قال الكاتب الصحفي عادل حمودة إن أمريكا ولدت من رحم ثورة منحتها الحرية، لكن سرعان ما عانت من الضعف والتفكك بسبب الحرب الأهلية، على أن الوحدة والقوة والثروة كانت من نصيبها في النهاية.
وأضاف «حمودة»، خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أنه في المدن تحالفت الثروة والسلطة واحتاجوا إلى من يحميهم، ومن هنا ولد أخطر جهاز أمني في الولايات المتحدة. مكتب التحقيقات الفيدرالية. أو الـ أف بي أي.
وتابع: «على مدار أكثر من 100 عام كان لذلك الجهاز جانبا سريا، تحكم في صناعة القرار الأمريكي، وفرض نفسه على البيت الأبيض ذاته، بل أكثر من ذلك ساهم في الإطاحة بالرئيس ريتشارد نيكسون».
وقال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن "إدجار هوفر" المؤسس الفعلي لمكتب التحقيقات الفيدرالية لم يكن وحشا لكنه كان شرسا وماكرا، لم يكتف بمراقبة أعدائه وإنما تجاوز حدوده في النيل منهم، وكان مؤسس الاستخبارات الأمريكية ومهندس دولة المراقبة الحديثة، والأهم أنه كان يجيد لعبة التلاعب بالرأي العام.
وأضاف «حمودة»، خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن هوفر ترك بصمة لا مثيل لها في عالم الأجهزة الأمنية الأمريكية، وأسس وحدة الملفات السرية للشخصيات العامة بحثا عن عيوب ينفذ منها.
ولفت إلى أن جون شغل إدجار هوفر منصب مدير مكتب المباحث الفيدرالية من عام 1924 إلى عام 1972، غير فيها الجهاز من الرأس إلى القدمين، ولم يكن لدي الجهاز امتياز قانوني سوي تعهد من الرئيس أن "يرعى المكتب تنفيذ القوانين.
وأضاف حمودة أنه بحسب كتاب "أعداء التاريخ السري للأف بي أي" للصحفي "تيم وينر" فإن كافة الرؤساء كافحوا ضد قيود ذلك التعهد منذ الحرب العالمية الأولى، ولقد أمروا هوفر بمضايقة معارضي الحرب والإرهابيين على حد سواء، واستهدفوا أبطال حركة الحقوق المدنية إلى جانب فرسان حركة كو كلوكس كلان.
وأوضح أنه بأمر منهم، انتهك مكتب التحقيقات الحريات المنصوص عليها في وثيقة الحقوق لتعزيز سلطات الرئيس كقائد عام، وكان هوفر طرفا مباشرا في معظم القضايا الرئيسية التي فجرها الجهاز خلال ولايته، واشتهرت إدارته بكونها مثيرة للجدل خصوصا خلال سنوات خدمته الأخيرة، بعد وفاته أصدر الكونجرس تشريعا حدد فيه فترة ولاية مديري مكتب التحقيقات الفيدرالية بعشر سنوات كحد أقصى.
وقال الكاتب الصحفي عادل حمودة إنه في عام 1901 اغتيل الرئيس ويليام ماكينلي، وأدي الحادث إلى تصور بأن الولايات المتحدة تعيش تحت تهديدات الفوضويين.
وأضاف «حمودة»، خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن ورث الرئاسة "ثيودور روزفلت" الذي أدرك أنه وصل إلى الحكم بفعل قاتل مخرب فلم يدخر وسعا لتعزيز الديمقراطية وتقوية النظام السياسي وفرض سلطة القانون.
وأضاف «حمودة» كانت وزارة العدل تحتفظ بسجلات الفوضويين وتسمح بمراقبتهم، ولكن الرئيس روزفلت أراد المزيد من السيطرة حتى تستقر البلاد وتشعر بالأمان، وأصدر روزفلت تعليماته إلى المدعي العام "تشارلز بونابرت" لتأسيس جهاز مستقل يكون مسئولا فقط أمام المدعي العام، وفي 26 يوليو 1908 أنشئ مكتب التحقيقات الذي أصبح فيما بعد مكتب التحقيقات الفيدرالية.
وأشار إلى أن تشارلز بونابرت قام باستخدام أموال وزارة العدل في تعيين 34 شخصا للعمل في الجهاز الأمني الجديد واختار ستانلي فينس أول رئيسا له، وكانت المهمة الأولى للجهاز زيارة بيوت البغاء وإجراء دراسات استقصائية عنها استعدادا لتطبيق قانون "تجارة الرقيق الأبيض" الذي صدر في 25 يونيو 1910.