أنا شاب عمري 35 سنة، عانيت حياة صعبة منذ ولادتي تقريبًا. فقدت والدي بعد عامين وربتني أمي وهي كانت عصبية جدًا وتنهرني وتضربني لأهون سبب، كما كانت تتحدث مع نفسها بدرجة بسيطة. تعرضت للتحرش وأنا في المرحلة الابتدائية وبسبب قسوة أمي لم أخبرها أبدًا بما تعرضت له، وعانيت كثيرًا من التنمر والأذى النفسي والبدني من الأطفال الآخرين. كنت أحاول دائمًا أن أدخل معارك لأثبت قدرتي على المواجهة وسرعان ما أفشل لضعف بنيتي الجسدية ونتيجة ذلك كنت دائمًا ما أشعر بالوحدة والدونية وضعف الثقة بالنفس فعشقت العزلة.
ليس لي إخوة ذكور، وأنا الابن الأصغر لفتيات، مما زاد من عزلتي. تفاقمت مشاكلي بعد تخرجي في الجامعة والبحث عن عمل لكنني لم أوفق في الحصول على العمل الذي أحلم به لأنني دومًا كنت أتهرب من تحمل عبء المسؤولية لشعورى الدائم باليأس والفشل والخوف الشديد والتلعثم وفرط الحركة وخفقان فى القلب ورعشة فى اليدين عند التوتر أو مواجهة من يشكل خطر لى.
أخشى من حلول الظلام وابكى كالاطفال حتى الآن، ورغم أني بعمر الخامسة والثلاثين، ليس لدى عمل ولم اتزوج وكنت اكذب لسنوات وسنوات واتهم كل من حولى واتصرف تصرفات غير لائقة. لا أفهم نفسي فأنا أوقات متدين جدا واوقات مفرط بمشاهدة الافلام الاباحية والعادة السرية لم اكن اعلم ان هذا قد يكون مرض الا وانا بهذه السن وللاسف اقرب الناس لى تخلوا عنى وسخروا منى واتهمونى بالخيبة والعجز ولازالت اعانى الاحباط والاكتئاب الحاد. اكره الخروج من المنزل اكره النهار واصوات الناس ولولا ان الانتحار حرام لفعلت هذا الامر وليس فقط لحرمته بل لانى جبان حقا .. لا اعلم ماذا افعل، أنا الآن أعانى من اصوات تشتمنى وانفعل بشدة واشتمها واتحدث مع نفسى كثيرا ومع اشخاص اعرفهم ولكن ليسوا موجودين بهذه اللحظة واكرر حركات الآخرين والاصوات كأنها تؤلم طبلة اذنى".
****
القارئ العزيز، قطعت الشوط الأكبر نحو الحل بتحديدك أن هناك مشكلة وبحثك عن حل لها ومواجهتك نفسك بكل صراحة بمواطن الخلل، كما يؤكد الدكتور لؤي محمد وجدي، اخصائي المخ والاعصاب والطب النفسي إن هذه المشكلة على قدر خطورتها وتأثيرها السلبي على حياتك إلا إن الجانبين الإيجابيين هما أنك تتمتع بالبصيرة الكافية لإدراك أن هناك مشكلة وأنك توقفت عن اتهام المحيطين بك بأشياء غير صحيحة، الجانب الإيجابي الآخر هو أن وازعك الديني لا يزال قادرًا على منعك من إنهاء حياتك وإيذاء نفسك.
ويحلل أخصائي المخ والأعصاب والطب النفسي المشكلة: هذه المشكلة مركبة، نتجت عن النشأة المفككة في الطفولة والخلل والاضطراب السلوكي أثناء النشأة مع النقص الشديد في الدعم الأسري المعنوي والمادي إضافة إلى الصدمات النفسية الناتجة عن فقدان الأب والتعرض لخبرة قاسية مثل التحرش، فضلاً عن أن الأمراض والاضطرابات النفسية تورث كما العضوية، ومن الواضح أن الأم كانت تعاني اضطرابًا نفسيًا ولكن ربما بدرجة أقل.
ومما ورد في الرسالة فإنك تعاني اضطرابًا في الشخصية واضطرابًا سلوكيًا مصحوبًا بأعراض فصام أو أعراض ذهانية. وهي حالة مركبة جدًا بين تشخيصين مرتبطين ببعضهما، خاصة مع وجود الهلاوس السمعية. شعورك بالتذبذب بين التدين والاستقامة وبين الانحراف من آن لآخر عن الخط المستقيم طبيعي في هذه الحالة، ونقطة النور أنك تيقنت أنك مريض وأنك تعاني مشكلة.
ونظرًا لأننا في هذه الخدمة لا نقدم أبدًا تشخيصًا عن بعد بديل لتشخيص الطبيب وإنما نقدم فقط دليلاً بالخطوات الواجب اتباعها، فإن نصيحتي الملحة لك أن تذهب إلى أقرب مستشفى تابعة للأمانة العامة للصحة النفسية لإجراء تقييم نفسي كامل وتقييم للشخصية، ستكون التكليفة زهيدة إن لم تكن مجانية بالكامل، ويمكنك بدء خطة العلاج الدوائي والسلوكي معهم وإذا فتحوا لك ملفًا ووجدوا حالتك تستدعي فستتمكن من صرف علاج شهري على نفقة الدولة لحالتك. ومن الضروري أن تفعل هذا فورًا لأنه وفقًا لما ذكرته في رسالتك، دفاعاتك النفسية على وشك الانهيار كما تعاني أعراضًا حادة من الأعراض السلبية للفصام".
صفحة وشوشة
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة