صدر حديثًا عن سلسلة الذخائر بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، كتاب "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعرّي، ومعها نص محقق من رسالة ابن القارح، تحقيق وشرح الدكتورة عائشة عبد الرحمن، ضمن إصدارات الهيئة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54 المنعقدة حاليًا بمركز مصر للمعارض الدولية.
ولـ "رسالة الغفران" مكانة خاصة في الأدب العربي والعالمي، وتعد أشهر وأهم ما كتب أبو العلاء المعرّي، وشغلت كثيرًا من الباحثين والدارسين في محاولة للكشف عن المغزى الحقيقي لها، هذه التحفة النثرية التي كتبها ردًّا على رسالة صديقه ابن القارح ويطوف به في رحلة خيالية إلى العالم الآخر واصفًا منزلته هناك، ومحاورًا خلالها كثيرًا من الأدباء والشعراء، وقد وظف "المعرّي" لغته السردية ليضمنها أفكاره وآراءه وفلسفته الخاصة في كثير من القضايا في اللغة والشعر والموسيقى وغيرها.
ومن المعروف تأثر الشاعر الإيطالي دانتى أليجيرى برسالة الغفران والغالب على الظن أنها وصلت إليه عبر كتب الأندلس، حيث يقول عبد الرحمن بدوى فى كتاب دور العرب فى تكوين الفكر الأوروبى: "إذا أردنا تلخيص الموقف قلت إن مسألة المصادر الإسلامية للكوميديا الإلهية تتعلق خصوصا بكتاب المعراج وبالمجموعة الطليطلية، وبسائر الأخبار الأوروبية عن الأخرويات الإسلامية، أي أن المسألة تتعلق بكتب عربية غير علمية دخلت في الثروة الثّقافيّة لأوروبا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر عن طريق إسبانيا"
وقد رأى جلال مظهر فى كتابه "مآثر العرب على الحضارة الأوروبية" ومحمد غنيمى هلال فى كتابه "الأدب المقارن" نفس ما رآه المستشرق الأسبانى بلاثيوس من تأثر دانتى بالمصادر العربية الإسلامية، وفى ذلك يقول محمد غنيمى هلال: "تأثر دانتى فى الكوميديا الإلهية بمصادر عربية"
سالة الغفران