حكايات المؤثرين.. على إبراهيم رائد الطب المصرى الحديث.. منحته الحكومة لقب البكوية عام 1913 بعد ترؤسه بعثة طبية بحرب البلقان.. عالج السلطان حسين كامل وأجرى له جراحة خطيرة فمنحه لقب "جراح الحضرة العلية السلطانية"

الإثنين، 13 فبراير 2023 07:00 م
حكايات المؤثرين.. على إبراهيم رائد الطب المصرى الحديث.. منحته الحكومة لقب البكوية عام 1913 بعد ترؤسه بعثة طبية بحرب البلقان.. عالج السلطان حسين كامل وأجرى له جراحة خطيرة فمنحه لقب "جراح الحضرة العلية السلطانية" على إبراهيم
عادل السنهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شخصيات ورموز مصرية كانت وما زالت مؤثرة، ولها صيت كبير، سواء على المستوى المحلى أو العربى والعالمى، أثرت وتؤثر فينا، فى مجالات كثيرة ومتنوعة سواء فنية أو علمية أو دينية أو اقتصادية أو سياسية وغيرها الكثير والكثير.

وتحرص «اليوم السابع» على إعادة حكايات تلك الرموز وتاريخها المُضىء، وفى إطار حرص الدولة وتوجُهها بإحياء الهوية المصرية ورموزها، حفاظا على تاريخنا العريق وللاستفادة من تلك القصص المُلهمة، وتقديم القدوة الحسنة للشباب والأجيال القادمة، وذلك من خلال تناول بروفايل لأبرز الشخصيات المُتميزة فى مصر، أسبوعيا على صفحات «اليوم السابع».
 
 
5
 
 
فى بداية عمله فى مستشفى قصر العينى واجهته كثير من المصاعب والمحن، فقد اتخذ لنفسه عيادة خارجية ولم يكن دخله من هذه العيادة جيدًا، وعانى كثيرًا من قلة الموارد المالية واستمر الحال هكذا حتى عام 1912 إلى أن بدأت الظروف فى التحسن، وبدأ يحقق كثيرًا من النجاحات فى مجال الجراحة وذاع صيته حتى أنه فى أثناء تغيب مدير مستشفى قصر العينى فى إجازة لمدة شهرين، انتدب على إبراهيم للقيام بأعمال مدير المستشفى ونائبًا عنه فى تلك الفترة «من 5 يوليه 1915».
 
فى عام 1912 نشبت حرب البلقان، وتأسست جمعية الهلال الأحمر المصرية التى قامت بإرسال بعثتين من الأطباء المصريين إلى مواقع الحرب، وكانت البعثة الأولى تحت رئاسة اللواء الدكتور سليم موصلى باشا إلى قرية سازلى بوسنة فى شمال غرب الآستانة، وكانت مركزًا لتجمع الجرحى والمصابين من قوات الدفاع عن شطلجة أما البعثة الثانية فقد رأسها الدكتور على إبراهيم وتوجه بها إلى إسطنبول وأنشأ مستشفى مركزيًا هناك يجرى فيه كبرى العمليات الجراحية، وقد حقق نجاحًا عظيمًا فى ذلك الشأن الأمر الذى جعله يتولى إدارة 3 وحدات طبية من وحدات الجيش العثمانى، وأن يقوم بإجراء مئات العمليات كل أسبوع فى كل من هذه الوحدات، وعلى الرغم من الجهود التى بذلها فى سبيل إنقاذ حياة آلاف من الجرحى والمصابين. إلا أنه استطاع فى تلك الفترة أن يكتسب خبرة بالغة فى مجال الأمراض التى يصاب بها الجرحى ودون الكثير من ملاحظاته عن مرض غرغرينا القدم الذى كان يصيب المحاربين فى الخنادق، وتقديرًا لجهوده التى بذلها فى حرب البلقان قامت الحكومة المصرية بمنحه رتبة البكوية من الدرجة الثالثة فى عام 1913.
 
بلغ على إبراهيم عامه الثالثة والثلاثين من عمره عام 1913 ولم يكن قد تزوج بعد، إلى أن قدر له أن يعالج السيدة حفيظة وهبى راغب من جرح فى أصبعها، قرر بعدها الزواج بها، وتم الزواج فى صيف عام 1913، وقد كانت زوجته نعم الزوجة التى تقف إلى جوار زوجها وتحفظه فى وجوده وفى غيابه، وترعى أولاده وتنشئهم نشأة طيبة، فكانوا نبتة حسنة يرويها على إبراهيم من خلقه وحكمته وعلمه، فقد أنجب اثنين من البنين هما حسن وعلى، وفتاة واحدة أسماها ليلى، وقد أصبح ابنه حسن طبيبًا بقصر العينى، والسيدة ليلى أستاذة للآثار والفنون الإسلامية بالجامعة الأمريكية، أما على فهو طبيب أمراض نساء وتوليد، ومن أحفاده الدكتور إسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الإسكندرية الأسبق.
 
فى عام 1916 مرض السلطان حسين كامل واحتار الأطباء فى مرضه حتى اقترح عالم البيولوچى الدكتور عثمان بك غالب على السلطان اسم الدكتور على إبراهيم فاستطاع علاجه وأجرى له جراحة خطيرة و ناجحة ومنحه رتبة البكوية، وأنعم بعدها السلطان عليه بلقب جراح استشارى الحضرة العلية السلطانية وطبيبًا خاصًّا للسلطان.
 
 والدكتور عثمان غالب أستاذ الدكتور على إبراهيم له باع طويل فى مجال الدراسات الطبية، فقد كان متخصصًا فى التاريخ الطبيعى، وله أبحاث قيمة فى علم الديدان وله كتاب «علم الحيوانات اللافقارية». وأتقن علم النبات وألف فيه كتاب «مختصر تركيب أعضاء النبات ووظائفها».. كما تتلمذ على إبراهيم على يد الدكتور محمد باشا الدرى شيخ الجراحين فى الجيل السابق لعلى إبراهيم. كما أخذ عن الدكتور محمد علوى باشا. وهو أول الباحثين فى أمراض العيون المتوطنة وسيد الإكلينيكى فيها وصاحب الفضل على الجامعة المصرية القديمة.
 
وزادت شهرة الدكتور على إبراهيم بعد نجاح عملية السلطان حسين الذى كافأه السلطان نظير ذلك، بمبلغ ألف من الجنيهات الذهبية.
 
وتدفق آلاف المرضى إلى عيادته الخارجية التى لم تكن مجرد عيادة للكشف الطبى بل مستشفى خاصًا بالمفهوم العصرى، حيث كان المعتاد فى تلك الفترة هو أن تتم العمليات إما فى المستشفى الأميرى أو فى منزل المرضى، إلا أن على إبراهيم كانت له ضربة البداية فى معالجة المرضى وإجراء العمليات الجراحية فى عيادته التى جهزها بالأدوات الطبية الحديثة وبالأسرة التى تسع المرضى وبطاقم التمريض المدرب على مستوى عالٍ لخدمه المرضى وهى بذلك تعد مستشفى خاصًا وليست عيادة فقط.
 
فى 28 يناير عام 1918 صدر مرسوم من ديوان كبير الأمناء بشأن منح على بك إبراهيم لقب جراح استشارى للحضرة العلية السلطانية تقديرًا لمزاياه وقدراته الفائقة فى فن الجراحة.
 
وتقول الدكتور يسرا سلامة عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، عضو اتحاد المؤرخين العرب: «لم يكن على إبراهيم يقنع بمعالجة المرض فقط، بل كان حريصا على التوصل إلى أسباب المرض وتجنبها»، ورفع شعار «الوقاية خير من العلاج». واتخذ من التفكير العلمى وسيلة للوقوف على أسباب الأمراض المختلفة، فقد حدث ذات مرة أن انتشر مرض القيلة المائية وفكر عميد الكلية فى ذلك الوقت بالاستنتاج النظرى لسبب هذا المرض و انتشاره فى مصر وتوصل إلى أن الأسباب هى «لبس الجلباب –ركوب الحمير –الإفراط فى العلاقات الجنسية»، فاستنكر على إبراهيم هذا التحليل النظرى للمرض، وشرع فى إجراء بحوثه العملية التى تقوم على أساس الفرض العلمى والتجربة والدليل وأخذ يحضر بنفسه فى منتصف الليل لأخذ عينات من دم المرضى المصابين بحثًا عن فرض فرضه تتحقق صحته بالعثور على دودة الفلاريا، وبالفعل تمكن من التوصل إلى أسباب المرض؛ وهو أن دودة الفلاريا كانت تحدث سدًا فى الأوعية اللمفاوية مما يؤدى إلى دخول الجرثومة السبحية وحدوث التهاب بأغشية الخصية مع انسداد بالأوعية مما يؤدى إلى ظهور القيلة، وكان ذلك بحثًا علميًا نشر فى مجلة اللانست.
 
فى عام 1922 منحه الملك فؤاد الأول رتبة الباشاوية.. وفى عام 1929 تم انتخاب الدكتور على باشا إبراهيم أول عميد مصرى لكلية الطب بجامعة فؤاد الأول.. ثم أصبح بعدها رئيساً للجامعة، فتح «على باشا إبراهيم» الباب أمام الفتيات المصريات الجنسية لدراسة الطب، وفى شهر يناير فى عام 1930 قام بتأليف «الجمعية الطبية المصرية» عقب اجتماع دعا إلى عقده هو وزملاؤه الذين أصدروا «المجلة الطبية المصرية»، قام بتأسيس مستشفى «الجمعية الخيرية بحى العجوزة» بجوار مستشفى «الشرطة» حاليًا.
 
قام الدكتور «على باشا إبراهيم» بإهداء جزء من مجموعة تحفه الخاصة به لمتحف آثار كلية الآداب (جامعة القاهرة).و فى عام 1940 تم تعيينه وزيرًا للصحة فى وزارة حسن باشا صبرى، وفى نفس العام أسس على باشا إبراهيم نقابة الأطباء وأصبح نقيب الأطباء الأول فى تاريخها.. وأصبح أيضا عضوا فى البرلمان المصرى.
 
كان حلمه بناء مستشفى جديد لقصر العينى ليستوعب آلام الفقراء وكان ينظر دائما من شباك مكتبه كعميد لقصر العينى على الأرض الفضاء المقابلة وتمنى ان تكون الامتداد الطبيعى للمستشفى، لكن كان يملكها الملك فؤاد، وكان من المقرر أن ينشئ عليها قصرا ملكيا.
 
وفى أحد الأيام أثناء علاج الملك فؤاد، طلب منه التبرع بهذه القطعة من الأرض للمستشفى قائلا له أنت لديك قصور كثيرة لكن الفقراء لا يجدون مكان للعلاج فيه فقال له الملك «أنت بتحرجنى يا دكتور إبراهيم»، ووافق الملك، بشرط ان يضع هو حجر الأساس لتوسيع المستشفى ويحضر افتتاحه، لكن التمويل كان مشكلة فى ذلك الوقت.
 
ويشاء القدر مرة أخرى أن يمرض رئيس الوزراء آنذاك «إسماعيل صدقى باشا» فانتهز الدكتور على إبراهيم الفرصة ليطلب تمويلاً حكومياً. وبالفعل تم تخصيص مليون جنيه مصرى للبناء، ليصبح قصر العينى مجموعة مستشفيات عظيمة قبلة التعليم الطبى والعلاج فى مصر.
 
1
 
فى أوائل عام 1946 بدأت صحة «على باشا إبراهيم» فى التدهور؛ فكان كثيرًا ما يلزم منزله ويعتكف عن أداء عمله، وكان يحس إحساسًا شديدًا بقرب أجله ووفاته.
 
وفى يوم الثلاثاء 28 شهر يناير عام 1947، تناول غذاءً خفيفًا، ثم ذهب فى النوم حتى أتت الساعة الخامسة مساءً أفاق من نومه هذا وهنا صعدت روحه إلى بارئها وإلى رب العالمين.
 
وفى اليوم التالى خرجت جموع الشعب فأدت صلاة الجنازة على فقيدها العظيم الطبيب «على باشا إبراهيم» خلف الإمام الأكبر الشيخ مصطفى عبدالرازق. 
 
بعد وفاته أهدت زوجته مجموعة نادرة من الآثار التى كان يحرص الدكتور «على» على اقتنائها حيث كان شغوفًا بالآثار لدار الآثار المصرية «متحف الفن الإسلامى حاليًا».
 
ويقول الدكتور «إسماعيل سراج الدين» مدير مكتبة الإسكندرية الأسبق عن حياة جده :
« كان جدى رحمة الله عليه الدكتور عاشقًا للآثار والتحف الإسلامية وحريصًا كل الحرص على اقتناء النفيس وذى القيمة الغالية منها؛ حيث استمر الدكتور «على باشا إبراهيم» فى جمعها لأكثر من «40 أربعين» عامًا».
 
وتعتبر فيلا الدكتور على إبراهيم أحد معالم شارع خليل أغا بجاردن سيتى، بناها المعمارى أوسكار هورويتز، ثم اشتراها من الورثة تاجر سورى ثم اشتراها كويتى، وقد تم تصوير بعض مشاهد فيلم الناظر صلاح الدين فى القصر.
‏ وفى ذكرى مرور 71 عاما على وفاة أمير الجراحة المصرية، تنشر «بوابة الأهرام» أوراقا نادرة، قدمها له أستاذه الجليل، أحمد لطفى السيد، الذى كان يتولى وزير المعارف العمومية عام 1928، وقال المنشور النادر: «حضرة صاحب العزة الدكتور على بك إبراهيم، لقد سرنى نبأ إحرازكم هذا اللقب الرفيع من الجمعية الملوكية للجراحين فى لندن، وإذا كان ما لكم من الفضل بين الجراحين لا يحتاج إلى دليل، فإن أظهرها هذا القرار العظيم أنه سجل لمصر مفخرة جديدة، حقيقية بين الأمم».
 
وأضاف المنشور النادر «فمن حقنا جميعًا أن نغتبط بكم اغتباطا جديدا لمناسبة هذا التقدير الجليل، وأننى أبادر فاقدم لعزتكم أبلغ تهنئاتى وأرجو أن تتقبلوا معها خالص احترامى»، مذيلة توقيع وزير المعارف العمومية، بإمضاء أحمد لطفى السيد. 
 
كما تنشر «بوابة الأهرام»، أوراقا نادرة لشيخ الجراحين أحمد أبو ذكرى، والذى قام بعمل بحث طبى مشترك مع الطبيب مجدى يعقوب؛ لاستئصال ورم بالشريان الرئيسى بالرقبة، تتحدث عن على باشا إبراهيم، حيث كشفت الأوراق النادرة، أن أمير الجراحة المصرية، كان أكثر اتقانا لفن المنسوجات.
 
وصدرت عدة مؤلفات عن الباشا على إبراهيم منها كتاب «على باشا إبراهيم « للدكتور خالد عزب و سوزان عابد وأصدرته مكتبة الإسكندرية، ويتناول الكتاب سيرة شخصية ويتضمن الكتاب أيضا الكثير من الصور النادرة».
 
فى عام 1931 تم منح أمير الجراحة رتبة الباشوية، بعد الابتكارات العالمية التى حازها فى العالم أجمع، وألقى كل من عبدالعزيز البشرى، والدكتور نجيب محفوظ، والشاعر أحمد شوقى، خطبا بديعة فى أمير الجراحة، وأول وزير صحة فى مصر. 
 
وقال البشرى واصفًا على إبراهيم باشا: «رقيق الجسم أدنى إلى أن يكون هزيل، أسمر اللون مستطيل الوجه غليظ الشفتين من غير قبح، واضح الثنايا، لعينيه بريق وفيهما جمال متفخم اللفظ، تاؤه بين التاء والطاء، وادع النفس هادىء الطباع خفيف الروح، ولعل هذا الهدوء العجيب من أبلغ العناصر فى نجاحه فى عمله المرعب الدقيق، ولا تستطيع ألا تلحظ أن لهذا الرجل أصابع ليست كأصابع البشر، فإنها تسترعيك بطولها وسراحتها وانسجام خلقها، على أنه إذا تحدث رأيته دائما يستعين بسبابته ووسطاه فلا تزالان كالمقص فى انفراج والتئام، إلى أن يفرغ من حديثه حتى كأنك تعرفه من أصابعه كما تعرفه من وجهه».
 
وأضاف البشري، «أنه ذات يوم جاءه رجل غني، وألح عليه أن يداوى قدمه، فرفض، وقال له هذا الفن ليس عندي، وعندما ألح الرجل قال له عملى أن افتح كرشك أقطع رقبتك أكسر رجلك، لو قدر لك أن تجد من الطرب ما لا تجده فى أنامل العقاد، وهى منكفئة على أوتار القانون، لافتًا إلى أنه كان له كثير من الابتكارات فى فنون ال جراحة حيث هى مواهب يتخير الله لها من يشاء من عباده».
 
وتحدث نجيب محفوظ، عن إسهامات على باشا فى الارتقاء بمدرسة ال طب المصرية، ووقوفه مع الشباب فى بداية حياتهم العلمية، والمراكز العلمية التى أسسها فى مصر، أما الشاعر أحمد شوقى فقد ألف قصيدة مطلعها «وضئيل من إساءة الحى لم يعن باللحم والشحم اختزاناً».
 
قصر-علي-باشا-ابراهيم
قصر علي باشا ابراهيم
 
وفى عام 1984، رشحت الجمعية الطبية المصرية شيخ الجراحين أحمد أبو ذكرى لاحدى جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية، لذا كان على الجراح الذى شاهد فى صغره الطبيب على إبراهيم باشا أن يكتب عدة وريقات بالقلم الرصاص عن ذكرياته فى الطب، ذكر فيها، أن والده أخذه لعيادة الدكتور على إبراهيم باشا فى عابدين، وأنه قد أعجب به إعجابا كبيرا، وهو من جعله يتجه لدراسة الطب؛ ليصبح جراحا مثل على إبراهيم باشا، الذى رفع من شأن الطب والجراحة فى مصر عموما، وأنشأ الجمعية الطبية بدار الحكمة، ونقابة الأطباء وقصر العينى الجديد، كما أوفد الأطباء المصريين فى بعثات إلى الخارج فى مختلف التخصصات.
 
وأضاف أن إبراهيم باشا بجانب براعته فى الجراحة فقد كان فنانًا وخبيرا فى السجاد، خبرة قل إن كان يضارعه فيها أحدا، لافتا إلى أنه تمرن على يد الطبيب المنياوى باشا، لمدة 3 سنوات ثم تعرف بعدها على تجارب الجراحة فى إنجلترا، مؤكدا أنه بالقراءة والمشاهدة والإخلاص فى العمل يشعر الطبيب أنه خلق لمهنة الطب.
وكتب عنه الشاعر حافظ إبراهيم:
 
هل رأيتُم موفقًا كعليٍّ   فى الأطباءِ يستحقُّ الثناءَ
أودعَ اللهُ صدرَهُ حكمةَ العلـمِ         وأجرى على يديهِ الشفاءَ
كم نُفُوسٍ قد سلَّها من يدِ الموتِ        بلُطفٍ منهُ وكم سلَّ داءَ
فأرانا لقمانَ فى مصرَ حيًا     وحَبانا لكُلِّ داءٍ دواءَ
حفظَ اللهُ مبضعًا فى يديهِ                  قد أماتَ الأسى وأحيا الرجاءَ
 
هذا هو فصل من تاريخ كفاح ونضال المرآة المصرية وفضلها على نهضة الطب فى مصر بدورها الاسئثنائى فى حياة ابنها حيث قدمت لمصر أعظم طبيب؛ بل رائد النهضة الطبية الحديثة فى مصر، على باشا ابراهيم أول جراح مصرى، والعالم ووزير صحة ومؤسس نهضة قصر العينى و جامعة الاسكندرية ومؤسس نقابة الأطباء، ومديرًا لجامعة القاهرة، ومؤسس الهلال الأحمر وجمعية القرش لتشييد المصانع المصرية، كما أسس الجمعيات الخيرية بما فى ذلك جمعية إنقاذ الطفولة، كان على باشا ابراهيم وراء إصدار أول قانون لممارسة الطب فى مصر، حصل على تقدير دولى حيث تم الاستشهاد بأبحاثه المهمة فى العديد من الأمراض مثل الكوليرا والبلهارسيا على مستوى العالم. حصل على لقب «سير» من بريطانيا والذى حصل عليه أيضا فيما بعد الدكتور مجدى يعقوب.
 
 
 
p
p

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة