يحتفل الأشقاء في دولة الكويت اليوم بالعيد الوطني الـ62، وهو ذكرى استقلالها وجلوس الأمير عبد الله السالم الصباح كأميرا لدولة الكويت. و26 فبراير هو أيضا التاريخ الذى يوافق أيضًا العيد الثانى والثلاثين لتحرير الدولة في عام 92. لذلك تحتفل الكويت بذكرى الاستقلال والتحرير معا تحت شعار " عز وفخر"
والكويت ومنذ استقلالها عام 1961 وقد صارت عضو فاعل في النظام الإقليمي العربي ولم تتخل يوما عن دعم القضايا العربية واتخذت دوما موقف المؤيد والداعم والمناصر لأشقاءها العرب الكبير والصغير وفي مقدمة تلك القضايا القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية. وقدمت الكويت الغالي والنفيس من أجل أمتها العربية.
لم تنسى الكويت مواقف الأشقاء العرب من دعم استقلالها في عام 61 والوقوف الى جانب تحريرها في عام 91. مصر ومنذ عهد حكم الرئيس جمال عبد الناصر وحتى الآن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ربطتها- ومازالت- بالكويت علاقات مميزة للغاية وذات خصوصية سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية مهما مرت السنوات وتغيرت الأوضاع وحاولت بعض الأقلام أو أفراد من تيارات ذات توجهات سياسية و دينية كارهه للعروبة وللعلاقات العربية العربية، وخاصة العلاقات التاريخية مع مصر من النيل من متانة وقوة هذه العلاقة التي تربط بين البلدين الشقيقين والمعمدة والممزوجة بالدم في معارك الشرف والتحرير.
فما بين مصر والكويت من وشائج وعلاقات ومواقف لا يمكن لأفكار شاذة أو فئة ضالة أن تؤثر فيها أو تهزها لأنها راسخة فوق الأرض ويصونها التاريخ والمواقف العروبية الشريفة.
ومن باب الذكرى التي تنفع وتفيق الغافلين فمن الواجب أن نذكر المواقف التاريخية بين البلدين الشقيقين لنعرف طبيعة هذه العلاقات الصلبة والراسخة بجذورها في الارض
فمنذ اللحظات الأولى لميلاد الدولة، عارضت دولة الكويت العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 واهتمت القيادة الكويتية بدفع تبرعات إلى القيادة المصرية. وفي 8 سبتمبر 1958، افتتح الرئيس جمال عبد الناصر مبنى بيت الكويت في القاهرة والمخصص للطلبة الكويتيين الدارسين وحضر الافتتاح رئيس دائرة المعارف الشيخ عبد الله الجابر الصباح والشيخ سعد العبد الله السالم الصباح إضافة إلى أكثر من 1500 شخصية من الكويتيين والمسئولين المصريين.
وحين استقلت الكويت، في عام 1961، أرسل الرئيس جمال عبد الناصر برقية إلى أمير دولة الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح، قال فيها "في هذا اليوم الأغر الذي انبثق فيه فجر جديد في تاريخ الوطن العربي باستقلال الكويت وسيادتها ليسرني أن أبادر بالإعلان عن ابتهاج شعب الجمهورية العربية المتحدة وعظيم اغتباطهم بهذا الحدث التاريخي المجيد الذي اعتزت به نفوس العرب جميعا".
عارضت مصر بقوة حينها تهديدات الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم لضم الكويت، وأصدر الرئيس جمال عبد الناصر بيانًا قال فيه «إن الوحدة لا تتم إلا بالإرادة الشعبية في كل من البلدين وبناء على طلبهما معًا» وقال كلمته الشهيرة "مصر ترفض منطق الضمّ"، وأيدت مصر في جامعة الدول العربية استدعاء الكويت حينها لقوات بريطانية بل وشاركت في القوات العربية التي تجمعت وقتها للدفاع عن الكويت وهو الموقف الذي قدرته دولة الكويت وجاء عرفانها وتقديرها لمصر سريعا بمشاركتها في حرب 67.
ويلتقي الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت وقتها، الرئيس جمال عبد الناصر خلال العدوان الإسرائيلي على مصر عام ٦٧ وأكد له أن الكويت تدعّم مصر بالكامل في هذه الأزمة، وساهمت الكويت في حرب ٦٧ بمبلغ ٥٥ مليون دينار كويتي في إطار مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الخرطوم في أغسطس عام ١٩٦٧.
ومن منطلق الأخوة والعروبة والمساندة والدعم ترسل الكويت في حرب أكتوبر ١٩٧٣، حيث لواء اليرموك الكويتي للقتال الى جانب القوات المصرية، وكان لواء اليرموك يمثل وقتها ثلث الجيش الكويتي، بمعنى أن الكويت أرسلت ثلث جيشها النظامي وقتها إلى مصر لدعمها في حربها ضد العدو الإسرائيلي، كما أرسلت ثلثي تسليح الجيش الكويتي إلى مصر، واستمر لواء اليرموك في أداء مهامه القتالية، واستمرت الكويت في حظر النفط عن إسرائيل، وخفّضت تصديره إلى بعض الدول الأخرى الداعمة لها، وكان موقع لواء اليرموك وقتها هو منطقة فايد، وهى المنطقة التي شهدت أكبر المعارك بداية من ١٦ أكتوبر عام ١٩٧٣ وخاضت هذه القوات معركة الدفرسوار واستشهد منها في تلك المعركة وفى معركة فايد حوالى ٤٠ عسكريًا كويتيًا، كما شارك سرب طائرات كويتي في الضربة الجوية في بداية حرب ٧٣.
وقام الرئيس السادات بزيارة الكويت مرتين، الأولى في 9 مارس 1972، لإجراء مباحثات حول عدد من القضايا العربية العالقة مع صباح السالم الصباح أمير الكويت. والثانية في 14 مايو 1975، لحضور مؤتمر الكويت واستمرت الزيارة لمدة 3 أيام أجرى خلالها مباحثات مع أمير دولة الكويت صباح السالم الصباح، وعدد من كبار المسئولين هناك وعدد من أبناء مصر في الكويت.
وكان موقف مصر الحاسم من الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990 والداعم لتحريرها آثرا كبيرا في جلاء الغزو وعودة الأشقاء الى ديارهم الحبيبة
وفي ثورة 30 يونيو 2013 وقفت الكويت وأيدت إرادة الشعب المصري في التخلص من حكم الاخوان ودعم مصر سياسيا في المحافل الدولية واقتصاديا بتدفق المساعدات المالية. وحرصت الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على التأكيد دائما وفي كل مناسبة على دعم استقرار الكويت الشقيقة وعلى العلاقات التاريخية بين الجانبين وتجلى ذلك في مظاهر سياسية واقتصادي عديدة منذ 2014 وحتى الآن
أما اقتصاديا فحسب البيانات الأخيرة فالكويت الشقيقة تأتي في المرتبة الثالثة عربيا بعد السعودية والامارات من حيث حجم الاستثمار في مصر بحوالي 15 مليار دولار والخامسة عالميا
ولا ننسى ما قدمه الصندوق الكويتي للتنمية إلى مصر حتى العام الماضي ما يفوق الـ1.1 مليار دينار كويتي، كما قدم الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، الذي تساهم الكويت فيه بنسبة %26، ما يزيد على 1.5 مليار دينار كويتي، وذلك كله. وبلغ عدد المشروعات الممولة من قبل الصندوق الكويتي نحو 48 مشروعا فى مختلف القطاعات التنموية والحيوية فى مصر.
مصر في قلب كل كويتي والكويت في قلوب المصريين جميعا مهما حاول الكارهين والعابثين. فمصر دائما ما ترحب بمودة وحب بكل ما هو عربي شقيق، وترحب بضخ الاستثمارات العربية في أراضي الشقيقة الكبرى والتي تمثل العمق العربي والقوة الداعمة والسند للعرب، فالمال العربي أولى به الشعوب العربية والأرض العربية. كل عام والاشقاء في الكويت في خير وسلام واستقرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة