في موقف مُقدر، تم اتخاذ قرار بعدم إقامة النسخة الخامسة لمنتدى شباب العالم بشكلها المعهود، وتوجيه العوائد وحقوق الرعاية التي كانت مخصصة للتنظيم فى تنفيذ حزمة مبادرات ومشروعات وبرامج تنموية، وأهمية هذا القرار في اعتقادى أنه تم مراعاة الأبعاد والظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم الآن في ظل ما يحدث من إضرابات سياسية واقتصادية بالغة الخطورة جراء ما حدث ويحدث بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وحالة التشاحن الدولى الكبير بين القوى العظمى، والتي كان وما زال لهذه الأحداث تداعيات خطيرة على الأمن الغذائى وتوقف سلاسل الإمداد، وموجة من التضخم كبيرة تجتاح دول العالم وتخلق حالة من الاضطرابات والمعاناة للحكومات وللاقتصادات العالمية خاصة الدول النامية.
والأهم أن ما تم ليس إلغاءً كما يتصور البعض، إنما سيتم العمل على تنفيذ ما تم الوصول إليه والاتفاق عليه من مبادرات ومشروعات خلال النسخ الأربعة الماضية لمنتدى شباب العالم ما يؤكد أن هذه النسخة الخامسة نسخة للتنفيذ لدعم مسيرة البناء والتنمية بما يخدم صالح المواطن المصرى وتوفير حياة كريمة للمواطنين كافة، خاصة أنها تأتى استكمالًا لسلسلة من النجاحات المحققة على مدار أربع نسخات، أثبت فيها منتدى شباب العالم أهميته كمنصة تجمع الشباب من حول العالم لمناقشة كافة القضايا التي تشغلهم، وخلق مساحة مشتركة لتبادل الثقافات والخبرات في إطار فريد تعد أهم ركائزه هي السلام والإبداع والتنمية.
وأعتقد أن ما يساهم في نجاح هذه النسخة بإذن الله تعالى بأن تكون نسخة للتنفيذ بامتياز، هو أنه عام 2022 كان عاماً للمجتمع المدني، وتم تكليف إدارة المنتدى والجهات والمؤسسات المعنية بالدولة بإنشاء منصة حوار فاعلة بين الدولة وشبابها ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية، ونتج عن ذلك تدشين "التحالف الوطني للعمل الأهلي"، والذى يُعد ركناً مهماً في عملية التنمية بالدولة، وداعماً لمنظومة شبكات الحماية الاجتماعية.
لذا، فإن بوادر الأمل كبيرة وبشائر الخير كثيرة، لأن ما تم إطلاقه من أفكار وأطروحات خلال 2022 يُسهل تفعيل المبادرات التي من المفترض العمل عليها، وأن تكون هذه النسخة نسخة للتنفيذ على أرض الواقع للارتقاء بحياة الناس وخلق حياة كريمة في المجتمعات..
