ملحمة وطنية سطرها المصريون في الخارج في الانتخابات الرئاسية 2024 التي أجريت في الخارج على مدى أيام 1 و 2 و 3 من شهر ديسمبر الجاري، بمقار البعثات الدبلوماسية المصرية من سفارات وقنصليات في مختلف دول العالم، بداخل 137 مركزا انتخابيا تتوزع على 121 دولة حول العالم، عبروا خلالها عن انتمائهم وولائهم لبلدهم، وتعاملوا مع الحدث وكأنه احتفال بمناسبة وطنية تجمع كافة أطياف المصريين المتواجدين في الخارج ما بين مقيمين لظروف عمل ومن يعيشون في إحدى الدول أو زائرين تصادفت زيارتهم مع موعد الانتخابات بالخارج.
انتخابات المصريين في الخارج كانت نموذجا رائعا في التنظيم، فالهيئة الوطنية للانتخابات زُودت المقار الانتخابية بكافة التجهيزات اللازمة التي تضمن حُسن سير العملية الانتخابية في مختلف إجراءاتها، والتيسير على الناخبين، وشفافية ونزاهة الاقتراع، ولم تشهد العملية الانتخابية أي مخالفات تؤثر على نزاهة وسلامة الانتخابات، وسط التزام كبير وتعاون من البعثات الدبلوماسية المصرية.
كان خروج المصريين بالخارج ومشاركتهم في الاستحقاق الانتخابي لاختيار رئيس مصر القادم، معبراً عن مدى وعيهم وحبهم لوطنهم، احتشدوا أمام مقار السفارات والقنصليات المصرية وحب الوطن والولاء له يلمع في عيونهم، رافعين علم مصر الذي كان يرفرف في كل مكان بمحيط السفارات والقنصليات وفي الشوارع، وسط روح مبهجة ورسائل قوية للداخل وللعالم، بأن الشعب المصري بكل أطيافه في الداخل والخارج يصطف خلف الدولة في مواجهة التحديات والأزمات، رسائل تؤكد ثوابت الشعب المصري ومعدنه الأصيل وطنيته الراسخة.
الجاليات المصرية فى الخارج عزفت سيمفونية رائعة فى الولاء والانتماء للوطن، من خلال حرصها على المشاركة فى الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، فشهدت انتخابات المصريين في الخارج إقبالاً كبيراً خاصة في الدول العربية وبعض دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، خرجت حشود كبيرة من المصريين لم تمنعها ظروف العمل ولا سوء الأحوال الجوية، في مشهد رائع أبهر العالم، يليق بحجم ومكانة الدولة المصرية، من خلال حرصهم على المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية والتعبير عن إرادتهم عبر صندوق الاقتراع، مستخدمين حقهم الدستوري والقانوني في مباشرةً حقوقهم السياسية والإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
إن مشاركة المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية تعكس الوعي الكبير لديهم بقيمة بلدهم وبالظروف والتحديات التي تواجهها، وتعكس إدراكهم لاحتياج وطنهم إلى مساندتهم ودعمهم والاصطفاف خلف الدولة، وهم دائما على قدر المسئولية يلبون نداء الوطن ويقدمون ما يستطيعون لدعم وطنهم، والأمر أيضاً يعكس قوة الترابط بين الدولة وأبنائها في الخارج، ومدى شعورهم بحرص الدولة على رعايتهم ودعم مصالحهم وحماية حقوقهم وتلبية احتياجاتهم وحل مشكلاتهم.
رأينا الأسر تخرج في تجمعات وتصطحب الأطفال ويحملون علم مصر، ومشاهد احتفالية أمام القنصليات والسفارات وأغاني وطنية وغيرها، ولم يمنعهم بعد المسافات، أو التزامات العمل، أو حتى الظروف المرضية، من أداء واجبهم الوطنى، فجاءت مشاركتهم عنوانا للوفاء لمصر.
الآن الرهان على المصريين في الداخل في القيام بملحمة وطنية أمام صناديق الاقتراع أيام 10 و11 و12 من ديسمبر الجاري، في الانتخابات الرئاسية بالداخل، ليبرهنوا للعالم كله أن الشعب المصري العظيم دائماً وأبدا يضرب أروع الأمثلة في الوقوف في صف الوطن، وأن يقدم صورة مشرفة لمصر أمام العالم، بما يليق بحجم ومكانة الدولة المصرية.
أيام قليلة ويسدل الستار عن المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية، وأثق أن الشعب المصري بكافة أطيافه لديه الوعي الكامل بأهمية المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية من خلال التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، فالظروف والتحديات التي تواجهها مصر من تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية تفرض على كل مواطن أن ينزل ويشارك ويقرر في الصندوق من سيختاره ليكون رئيسا لمصر خلال الست سنوات القادمة، فالمشاركة واجب وطني والتزام دستوري وحق يجب أن يتمسك به كل مواطن ولا يتنازل عنه.
المشاركة مرتبطة ارتباطاً أصيلا بما تواجهه الدولة من تحديات كبيرة، فأنت كمواطن له حق الانتخاب بذهابك إلى الصندوق فإنك تختار للمستقبل وتشارك في رسم ملامحه.. انزل وشارك وخليك قد المسئولية.