أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: "الوثائقية".. أن نروى قصتنا للحاضر والمستقبل

الثلاثاء، 21 فبراير 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بداية مبشرة وقوية للقناة الوثائقية، أحدث منتجات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى لم تتوقف عنتلبية حاجات المشاهد المصرى والعربى، خاصة تاريخ مصر قديما وحديثا، يستحق أن يروى من أطرافه، ومن خلال رؤية مهنية وتاريخية تمكن المشاهد من تكوين رؤية والتعرف على «القصة» من أصحابها. 
 
كانت بداية موفقة أن تبدأ القناة بثها بعرض وثائقى مهم عن شخصية «أدهم الشرقاوى» بزوايا وشهادات مختلفة، ومتنوعة، تصب فى النهاية لصالح المعرفة، خاصة أن الشرقاوى شخصية جدلية تستحق أن تروى من مصادرها، وزواياها المتعددة.
 
وانفرد الزميل أحمد الدرينى بحوار مع أمير حدود داعش، قدم فيه قصة سقوط الداعشى فى يد السلطات المصرية وشهادة تفصيلية تخرج للعالم لأول مرة، تكشف تفاصيل عن التنظيم الأكثر غموضا وعنفا فى تاريخ الإرهاب الحديث، رشيد أو هيثم الذى عاش فى الإمارات والتحق بكلية الطب، وتركها إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتنقل بين منتديات الإنترنت التى تدعو للجهاد وسافر إلى ليبيا بعد يناير، وكيف كانت تترابط التفاصيل بالداخل والعالم الافتراضى، وعلاقاتهم بالدعاة الذين تصدروا الصورة، وأعادوا تشكيل وعى عشرات مثل أمير الحدود. 
 
ومن الشرقاوى وأمير حدود داعش إلى وثائقيات تتعلق بالفن ونجومه والرياضة، والمواضيع الاجتماعية والشخصيات الأدبية والعامة التى تمثل علامات وتلبى مطالب وأمزجة المشاهد بتنوعاته، فضلًا عن كونها ترسم قصصًا لحكايات جدلية أو علامات فى تاريخ القوة الناعمة المصرية والعربية، الوثائقية تقدم فيلمًا عن فيلم «فرقة رضا»، وتجربة إنشائها على يد الفنان محمود رضا، والمحطات الأبرز فى رحلة إنشاء الفرقة، وكواليس مشاركة الفرقة فى إنتاج عدد من الأفلام التى تعد من عيون السينما المصرية والعربية وكلاسيكياتها.
 
أيضًا أعمال عن السير الذاتية، مثل عبقرى المسرح الكبير نجيب الريحانى، وتجربته الفنية والإنسانية وفلسفته، وتجاربه المضحكة المبكية مع الحياة، والثروات التى أتلفها، وأسرار المسرح الكوميدى، والسينما، وتعرض القناة فيلمًا وثائقيًا عن الكاتب الكبير «صالح مرسى»، وحقيقة لقب «رائد أدب الجاسوسية» والقصص التى سطرها من وقائع حدثت بالفعل من ملفات المخابرات العامة المصرية وأشهرها جمعة الشوان ورأفت الهجان والحفار وغيرها، بجانب أعمال توثق حياة عباقرة مثل يوسف إدريس.
 
«الوثائقية» تقدم جرعة تاريخية وفنية وثقافية وسياسية ووطنية، وأفلاما عن الطبيعة وأفلاما حاصلة على جوائز، وأعمالا عالمية تم الحصول على حق بثها تتعلق بأعمال البرارى والطبيعة وغيرها.
 
على مدار سنوات كانت هناك مطالب بوجود أعمال وثائقية يمكنها توثيق الأحداث وحياة الأشخاص المؤثرين، خاصة أن العقود الماضية شهدت إنتاج مواد وثائقية من منصات وجهات، أنتجت وعرضت وثائقيات تتعلق بتأريخ لسياسيين وزعماء وأحداث فى مصر، بشكل ناقص أو بناء على شهادات مشوهة، وهذه المواد متاحة على مجال واسع على مواقع التواصل أو فى قنوات يوتيوب، تقدم التاريخ من زاوية واحدة أو تسعى لتسويق وجهة نظر مسبقة تقلل من دور أشخاص لصالح أشخاص آخرين وتيارات، وهى أعمال مقدمة بحرفية وإخفاء وتصعيد شهادات، ربما تمر على الشخص العادى، خاصة أن الذاكرة البصرية مهمة فى ظل انتشار منصات وأفراد يقدمون التاريخ بسطحية وأحيانًا بجهل.
 
ونحن بالفعل نحتاج إلى سنوات لجمع وتوثيق الأحداث الاجتماعية والسياسية والفنية، ولدينا فى كل حدث آلاف التفاصيل، الشعب المصرى بعاداته وتقاليده وطريقة حياته، كانت مصادر جذب للأجانب وغيرهم، وآن الأوان لنحكى قصتنا، ولدينا مواهب كبيرة، والشركة المتحدة بما تقدمه من برامج تفتح الطريق للمواهب وأفكار وأحداث ورموز وفنانين وكتاب ومثقفين وعلماء وأطباء ومهندسين يستحقون أن نروى قصصهم للحاضر والمستقبل، فى زمن يشهد قفزات تقنية، ومنصات نشر تتطلب شراكة ومواد للذاكرة البصرية والسمعية والمكتوبة، وهو ما تمثل الوثائقية خطوة مهمة نحو تحقيقه.
 
p
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة