شئون البلاد صار الإصلاح منهجه المعلن، والتطوير طريقه الواضح، واهتمامه بالعلم والمعرفة كونهما سبيل التقدم في سائر المجالات دون استثناء، وأكد على أن سوق العمل يصعب اللحاق به بعيدًا عن مواصلة طريق العلم واكتساب الخبرات من مصادرها الأصيلة، ولم يرتض سيادته إلا معيار الجودة التي تضمن المنافسة والريادة على المستويين المحلي والعالمي، واجتهد بكل قوة في محاربة سُبل وأنماط الفساد التي تضير بالتنمية وتفاقم من التحديات التي تواجه نهضة الوطن.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.