قال الكاتب الصحفي، عادل حمودة، إن الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس ولد في الأول من يناير عام 1919، في عام الثورة الليبرالية التي قادها سعد زغلول وجاءت بالدستور والأحزاب والمسرح، والمصانع، والسينما، والحريات السياسية والصحفية.
وأضاف خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة» على شاشة «القاهرة الإخبارية»: «لكن عندما جاء إحسان عبد القدوس كان والديه قد انفصلا. الأم هي فاطمة اليوسف نجمة المسرح التي اعتزلت التمثيل لتصبح صحفية في مجلة تحمل اسمها الفني "روز اليوسف"، والأب هو المهندس محمد عبد القدوس. ناظر مدرسة القصر الصناعية الذي ترك الوظيفة الحكومية ليتفرغ للتمثيل، وكتابة المسرحيات، والشعر، والزجل».
وتابع: «انفصلا لاختلاف نزعاتهما الفنية حسب تفسير إحسان عبد القدوس نفسه الذي يضيف: "أخذني والدي منذ ولدت وتركني لأبيه وجدي الشيخ أحمد رضوان خريج الأزهر وأحد رجال القضاء الشرعي»
واستطرد: «كان الشيخ أحمد رضوان متحفظا إلى حد التزمت ورغم ذلك كان متميزا بتقدير الفن وعرف بيته كثير من كبار المطربين والفنانين، وكان الجد أيضا مشاركا في الحياة السياسية. وعهد إليه قادة الحركة الوطنية -من مصطفي كامل إلى سعد زغلول- الإشراف على شئونهم إذا ما اخرجهم الاحتلال الإنجليزي من مصر.
يضيف إحسان عبد القدوس: في بيت الجد كانت الأم التي ترعاني عمتي نعمات رضوان وإن لم يحرموا أمي مني رغم عدم رضاهم عنها لأنها امرأة متحررة تعمل بالتمثيل على المسرح.
وأوضح حمودة: «بين تزمت عمته وتحرر والدته عاش إحسان عبد القدوس في عالمين متناقضين، وسمعت من ابنه أحمد عبدالقدوس أن والده وهو طفل تنقل بين مجلس جده حيث علماء الأزهر ومجلس والدته حيث صالون الشعر، والفن، والأدب، والسياسة. هذا الانتقال أصاب إحسان عبد القدوس بالدوار الذهني في البداية حتى اعتاد عليه تدريجيا واستطاع أن يعد نفسه لتقبله كأمر واقع في حياته... لا مفر منه».