أ، ب، إعلام وما درسناه وتعلمناه من أساتذة الإعلام، هو أن المهنية، أساس العمل الإعلامى واحترام المتلقى واجب وضرورة قصوى، والأمانة فى نقل الحدث والمضمون وعدم تضليل الناس، سواء ببث رسائل خبيثة أو ملتوية، أو بتقديم محتوى مخادع ظاهره حلو وباطنه مر.
وعندما نتحدث عن الإعلامى عمرو أديب، ومهنية ما يقدمه ومسئولية ما يقدمه تجاه جمهور أو تجاه وطنه وتجاوزته المهنية، لا نتحدث عن أسلوبه وصوته العالى وإقحامه لمصطلحاته الخاصة والتى لا تليق فى كثير من الأحيان بالمتلقى ولا بمسئولية الإعلامى تجاه متابعيه، ولا حول موضوعاته التى يقدمها وتتسم بالإثارة فقط أو لجذب الريتش لفيديوهاته، وإنما الأمر أبعد من ذلك بكثير.
المتابع الجيد للإعلامى عمرو أديب وما يقدمه، سيجد أن ما ينتقيه ليقدمه للجمهور وما يختار مناقشته مع متابيعته عبر الشاشات لا يتناسب أبدا مع كونه إعلامى دارس الإعلام الأكاديمى، وإنما أقرب لإعلام الهواه، أشبه بالفيديوهات التى يقدمها الشباب الهاوى الذى لا يتملك وعى كافى عبر منصات تيك توك ويوتيوب فيجرى وراء الترند سواء بصناعته أو متابعته وتضخيمه، أو يختار قضايا حساسة ومصيرية وتهم الناس ويتناولها باستخفاف دون مسئولية تذكر، وهو ما يتسبب فى ردود فعل متابينة جميعها سلبية، جميعها تدفع الناس للغضب فقط، على عكس المعايير الإعلامية التى تدعو لتقديم الرأى والرأى الآخر، بتقديم المواضيع بحيادية دون دفع المتابع لقناعة بعينها إضافة إلى أنه يدلو بدلوه فى كثير من القضايا وكأنه خبير فيها سواء فى مصير ارتفاع سعر الدولار أو انقطاع الكهرباء أو غيرها من الأمور ويرجعها لنفسه "انا بقولك اهو" و"هفكرك".
جرائم إعلامية ضخمة وكبيرة تتجلى مساوئها فيما يقدمه أديب على الشاشة فى مقدماته التي تطول لفترات طويلة يتناول فيها الأحداث من وجهة نظره يدلي برأيه وبقناعته ويفرضها علي الجمهور أو يقولها على مسئوليته ليمنحها شرعية أو يستضيف في مداخلة من يشاركه نفس الرأي، وكأن أدبيات المهنة التي تؤكد على أن دور الإعلامي تقديم الخبر وليس الإدلاء بالرأي فيه ليس لها وجود.
كثير من الإعلامين يحللون الأخبار ويناقشونها ويناقشون ما وراء الخبر وكواليسه وتبعاته وتأثيراته لكن هذا لا يفعله عمرو أديب ففي أغلب الأحيان تفسير أديب نفسه لمجريات الأحداث هو الرأي الصائب والمعتمد، وهو أمر خاطئ فمنذ متى يقحم الإعلامي رأيه ويروج له على أنه هو الحقيقة وأنه عالم ببواطن الأمور، سقطات مهنية كثيرة وقع فيها عمرو أديب لا يجب أن يتحمل صداها المتابعين خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة وما تمر به مصر من تحديات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة