أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: مصر والإمارات.. التعاون واستشراف المستقبل فى "قمة الحكومات"

الأربعاء، 15 فبراير 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القمة العالمية للحكومات، التى تنعقد فى دبى بالإمارات العربية المتحدة للعام العاشر، وتختتم أعمالها اليوم، مناسبة لتبادل الآراء والحوارات والمناقشات، القمة العالمية للحكومات تعقد بمشاركة نحو 150 دولة، على مستوى رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين، بحضور كثيف وتنوع من الإعلام والمنظمات الأهلية ورجال المال والأعمال،  وتعد بمثابة منتدى لتبادل الأفكار الخلاقة والتفاعل بين المشاركين بعيدا عن النمط التقليدى، من إلقاء الكلمات الرسمية والانصراف، وتتمتع القمة بأهمية متصاعدة خلال السنوات الماضية، منذ بدايتها عام 2013، ضمن عملية تحديث وتطوير للإدارة والعمل الحكومى فى الإمارات العربية المتحدة،  وتمثل مركزا لتبادل المعرفة والخبرات واستشراف المستقبل بين القادة الحكوميين وقادة الفكر وصانعى السياسات والقطاع الخاص.
 
وخلال هذا العام شاركت مصر كضيف شرف بالقمة تأكيدا على عمق العلاقات المتميزة بين مصر والإمارات، وكون مصر صاحبة تجربة فى التنمية ومواجهة التحديات والقدرة على معالجة المشكلات المزمنة بالأفكار والمبادرات التى قدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بناء على دراسات وافية لقضايا الدولة، ومعالجة التحديات بأفكار غير تقليدية وعدم انتظار السرعة الطبيعية لحركة التحديث، وهو ما أدى إلى معالجات لقضايا مهمة، وتوفير الكثير من الوقت، والصمود أمام صدمات كبرى، واجهت الاقتصاد العالمى مرتين، مع كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية.
 
 ومن هذا المنطلق جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الجلسة الرئيسية معبرة عن الفكرة التى تعاملت بها الدولة، وأن الأفكار هى التى يمكنها صياغة التعامل مع أزمات كانت تمثل تحديات متعددة فى وقت واحد، وبعد سنوات أصبحت هناك نظرة تهتم بما تحققه مصر، فى الاقتصاد والتنمية.
 
الرئيس عبدالفتاح السيسى استعرض خلال حوارات تفاعلية فى القمة العالمية للحكومات التجربة المصرية فى التنمية خلال السنوات الماضية، ومن بينها التنمية العمرانية والزراعية والصناعية، والتحديات التى واجهتها الدولة، وكيف تعاملت معها من خارج المسارات التقليدية، وقام الرئيس بأنشطة مكثفة خلال القمة، وشارك فى عدد من الموائد المستديرة، مع مجتمعات الأعمال، والقطاع الخاص والشركات العالمية الكبرى، بجانب اللقاءات الثنائية، دارت حول القضايا المختلفة، وارتكزت حول الاقتصاد فى مصر والفرص الاستثمارية، ورافق الرئيس وفد رفيع المستوى يضم عددا كبيرا من الوزراء والمسؤولين.
 
الرئيس شرح كيفية مواجهة التحديات فى الطاقة والاقتصاد والإسكان وتزايد السكان بشكل كبير، وهو ما استلزم علاجا عاجلا للمشكلات، وخططا مستقبلية للتوسع الجغرافى واستيعاب ذلك فى مساحات إضافية زراعية وصناعية وطرق، مع تأمين الطاقة والربط الكهربائى وحماية البيئة واستدامة المدن العالمية، وهى تجربة مصرية تركزت فى المدن الجديدة الذكية التى تحقق أعلى معايير الاستدامة البيئية والاقتصادية، وكيفية تطوير التعليم الأساسى والجامعى، وربطه بسوق العمل، والمزج بين تطوير التعليم واستحداث المكون التكنولوجى المرتبط به وإيجاد فرص عمل لمن يبحث عنها فى ضوء التطور السريع على مستوى الاقتصاد والعمل وطبيعة المهارات المطلوبة فى سوق العمل محليا وإقليميا وعالميا.
 
واستهل الرئيس السيسى زيارته لدولة الإمارات بلقاء الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، ضمن خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية الوثيقة، والتى تنعكس على التنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين، بما يساعد على دعم استقرار المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط، وعدد من الملفات المتعلقة بالتعاون الثنائى بين البلدين، كما التقى الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبى وزير الدفاع فى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم التنسيق أيضا بشأن قضايا التغيرات المناخية، حيث عقدت مصر مؤتمر المناخ «كوب 27» بشرم الشيخ فى نوفمبر الماضى، وتعقد الإمارات مؤتمر المناخ القادم «كوب 28»، حيث يتم تبادل التجارب والخبرات فى قضية مهمة، تبنى فيها على نجاح القمة الماضية.
 
القمة العالمية للحكومات تعقد هذا العام تحت شعار «استشراف المستقبل» لبحث التحديات التى تواجه الحكومات وكيفية التعامل معها من خلال أفكار المعنيين من حكومات أو مجتمع مدنى أو قطاع خاص أو قادة الفكر والمثقفين، ورجال الأعمال والاقتصاد، وتضمنت عددا من المحاور المهمة، من بينها تسريع التنمية ومستقبل الرعاية الصحية واستكشاف آفاق جديدة للعلم من خلال العلوم والتكنولوجيا لحل ومواجهة التحديات، وكيفية تحقيق الانتعاش الاقتصادى وقدرة الاقتصاديات على الصمود والمرونة فى مواجهة التحديات فى ضوء تعقيدات دولية وإقليمية مستمرة.
 
الشاهد أن مصر والإمارات أصبحتا مركزين للتأثير، والتفكير، ولديهما تجارب قوية فى التنمية والتحديث، تجعل المنطقة مصدرة للأفكار ومتداخلة فى القضايا لطرح الحلول، وصياغة المستقبل.
 
p
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة