لم يمر سوى شهور قليلة على الاحتفاء المصرى الإماراتى بمرور 50 عامًا على العلاقات بين البلدين، والذى امتد على مدار 3 أيام فى أكتوبر من العام الماضى، على أرض القاهرة، بحضور إماراتى كبير على المستويين الشعبى والرسمى، لتحل مصر ضيف شرف القمة العالمية للحكومات الجارية فى الفترة من 12 - 15 فبراير الجارى، بدبى، تحت شعار «استشراف مستقبل الحكومات»، لاستعراض تجربة مصر فى التنمية بمجالات مختلفة، منها التنمية العمرانية والزراعية والصناعية، وآليات مواجهة التحديات الاقتصادية فى ظل الأزمة العالمية.
القمة تم إنشاؤها فى عام 2013 سعيًا إلى تحولها لمنصة عالمية يتم من خلالها تبادل الرؤى والمعرفة بين حكومات العالم المختلفة، بهدف مواكبة التطورات المتسارعة التى يشهدها العالم، وتشارك مصر بالقمة الحالية، بوفد رفيع المستوى فى مقدمته الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى يؤكد دائمًا على قوة العلاقات المصرية مع الأشقاء، لا سيما دولة الإمارات، مُشيدًا بالدور الفعال الذى يقوم به شيوخ الإمارات تجاه شعوب دول العالم فى وقت الأزمات، ونتج عن مشاركة مصر فى القمم السابقة إبرام الكثير من الاتفاقيات مع دولة الإمارات، مثل الشراكة الاستراتيجية لتطوير الأداء الحكومى بما يتواءم مع تحقيق رؤية مصر 2030، وغيرها فى مجالات مختلفة، أهمها الاقتصاد والتعليم والرياضة.
أيضًا يأتى اختيار مصر هذا العام مميزًا، فلأول مرة يتم الاحتفاء بدولة عربية بهذا الحدث السنوى، ولعل استقبال الرئيس الإماراتى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حمل الكثير من الملامح التى تؤكد على العلاقات القوية بين البلدين، إضافة إلى لقاء الرئيس السيسى ونائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبى، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وما تضمنه اللقاء من تأكيد على متانة العلاقات الأخوية والروابط التاريخية بين البلدين وشعبيهما، أيضًا عكست الكثير من مقاطع الفيديو عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر، مدى ترحيب الإماراتيين بوجود مصر كضيف شرف لهذه القمة، إضافة إلى ترحيب كبير فى لحظة وصول الرئيس السيسى إلى مقر انعقاد فعاليات القمة.
إن مواقف دولة الإمارات الشقيقة تجاه مصر فى أزماتها لا تنسى، وتأتى مؤكدة على ما بين البلدين من علاقات استراتيجية، وأهمية مصر ودورها المحورى فى المنطقة، ما يدفع الأشقاء دائمًا لمُساندتها فهى بمثابة «عمود الخيمة» للأمة العربية، كما يطلق عليها الأشقاء بدول الخليج والدول العربية دائمًا فى كثير من تعليقاتهم وتصريحاتهم. ومنذ أيام غرد المستشار الرئاسى فى دولة الإمارات، الدكتور أنور قرقاش، مؤكدًا على أهمية مصر، مشيرًا إلى أن الوقت الحالى تحتاج فيه منطقتنا العربية إلى التكاتف والتضامن، قائلًا: «توجه الإمارات أساسه وحدة الكلمة والصف، وستبقى الشقيقتان السعودية ومصر محور توجهاتنا ومواقفنا»، وقد أكد الرئيس السيسى، خلال كلمته بالقمة، على أهمية وحدة الصف بين الأشقاء فى حماية الأمن والاستقرار بالمنطقة، وعدم السماح لأى محاولات للتفرقة، قائلًا: «لا تسمحوا للأقلام والأفكار ومواقع التواصل المغرضة أن تؤثر على الأخوة بيننا»، وعاود «قرقاش» التغريد تعقيبًا على كلمة الرئيس، وقال عبر حسابه الرسمى على تويتر: «جلسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى القمة العالمية للحكومات حملت طرحًا عميقًا للتحديات التى تواجهها مصر الشقيقة بكل شفافية وواقعية وثقة بالدولة الوطنية وبمسار التنمية ونتائجه.. مصر كعادتها وفية مع الأشقاء ومواقفهم فكان التقدير للإمارات والسعودية والكويت حاضرًا فى حديث الرئيس السيسى".