ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزالين الجديدين فى تركيا وسوريا، اليوم، إلى 8 قتلى، بعد أسبوعين من وقوع زلزالين مدمرين أسفرا عن مقتل قرابة 45 ألف شخص.
وذكرت هيئة إدارة الكوارث التركية، اليوم الثلاثاء، أن 6 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 294 آخرون، بينهم 18 فى حالة حرجة، فيما أوردت وسائل إعلام سورية أن امرأة وفتاة توفيتا نتيجة الذعر جراء الزلزال الذى ضرب محافظتى حماة وطرطوس، فيما أصيب اكثر من 150 من السكان.
ويبدو أن موجة الزلازل المرعبة لن تنتهى فى المستقبل القريب، فقد قال الخبير الجيولوجى المصرى أحمد الملاعبة "إننا سنواجه عاصفة جديدة من الزلازل"، مشيرا إلى أن الزلزالين الجديدين اللذين وقعا فى هاتاى مستقلان عن نظيرهما الأول الذى وقع فى 6 فبراير الجارى، وليسا هزات ارتدادية.
ومن جانبه، قال لوتفو سافاش عمدة هاتاى، إن عددا من المبانى انهار فى الزلزالين الجديدين، مما أدى إلى محاصرة أشخاص بداخلها.
وأضاف: أن المحاصرين ربما يكونون أشخاصا عادوا إلى منازلهم، أو كانوا يحاولون نقل أثاث من منازل متضررة.
فيما أُصيب 150 شخصًا على الأقلّ بجروح فى محافظة حلب فى شمال غرب سوريا.
وجرى الإبلاغ عن إصابات بين المدنيين من جراء سقوط حجارة عليهم أو القفز من الأبنية المرتفعة أو التدافع، وآخرين بحالات إغماء.
ووفقا لموقع "العربية.نت"، أثار الزلزالين، مساء أمس الاثنين، حالة من الرعب والهلع بين عدد من الأطفال فى مستشفى سورى قرب الحدود التركية.
فقد رصد مقطع فيديو ردة فعل عدد من الصغار فى مستشفى "حارم العام" - شمال غربى سوريا- وهم يصرخون ويبكون خوفًا لحظة وقوع الزلزال.
ونشرت مجموعة تطوعية، اليوم الثلاثاء، الفيديو وكتبت "من مشفى حارم العام اليوم ونحن عم نوزع هدايا الأطفال، صار الزلزال هالأطفال منهم فقدوا أهلهم بالزلزال الأول، قلبهم ما عم يتحمل صدمات جديدة".
وفى سوريا أيضا، أشارت تقارير إلى انهيار عدد من المبانى بعد الزلزال وانقطاع خدمات الكهرباء والإنترنت فى عدد من المناطق.
وقال تقرير لموقع "تى آر تي" التركى، إن قرية ديميركوبرو فى ولاية هاتاى والتى كان ألف شخص يقطنها، قد انقسمت لنصفين بفعل الزلزال المدمر.
ونقل الموقع التركى عن أحد سكان القرية واسمه ماهر كاراتاس، قوله أن البيوت غرقت فى الأرض بمعدل 4 أمتار، مضيفا: "كانت الأرض حرفيا ترتفع وتنخفض".
وأكد سكان القرية أن الزلزال تسبب باندفاع كميات من المياه من تحت الأرض التى انخسفت 30 مترا فى مواقع عديدة.
وأضاف: "اتجه السكان لمكان التجمع الذى حددته السلطات سابقا لمثل هذه الكوارث، إلا أن المكان لم ينجو أيضا من الزلزال، وقلت فى نفسى، انتهى الأمر، لقد هلكنا".
إلى ذلك، أشار مراسل العربية/الحدث إلى أن معظم السكان غادروا هطاى وسط مخاوف شديدة من تكرار الزلازل، فى حين أفادت السلطات البلدية إلى تلقيها عدة تقارير عن وجود أشخاص عالقين تحت الأنقاض بعد الزلزال الأخير، مؤكدة أن العمل جار من قبل فرق الإنقاذ من أجل الوصول إليهم.
وعادت فرق الإنقاذ للعمل بعد يوم واحد من إعلان السلطات التركية وقف جهود البحث والإنقاذ
واستأنفت فرق الإنقاذ عملها بحثا عن ناجين عالقين تحت أنقاض المبانى فى تركيا بعد أن ضرب زلزالان جديدان تركيا، مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
وكان نائب الرئيس التركى فؤاد أوقطاى قال أن 20 هزة ارتدادية أعقبت الزلزالين الجديدين بمنطقة "دفنة" وقضاء "صمانداغ" فى ولاية هاتاى التركية، مساء أمس الإثنين، ولفت إلى أن المستشفيات استقبلت ثمانية جرحى عقب الزلزالين الجديدين فى هاتاى بقوة 6.4 و5.8 درجات على مقياس ريختر.
وجدد المسؤول التركى تحذيره من دخول المبانى فى مناطق الزلزال، وبخاصة تلك المتضررة من الزلزال الأول، وأكد أن الزلزالين الجديدين اللذين وقعا فى هاتاى مستقلان عن نظيرهما الأول الذى وقع فى السادس من فبراير (شباط) الجارى، وليسا هزات ارتدادية.
وحددت الهيئة العامة التركية لإدارة الكوارث "آفاد" مركز الزلزال الأول فى بلدة دفنة، لافتة إلى أنه سجل فى الساعة 20:04 (17:04 ت غ). وهذا الزلزال أعقبه بعد ثلاث دقائق زلزال آخر بقوة 5.8 درجة ضرب مدينة السويدية الساحلية الواقعة جنوب أنطاكية، وفق "آفاد" التى حذرت من "ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار يصل إلى 50 سنتيمترًا".
ومن جانبه، أوضح المتخصص فى الجيوفيزياء أوفغون أحمد إركان أن ما سجل هو "هزات ارتدادية على طول الفالق" الأناضولى، نافيًا وقوع "زلزالين مستقلين" جديدين.
وتم إخلاء المستشفى الحكومى فى مدينة الإسكندرونة ومستشفى مصطفى كمال الجامعى فى أنطاكية احترازيًا، وفق وكالة "دمير أوران" للأنباء، كما تم نقل مرضى أقسام العناية المشددة إلى مستشفى آخر، وكذلك تم إخلاء مركز "آفاد".
وكان المركز قد نبه إلى خطر ارتفاع مستوى البحر، لكن التحذير ألغى لاحقًا. وفى وسط أنطاكية، روى الشاب السورى على مظلوم البالغ 18 سنة فى تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية لحظات الرعب.
وقال، "كنا مع (آفاد) التى تبحث عن جثث أقربائنا عندما فاجأنا الزلزال"، مضيفًا أن المرء "لا يدرى ما العمل" فى هذه الحال. وتابع، "تشبث بعضنا ببعض، وبدأت الجدران تنهار أمامنا. وبدا لنا أن الأرض تنشق لابتلاعنا".
وبدوره، قال محمد إرماك الموظف فى مكتب لكتاب العدل، والبالغ 34 سنة، أن "الطريق كانت تهتز كالموج والسيارات تترامى يمينًا ويسارًا. اهتز المبنى ذهابًا وإيابًا".
وتابع الرجل الذى ينام ليلًا فى سيارته منذ أسبوعين بسبب الزلزال، "هاتاى لم تعد مكانًا آمنًا، أنتظر بزوغ الفجر، لكنى لا أعرف ماذا سأفعل".
وفى أنطاكية كان فريق إنقاذ لا يزال يعمل قرابة منتصف الليل مستعينًا بالأضواء الكاشفة، على إغاثة سكان أتوا على ما يبدو لاستعادة بعض الأغراض من منازلهم حين وقع الزلزال.
وكانت السلطات التركية، أعلنت الأحد، انتهاء عمليات البحث عن ناجين من الزلزالين، فى كل المناطق باستثناء محافظتين كهرمان مرعش وهاتاى فى قرابة 40 مبنى.
وشاركت عناصر الإنقاذ من عدة دول فى عمليات البحث، التى انطلقت يوم الإثنين 6 فبراير، وأسفرت عن العثور على مئات الناجين تحت الأنقاض.
وارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 40 ألف قتيل فى تركيا فقط، بينما لا يزال عشرات آلاف المصابين يخضعون للعلاج.
وتضرر نحو 105794 مبنى فى تركيا، وبلغ عدد الهزات الارتدادية الناجمة عن الزلزالين 6040 هزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة