نظل مخدوعين لفترات طويلة وربما لسنوات في أشخاص نعتقد أنهم يكنون لنا ولو بعض الحب أو بعض المشاعر الإنسانية التي يرغب كل شخص في إحساسها والشعور بها من الطرف الآخر "صديق أو حبيب.."، وبدأت بالصديق عن الحبيب لأن ليس جميعنا نمتلك أحبابًا ولكننا بالتأكيد نمتلك أصدقاء، تسير غالبية العلاقات الإنسانية في مسارات متشابهة وتقليدية لحين المرور على بعض المحطات الفارقة للتأكد من مدى متانة وصلابة تلك العلاقات.
عندما نتحدث عن المحطات الفارقة التي يجب المرور عليها، يأتي في الأولوية الأزمات التي بالتأكيد تكشف لنا بعضًا من حقيقة تلك المشاعر، فحين يقع شخص ما في أزمة يلتفت بجواره ليري صديقه أو حبيبه! وعند التأكد من وجوده بالفعل يمر بعدها بتطور جديد في العلاقة وعند غيابه تقل تلك المكانة وهكذا!
مثلما يتطور أي شيء تستطيع تلك العلاقات الإنسانية التي يكمن فيها "الحب" أن تتطور وتتخفي في هيئات مختلفة لخداع الطرف الآخر وهو ما يظهر في غالبية العلاقات في الوقت الحالي، وهو أن يبذل الأطراف مجهودا كبيرا وجبارا لعدم إبراز حقيقة ما يكنون لبعضهم وبالرغم من مرورهم بالكثير من الاختبارات التي يخوضونها وينجحون في المرور منها ولكن تظل المحطة الفارقة هي الاختبار الحقيقي لصلابة تلك العلاقات، ويمكن أن تتلخص تلك المحطات في موقفين "الهزار – الغضب"، موقفان لا يستطيع فيها الأطراف صاحبة النفوس غير السوية كتمان حقيقتهم فيها، ويساعدهم عدة عوامل في حمايتهم أهمها "التبرير"، بعد أن تظهر الحقيقة في أحد تلك المواقف يسارع أحد الأطراف في التبرير بفرض الهزار أو بالضغط الذى تعرض له ما أدى إلى الكشف عن جوانب سيئة في حالة "الغضب".
تعد تلك لقطة كاشفة للكثير من العلاقات الإنسانية، وتترجم حقيقة الأشخاص وما يكنون للآخرين في الجوانب المظلمة، تتوقف آلة الزمن بعد تلك المواقف ويدور في الأذهان بعض الأسئلة التي يجب الإجابة عنها وهي، "هل يجب محاسبة الشخص تحت تأثير الضغط؟ هل الآراء التي تظهر في مواقف الهزار والغضب تلك حقيقية أو يمكن نسيانها؟.. بالتأكيد مدى الحب والتعلق بالشخص الآخر هما الكفة الرابحة في تلك الإجابات، وتتعلق الإجابة بمدى الحب والترابط، ولكن ثبتت المواقف أنه في حالة المسامحة أو عدم الغفران لن تعود تلك العلاقات الإنسانية كسابق عهدها وتشهد تصدعات شديدة في جدرانها، نسامح ونغفر ونتعامل ونحاول نتأقلم ولكن تبقي في داخلنا تلك المواقف، نبعد ونتخطى تلك العلاقة السامة وتبقي بداخلنا تلك المواقف..
ففي النهاية.. أري أن تلك العلاقات تصنف من نوعية أن الكل خاسر، وأتمنى ألا يخوضها أي شخص سوى مرة واحدة فقط للحصول على مناعة التعامل معها فيما بعد، والتأكد من أن ما أضمرَ أَحدٌ شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه، وصفحاتِ وجهه، كما قال الإمام على بن أبى طالب....
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة