يبدو أن أوروبا بدأت تلتقط الأنفاس بعد صدور توقعات جديدة فى تقرير أصدرته المفوضية الأوروبية والتى كشفت عن تسجيل انخفاضات متتالية في إشارة إلى انحسار التضخم الذي عانت منه القارة الفترة الأخيرة على وقع الحرب الأوكرانية.
ورجحت المفوضية الأوروبية، أن ينجح اقتصاد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في تجنب الركود خلال الوقت المتبقي من العام الجاري، غير أنها اعتبرت أن "الرياح المعاكسة بسبب الأزمات الجيوسياسية الراهنة" لا تزال تلقي بظلالها على أوروبا.
وذكرت المفوضية فى تقرير لها ، استنادًا على توقعات تقرير شتاء 2023، فإن اقتصاد الاتحاد الأوروبي في 2023 سار بشكل أفضل مما كان متوقعًا في الخريف الماضي بعد مرور عام على الأزمة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا .. ويرفع التقرير توقعات النمو لهذا العام إلى 0.8% في الاتحاد الأوروبي و0.9% في منطقة اليورو ، كما يُخفض بشكل طفيف توقعات التضخم لكل من 2023 و 2024.
وأضاف التقرير أن معدل النمو السنوى لعام 2022 يعد بـ3.5% فى كل من الاتحاد الأوروبى ومنطقة اليورو، مع توقعات بنمو فى إسبانيا بنسبة 1.4٪ في عام 2023 ، وكذلك ستنمو إيطاليا (0.8٪) وفرنسا (0.6٪) وألمانيا (0.2٪)، وفى عام 2024 ، ستستمر إسبانيا في النمو أكثر من الأربعة الأولى (2٪) ، وستذهب فرنسا إلى 1.4٪ ، وألمانيا إلى 1.3٪ وإيطاليا إلى 1٪. سيكون المتوسط الأوروبي أقل من إسبانيا بنسبة 0.8٪ في عام 2023 و 1.6٪ في عام 2024.
ومن ناحية آخرى ، فإن فاتورة الدول الأوروبية وصلت فاتورة الدول الأوروبية لحماية المنازل والشركات من ارتفاع اسعار الطاقة إلى ما يقرب من 800 مليار يورو، وفقا لعدد من الباحثين الذين حثوا الدول على أن تكون أكثر انتقائية في إنفاقها لمعالجة أزمة الطاقة.
وقالت صحيفة "الاكونوميستا" الإسبانية فى تقرير لها إن دول الاتحاد الأوروبى بالفعل خصصت 681 ألف مليون يورو لتمويل أزمة الطاقة ، بينما خصصت المملكة المتحدة 103 مليار والنرويج 8 مليار يورو منذ سبتمبر 2021 ، وفقًا لتحليل مركز أبحاث بروجيل، ومقره بروكسل .
وأشار مركز الابحاث إلى أن الدول الأوروبية تستمر فى مصارعة عواقب أزمة حرب اوكرانيا وقطع معظم شحنات روسيا من الغاز إلى أوروبا.
وتصدرت ألمانيا ، قائمة الإنفاق ، حيث خصصت ما يقرب من 270 مليار يورو، واحتلت المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا المراكز التالية ، رغم أن كل منها أنفق أقل من 150مليار يورو ؛ أنفقت معظم دول الاتحاد الأوروبي الباقى، ومن حيث نصيب الفرد ، كانت لوكسمبورج والدنمارك وألمانيا هي الدول الأكثر إنفاقًا.
وأوضح التقرير إلى أن الإنفاق الذي خصصته البلدان لأزمة الطاقة هو الآن في نفس الدوري مع صندوق الانتعاش الأوروبي لفيروس كورونا، الذي تم منحه 750 ألف مليون يورو.
وما يبعث الامل لدى نفوس الاوروبيين، هو تراجع أسعار الغاز لأدنى مستواياته منذ 17 شهرا ، حيث شهدت اسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعى فى التعاملات الاوروبية تراجع ، مع تزايد الثقة فى استقرار امدادت الطاقة بالمنطقة خلال الشهور المتبقية من الشتاء.
ووصل سعر العقود الآجلة القياسية تراجع أمس الاثنين بنسبة 4.8% إلى 51.39 يورو لكل ميجاوات/ ساعة.
في الوقت نفسه خفضت السويد احتمال انقطاع الكهرباء لديها إلى "منخفض" في إشارة إلى أن الأسوأ بالنسبة لأزمة إمدادات الطاقة في أوروبات قد مر، على الأقل حتى الآن، كما تراجعت أسعار الكهرباء في أوروبا.
ويوضح التراجع الحالي في الأسعار تطورات الأحداث في أوروبا، التي كانت أسعار الغاز فيها منذ 6 أشهر أكثر من 300 يورو لكل ميجاوات/ ساعة، حيث كانت الدول تستعد لمواجهة انقطاعات الكهرباء وإمدادات الطاقة خلال فصل الشتاء.
وتراجع سعر الغاز الطبيعي الهولندي تسليم الشهر المقبل، وهو الغاز القياسي للسوق الأوروبية بنسبة 3.9% في تعاملات الساعة الواحدة ونصف من ظهر أمس الاثنين، في حين تراجعت أسعار الكهرباء مع توقع ارتفاع إنتاج طاقة الرياح في بريطانيا وفرنسا وألمانيا اعتبارا من الغد وحتى يوم الجمعة المقبل.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" إلى أن استهلاك الفواكه والخضروات شهدت اتخفاض بنسبة 10% فى أوروبا بسبب الازمة الاقتصادية التى تمر بها القارة العجوز، رغم تأكيد المسئولين أن الفواكه والخضروات لم تتضرر كثيرا من الازمة الاقتصادية ولم تشهد ارتفاع فى الاسعار ملحوظ.
