نعم، كان فى إمكان فريق الأهلى تحقيق نتيجة أفضل من المركز الرابع الذى صدم جماهيره وأحزن محبيه، كانت كل الظروف مواتية لتحقيق مركز كبير، إذا لم تكن الميدالية الذهبية أو الفضية، فقد كانت البرونزية حلماً كبيراً لعشاق القلعة الحمراء، على أساس أن تحقيقها سيكون للمرة الثالثة على التوالى، وهو رقم قياسى يدعو للفخر، والاعتزاز، ولكن تبخر ذلك بفعل أن بعض اللاعبين ينقصهم الكثير من التركيز والإبداع، ومدرب رغم كفاءته التى لا يختلف عليها أحد، إلا أن حبه لسياسة التدوير"عمال على بطال" بين اللاعبين، وتغيير شكل الفريق مباراة تلو الأخرى، يفقده هارمونيكية الأداء، ويضيع الانسجام بين عناصره، كما أنه يعيب عليه أيضاً أن لجوءه للتغييرات متأخراً للغاية، ويخيل للبعض أنه نسى اللاعبين الموجودين بجواره على الدكة، رغم أنه من البديهى أن الدفع بلاعب آخر قد يغير شكل المباراة ويعالج القصور الموجود فى الفريق.
من حق جماهير الأهلى أن تطمح، ويعلو سقف آمالها للسماء، فدائماً فريق الأهلى كان مرادفاً للبطولات والإنجازات، ولم يكن شططاً أو ضرباً من المستحيل أن تحلم جماهير القلعة الحمراء بالتتويج بكأس العالم، فقد كانت الفرصة استثنائية ومواتية، وكان الحلم قاب قوسين أو أدنى لو تحلى اللاعبون ببعض التركيز والانتباه فى مباراتهم أمام ريال مدريد، لم يكن مستحيلاً الفوز على الريال، فجميعنا رأينا انقلاب موازين القوى فى كأس العالم بقطر، فالجميع من حقه الحلم، وتحقيق النتائج الجيدة ليس حكراً على أحد، ولذلك كان الحزن كبيراً، خاصة أن نتيجة المباراة لم تعبر عن الأداء الذى أشادت به جميع المنصات الكروية فى العالم، وأكدت أن الأهلى قدم مباراة كبيرة أمام بطل العالم.
جماهير الأهلى كان يحدوها الأمل فى أداء مباراة كبيرة أمام فلامنجو، ولكن كانت المفاجأة أن أبرز عناصر الفريق ومصدر خطورته خارج التشكيل الأساسى، وهم حسين الشحات، ومحمد هانى ومحمود متولى، وكذلك ديانج، وهو فى أسوأ حالاته، إلا أن خبرته ترجح وجوده عن الاستعانة بمراون عطية الوافد الجديد على الأهلى، والذى تنقصه خبرة اللعب فى كأس العالم، كان من المفروض أن يبدأ الفريق بتشكيله الأساسى، وبمجرد ضمان النتيجة بشكل كبير، كان يمكن إشراك أى لاعبين آخرين وإراحة الأساسيين، لكن ليس من المنطق ما حدث، فكان العقاب السريع، الهزيمة برباعية، رغم أن الأهلى كان متقدما حتى الدقيقة 75.
ما حدث فى كأس العالم للأندية جرس إنذار لإدارة الأهلى، فالفريق يجب أن يلبى طموحات عشاقه ومحبيه، وأن يصل لمستوى يكون فيه نداً للكبار فى العالم وليس فى أفريقيا فقط، فتاريخه وحجم جماهيريته يضعه فى تلك المكانة، من أجل ذلك على إدارة القلعة الحمراء أن ترضخ لمطالب المدير الفنى والجماهير بضرورة تدعيم الفريق بلاعبين سوبر، خاصة فى المراكز التى يعانى منها الفريق، وهى ظاهرة للعيان، فالفريق يحتاج بشدة إلى مهاجم من المستوى الأول، مهاجم صندوق، وليس جناحاً أو مهاجم وسط، كما يحتاج الفريق إلى باك ليفت، ليكون عوناً وخليفة لعلى معلول، الذى يكابد الإرهاق من توالى المباريات، كما يحتاج الفريق بشدة إلى حارس مرمى متميز، وإذا لم يتوفر، فعلى المدرب تطبيق سياسة التدوير بين الشناوى وعلى لطفى، فالأخير أثبت كفاءة كبيرة فى حراسة عرين الأحمر فى كثير من المناسبات، وله الحق فى إتاحة الفرصة له لإثبات نفسه.
وأخيراً، على الجهاز الفنى للأهلى ولاعبيه التعلم من الأخطاء التى وقعوا فيها لتلافيها فى المنافسات القادمة، فأمامهم معارك كروية فى غاية القوة، خاصة دورى أبطال أفريقيا الذى فقده الفريق الموسم الماضى، وعليهم إحراز البطولة للعودة لكأس العالم للأندية للمرة التاسعة، كما أن هناك الدورى المصرى الغائب عن القلعة الحمراء موسمين متتاليين، ولديهم أيضاً كأس مصر، وجميعها منافسات شرسة تتطلب التركيز وتلافى الأخطاء للفوز بها، وإرضاء الجماهير الحمراء.