تقتضي المهنية الإعلامية في صورتها الصحيحة أن تسهم في دعم المسيرة القوية للوطن، نحو التنمية الشاملة المستدامة في شتى المجالات على المستوى المحلي والعالمي، كما تعمل على توالد للأفكار التي تعد قاطرة النهضة المنشودة بالدولة، والتي أسست لها قيادتنا السياسية الرشيدة، وتعمل الجهات المسئولة على تنفيذها.
وميثاق المهنية الإعلامية يؤكد على مسلمة لا تقبل التأويل وهي توخى الحذر والدقة الشديدة عند تداول أية معلومات غير صحيحة منسوبة لأي جهة أو أفراد لا يتمتعون بصفة رسمية، وخالف ذلك الإعلامي عمرو أديب بشكل صريح.
لقد أذاع عمرو أديب على مسامع العالم جملة من الأكاذيب ببرنامجه التي رددها أحد ضيوفه سمير غطاس حول الدور المصري بشأن القضية الفلسطينية؛ فقد أفتى بطريقة مغلوطة حول طريقة وإجراءات خروج المواطنين أصحاب الجنسية المصرية من غزة، ومن المعروف مهنياً في حالة الأخبار الهامة والحساسة، لابد من التحقق عن طريق الاتصال المباشر بالشخصيات المعنية أو الجهات المعنية الرسمية والاعتماد على مصادر إعلامية موثوقة وذات سمعة جيدة لتأكيد الأخبار أو نفيها وهذا لم يحدث.
وفي المقابل خرج السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية مؤكدًا على أن مكتب التمثيل المصري لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، والقطاع القنصلي بوزارة الخارجية، يتلقيان أسماء والوثائق الخاصة بالمواطنين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، حيث يتم إعداد كشوف تفصيلية بها لموافاة السلطات المصرية المعنية بها تمهيداً لتسليمها للقائمين على معبر رفح الحدودي من الجانبين المصري والفلسطيني لتسهيل عملية عبورهم من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية.
وفي ذات السياق روج ضيف البرنامج غطاس أكاذيب حول تعثر الجهود والمفاوضات الخاصة بعقد هدنة بين الفلسطينيين وإسرائيل التي تقوم بها مصر وقطر قبل أيام من نجاحها، زاعما أن زيارة وفد حركة حماس برئاسة هنية إلى القاهرة التي تمت قبل أيام من الإعلان عن الهدنة الإنسانية التي استمرت 7 أيام، ورغم تأكيده أن الجهود فشلت إلا أن الإعلان الرسمي الصادر عن مصر وقطر والولايات المتحدة فند المعلومات التي كان يرددها سمير غطاس خلال استضافته مع الإعلامي عمرو أديب.
والسؤال: أين ميثاق الشرف الإعلامي؟ وأين الرقابة الإعلامية من هذا الكذب والافتراء، ولصالح من تروج الشائعات تجاه بلد كبير عظيم مستقر أركانه تبذل قيادته السياسية الجهود الحثيثة تجاه القضية الفلسطينية ومن أجل استقرار الوطن وتعمل على تعضيد سيادة الدولة وتأمين حدودها وتبيان الخطوط الحمراء التي تحفظ الأمن القومي المصري.
إن ميثاق الشرف الإعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن، وهذا ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل صريح؛ لكن الإعلامي عمرو أديب وضيفه سمير غطاس أدحض بشكل سافر ميثاق الشرف الإعلامي وما تمخض عنه من مبادئ عامة، وحقوق، وواجبات، وأغفل تمامًا مدونة السلوك المهني للأداء الإعلامي.
لقد استهدف الإعلامي عمرو أديب ومن كان معه بالبرنامج المزعوم كيان الدولة وتقبل الطعن الصريح في سيادتها، وتلك مصيبة كبرى تستهدف المصلحة القومية المصرية؛ فجل ما ذكر في الحديث دلالته مغرضة وتخدم المؤسسات والمنصات الإعلامية المغرضة التي ترغب النيل من البلاد وتبث عبر منابرها الشائعات المغرضة بغية الفرقة وفقد الثقة في سياسية الدولة والقائمين على إدارة شئونها.
وعندما يسمح الإعلامي بسريان الحديث تجاه الطعن والتجريح الصريح تجاه سيادة الدولة؛ فإنه يستوجب العقاب بكل صوره؛ حيث يفقد بذلك معايير المهنية التي اعتمدتها نقابة الإعلاميين، ومن يخالفها يخرج عن المسار الإعلامي القويم، ويناهض مسيرة الدولة التنموية، ويرغب في إيقاف مسيرة نهضتها بصورة لا تقبل الشك.
إن مصر تمثل طوق النجاة للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين؛ فالمساعدات بكافة صورها وأشكالها تدخل من مصر، والشعب المصري يعامل الفلسطينيين كأشقاء، ومن أذيع من أباطيل وأكاذيب ينبغي أن يأخذ حيالها إجراءات صارمة ضد هذا الإعلامي؛ كي لا تترك الساحة لكل من تسول له نفسه أن يغوص غمار الأكاذيب والادعاءات غير المستندة لشاهد أو دليل.
حفظ الله بلادنا وشعبها العظيم وقيادتنا السياسية.