ـ الانتخابات الرئاسية منحت الأحزاب فرصة كبيرة لطرح رؤيتهم وبرامجهم للمواطنين
ـ خوض 3 مرشحين حزبيين للانتخابات يمنحهم القدرة علي قياس شعبية أحزابهم
حالة من الحراك يشهدها المشهد السياسي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية 2024، وحالة من الزخم التي تؤكد أننا أمام انتخابات رئاسية تعددية، فلم يعد حلم الوصول لأعلي منصب في الدولة – منصب رئيس الجمهورية – حلما، بل واقع نعيشه بوجود 3 مرشحين حزبيين ضمن السباق الرئاسي، الذي يدخل جولة التصويت عليه في الداخل خلال الأسبوع المقبل..
هذه الحالة لم تكن محل صدفة أو ترتيب مسبق، لكنها نتيجة طبيعية، وبداية حقيقية لجني ثمار أول خطوات الإصلاح السياسي، أو تحديدا أول جني لثمار الحوار الوطني، الذي شهد زخمًا سياسيًّا، وتنوعًا أيديولوجيًّا، في حوار سياسي شامل، تمكن من جمع كل الأطياف السياسية علي طاولة واحدة، من أجل "التوافق" على أولويات العمل الوطني، بعد الدعوة التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي لكافة القوي الحزبية والشبابية وكافة أطياف المجتمع، بشعار رئيسي وهو "الخلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية".. ومن هنا كان الانطلاق، لتبدأ الدولة خطوة واضحة نحو إصلاح سياسي، يستهدف بشكل أساسي "الاستماع للرأي والرأي الآخر".. إصلاح لا يقصي أحدًا جانبًا، بل يفتح بابه للجميع، باستثناء واحد، لمن تورطت يده في دماء المصريين.
واستطاع الحوار الوطنى، أن يخلق "أرضية"، منحت الجميع القدرة علي لتعلم لغة الحوار دون تراشق، وهي اللغة التي كنا فقدناها لأوقات ليست قليلة..
حالة الحوار الوطني وما شهده من تفاعل حزبي وسياسي، واهتمام رئاسي أيضا بمخرجاته وتوصياته الأولية، مهدت لمشهد التنوع الحزبي بالانتخابات الرئاسية 2024، لنجد 3 رؤساء أحزاب ضمن المرشحين على مقعد رئيس الجمهورية، يطرحون برامجهم، ينتقدون السياسات الحالية، ولديهم المقترحات والبدائل، والهدف بين الجميع واحد، وهو استكمال ما بدأناه في بناء "الجمهورية الجديدة"..
وتنوع المرشحين الذين يمثلون تيارات مختلفة - ليبرالي ومعارض - تمنح المشهد مزيدًا من الإيجابية التي تتوافق مع ملامح الجمهورية الجديدة.
والمرشحون أنفسهم يدركون إدراكًا واضحا، أهمية دخولهم السباق الرئاسي، ويعلمون إنه بارقة جديدة للأحزاب ودورها في الشارع والتواصل مع المواطنين، وطرح برامجهم وأفكارهم، واستعاده بناء القواعد الشعبية التي قد تكون لسبب أو لآخر، تأثرت خلال السنوات الماضية.. بل إن الانتخابات الرئاسية بالنسبة لهم، قد تكون بمثابة اختبار مهم، تستطيع الأحزاب من خلاله أن ترصد وتقيس شعبيتها على أرض الواقع، بل في كل قرية ومحافظة، وتستطيع أيضا الوقوف علي نقاط الضعف والقوة، وتتمكن من الإجابات القاطعة عن التساؤلات التي دائما ما كانت إجاباتها محل تكهنات.. فالنطاق الآن أوسع وأشمل، الكل يطرح رؤيته بكل المنابر وبكامل الحرية.. من الحزب للمواطن مباشرة.
والفرصة الآن، سانحة أمام جميع الأحزاب السياسية، سواء المشاركة في سباق الانتخابات ( الوفد ، المصري الديمقراطي، الشعب الجمهوري)، أو الأحزاب الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات، من أجل استغلالها، لتكون تجربة خوض الانتخابات الرئاسية بمثابة إضافة لها ولا تنتقص منها، وأن تستغلها لتبني عليها، فلا تكون الأحزاب ورؤساؤها في المشهد الانتخابي مجرد ضيوف شرف، بل قادرون علي المشاركة الفعالة في حياة سياسية تعزز من الحياة الحزبية، وتساهم في التوسع بالتمثيل النيابي لها.
وبلا شك، هذه الانتخابات وهذا المشهد الانتخابي المتنوع، وهذا الزخم السياسي، لن يمر مرور الكرام، ولكن تتابع الخطوات والنوايا الصادقة ترسم ملامح لواقع جديد، يقوم علي حياة سياسية أكثر تنافسية، الكل فيها مسموع رأيه، ويحترم الآخر، والتوافق بين الجميع هو "كلمة السر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة