يدخل الحظر الشامل على استيراد المنتجات النفطية الروسية إلى أوروبا، الأحد المقبل حيز التنفيذ، حيث تعتبر واحدة أخرى من قائمة العقوبات الواسعة ضد الكرملين بسبب الحرب الأوكرانية، والذى، وفقًا للخبراء، سيكون له آثار جانبية قصيرة المدى عندما يتعلق الأمر بالتزود بالوقود، وأهمها أنه سيؤدى إلى ارتفاع عالمى في أسعار الوقود، خلال الأشهر المقبلة.
ومن المقرر أن يشمل الحظر الأوروبي "عصب الاقتصاد العالمي"، وهو الديزل، والذي لا تزال أوروبا تعتمد على وارداته من روسيا بشكل قوي، حيث وفقا للبيانات فإن أوروبا استوردت حوالى 220 مليون برميل من الديزل الروسى خلال العام الماضى بمعدل 700 الف برميل يوميا، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
ويرى الخبراء أن هذا القرار سيؤدى إلى ارتفاع واضح في أسعار الوقود عالميا، وأكد ماسيمو سيرميلي، الأستاذ في كلية ديوستو للأعمال، أنه في الأشهر المقبلة سيكون هناك قيود على الإمداد سيصاحبها قطع إمدادات الديزل من قبل روسيا، ويؤكد أن هذا القرار سيزيد من سعر الديزل.
كما قال إينيس كاردينال، مدير الاتصالات والشؤون القانونية بالرابطة الإسبانية لمشغلي المنتجات البترولية، إن الحظر الأوروبى للديزل الروسى سيؤثر على جميع القطاعات ، لأن أوروبا تعتمد إلى حد كبير على روسيا في إمدادها بالديزل ، ورغم العقوبات فإن أكثر من 44% من واردات هذا الوقود عام 2022 جاءت من روسيا.
ولكن من ناحية آخرى فإن أوروبا ستواجه مشكلة خطيرة وهى الخاصة بالاعتماد القوى على الديزل الروسى ، ولذلك فقد يتعين على أوروبا أن تنظر إلى أسواق أخرى مثل الولايات المتحدة أو الشرق الأوسط أو الهند.
وأشار الخبراء إلى أن عدم اليقين بشأن سوق متقلبة مثل سوق الوقود قد بدأ بالفعل في الظهور في أسعار الوقود، وارتفعت أسعار البنزين والديزل بنسبة 20٪ و 16.7٪ على التوالي في يناير ، وأصبحت أغلى بنسبة 1.5٪ و 1٪ في الأسبوع الماضي.
وبلغ متوسط سعر لتر البنزين 95 ، 1.66 يورو في المتوسط الأسبوع الماضي بينما بلغ سعر الديزل 1.7 يورو. ومع ذلك ، لا يزال كلا النوعين من الوقود بعيدين عن أعلى مستوياتهما على الإطلاق في يونيو 2022 (1.94 و 1.9 يورو للتر على التوالي).عميل
قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "لقد فقدت روسيا إلى حد بعيد أهم عميل لها.. لكن الواقع يقول إن تنفيذ هذا قد يكون أكثر صعوبة".
ووصفت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية الديزل بأنه "عمود فقرى لاقتصاد أوروبا، حيث يعتبر بالغ الأهمية لاقتصاد أوروبا، فهو لا يقتصر على توفير الطاقة للشاحنات التي تنقل البضائع فحسب، بل يعمل أيضا على تشغيل أكثر من 40% من السيارات في الاتحاد الأوروبي.
قال ديفيد فايف كبير الاقتصاديين في Argus Media، وهي شركة أبحاث للسلع الأساسية: "يُنظر إلى نقطة الضعف إلى حد كبير على أنها وقود الديزل الذي لن يقوى الاتحاد الأوروبي على مواجهته طويلا".
وقال الرئيس السابق لأسواق الطاقة في وكالة الطاقة الدولية، نيل أتكينسون، إن أوروبا، والتي تمتلك مخزونات وافرة في الفترة الأخيرة، بات عليها ان تتنافس في الأسواق العالمية، وخاصة على مستوى تصدير المنتجات من الشرق الأوسط، والصين والهند.
كما حذرت وكالة بلومبرج، من صعوبة استبدال المنتجات الروسية من نوع الديزل التي تعمل على تشغيل السيارات والشاحنات والآلات الزراعية والسفن ومعدات التصنيع والبناء، إذا لم يتمكن المشترون الأوروبيون من العثور على امدادات بديلة، فإن العقوبات ستزيد من التكلفة على الصناعة المعتمدة على الديزل مثل الصناعات الغذائية، والزراعية، والنقل البري، وتجعل من الصعب على الحكومات كبح التضخم.