صدر مؤخرا العدد 76 لشهر فبراير 2023، من مجلة الشارقة الثقافية، التى تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد أكدت الافتتاحية، أننا اليوم بأمس الحاجة إلى الشعر والإبحار نحو القصيدة، بشغف في مواجهة التطرف واللا معنى، مشيرة إلى أنّ العودة إلى الشعر يُقصد بها التعمق في فهم الشعر، والتأمل في معانيه ودلالاته وآفاقه، وقراءته قراءة معمّقة للاستفادة واستخلاص العبر، وتغذية الروح والارتقاء بالذوق الفني والجمالي، ولا يُقصد منه إهمال الفنون والإبداعات الأخرى، من قصة ورواية ونقد ومسرح وتشكيل وسينما، والتركيز فقط على كتابة القصائد والنصوص الشعرية، وإنما لأنّ الشعر باب هذه الفنون والطريق التي تفضي إلى الدهشة والإبداع، به تغتني المعارف وتتجدّد اللغة وتتحاور الثقافات وتلتقي الحضارات.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فلفت في مقالته (شاعر السيف والقلم: زين الشباب.. أبو فراس)، إلى أنّه على امتداد العصور الشعرية، من المعلقات مروراً بالعصرين الأموي والعباسي، وصولاً إلى بدايات القرن العشرين، وما صاحبها من محاولات لإحياء تراثنا الشعري العربي، نطالع نوابغ شعراء العرب، الذين عاش شعرهم في وجداننا، وملأ الدنيا وشغل الناس.. قوافل متتالية من الشعراء الفرسان، الذين جمعوا بين براعة الحرب وخوض المعارك وموهبة البيان.
وأضاف: قافلة الشعراء هذه تبدأ ولا تنتهي، إلا أني اخترت أن أتناول شاعراً فارساً، جذبني إليه البعد الدرامي والتراجيدي الملحمي في حياته ومسيرته، إنه الشاعر الحارث بن سعيد بن حمدان، المعروف بفارس السيف والقلم (أبوفراس الحمداني)، الذي امتاز شعره، بالتفرد والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة، ولم تجتمع هذه الخلال إلا في قلة من الشعراء.
وفي تفاصيل العدد الجديد، يتابع يقظان مصطفى تسليط الضوء على المبدعين والعلماء العرب، محتفياً بفخر الدين الكرخي، الذي قدم أهم نظرية في علم الجبر، ويتوقف أحمد أبوزيد عند المستشرقة الأسكتلندية إيفلين كوبولد، التي قدمت رؤية غربية منصفة للحضارة الإسلامية، فيما يقرأ صادق ناشر سيرة مدينة عدن، التي كانت مركزاً تجارياً لأكثر من ألف عام، وتجول آمال كمال في مدينة (البترون)، التي تعتبر واحدة من أجمل مدن العالم وأقدمها تاريخياً.
في باب (أدب وأدباء)؛ متابعة لفعاليات مهرجان القيروان الشعري، وافتتاح دار كبار الفنانين في القاهرة بقلم عبدالعليم حرص وخليل الجيزاوي، وإطلالة على منجز عميد الثقافة المصرية (ثروت عكاشة)، الذي اعتبر الثقافة ضرورة حياتية بقلم فوزي تاج الدين، ووقفة مع العلامة الروائية العربية المتفردة (عبدالرحمن منيف)، الذي أبدع كراو ومؤرخ أدبي بقلم صالح لبريني، إضافة إلى إضاءة على إبداعات الأديب أمين رشيد نخلة، الذي يعدّ من المجددين في الثقافة والأدب بقلم رويدا محمد، وفي الباب نفسه يتناول علي بونوا ( أندريس سانتشيث روباينا) من جزر الكناري، وهو أكثر شعراء بلاده ترجمة إلى العربية، ويكتب صابر خليل عن تجربة حميد سعيد الشعرية، حيث وثق العلاقة بين الشعر والفنون الإبداعية الأخرى، ويرصد عزت عمر البنية السردية والمرجعية التراثية في رواية (رحلة ابن فطومة)، ويتناول أنور الدشناوي تجربة الشاعر سليم حيدر، الذي ينتمي إلى جيل الريادة، ويكتب بول شاوول عن الشاعر الفرنسي (لويس أراغون) من (سوريالية) مستعارة إلى بلاغة موروثة، ويحاور نور سليمان أحمد الأديب المغربي محمد النعمة بيروك، الذي قال ( حيث الشعر يكون الجمال)، فيما يحاور عادل عطية الكاتب فريد فؤاد زمكحل، الذي دعا إلى الاهتمام بأدب المهجر، ويتوقف وليد رمضان عند الشاعرة مريانا مراش، التي أسهمت في إثراء الحياة الثقافية والأدبية، بينما يبحث عمار محمد عبدالمنعم عن الجمال والبؤس، اللذين يلتقيان مع إدريس جمّاع وعبدالحميد الديب، ويحاور ياسين عدنان الشاعر محمد علي الرباوي الذي قاد مبادرات شعرية جديرة بالتقدير، أما د. عزيز بعزي فيلتقي الكاتبة والمترجمة باهرة عبداللطيف، التي يشغلها هاجس الهوية بمحمولاتها الإنسانية، وتتناول د. حنان الشرنوبي الرمزية في قصص (لم أعرف أن الطواويس تطير) لبهاء طاهر، ويقدم مفيد خنسة قراءة في المجموعة الشعرية (وجه هاجر) لتهاني حسن الصبيح، التي تنحاز فيها إلى الشعر الأصيل، ويحاور أخيراً عمر أبو الهيجاء الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله، الذي يتمنى أن يصبح كاتباً بعد السبعين.
الشارقة الثقافية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة