استيقظ سكان دمشق وأنقرة، صباح اليوم الإثنين، على كارثة وصفت بالأسوأ منذ عام 1999، البداية كانت في تركيا حيث ضربها زلزال قوي، وقدّر المعهد الأمريكي لرصد الزلازل قوته بـ7.7 درجة على مقياس ريختر، فيما أشار المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض إلى أن عمقه بلغ 10 كيلومترات.
وفى أول تعليق من مصر أعربت فى بيان صادر عن وزارة الخارجية صباح الإثنين، عن خالص تعازيها وتضامنها مع كل من تركيا وسوريا فى ضحايا الزلزال المدمر الذي أصابهما وعدد من دول منطقة شرق المتوسط، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
كما تقدمت مصر بخالص التعازي لأسر الضحايا والشعبين التركى والسورى الشقيقين فى هذا المصاب الأليم، مؤكدةً استعدادها لتقديم المساعدة لمواجهة آثار تلك الكارثة المروعة.
من جانبه أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن خالص تعازيه في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين.
وأفادت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية بأن قوة الزلزال بلغت 7.4 قرب مدينة كهرمان ماراس جنوبي تركيا، الواقعة على بعد 33 كيلومتراً من مدينة غازي عنتاب، وهي مدينة رئيسية وعاصمة إقليمية بجنوب تركيا.
تضرر مدن وقرى في شمال #سوريا جراء #الزلزال الذي ضرب ولاية #قهرمان_مرعش جنوب #تركيا pic.twitter.com/okfbWD0ZX5
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) February 6, 2023
وأكدت الإدارة، أن 32 هزة ارتدادية وقعت عقب الزلزال أكبرها 6.6 درجة على مقياس ريختر، ونشب حريق كبير في منطقة كهرمان مرعش، وانقطع التيار الكهرباء في ولاية غازي عنتاب و بعض ولايات جنوب تركيا جراء الزلزال.
وأعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي تسجيل ما لا يقل عن 18 هزة ارتدادية بلغت قوتها أكثر من أربع درجات على مقياس ريختر بعد الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا.
وأوضحت الهيئة - حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية - أن أقوى هزة ارتدادية تم تسجيلها حتى الآن ضربت بعد 11 دقيقة فقط من الزلزال العنيف، وبلغت قوتها 6.7 درجة على مقياس ريختر.
ويرجح الخبراء أن تستمر الهزات الارتدادية القوية خلال الأيام القادمة بعد الزلزال العنيف الذي بلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر، وأسفر عن مصرع 76 شخصا وإصابة 440 آخرين في تركيا، إلى جانب مصرع 111 شخصا وإصابة 516 آخرين في سوريا، وتسبب في تدمير العديد من المباني.
ومن جانبه، قال وزير الداخلية التركية، سليمان صويلو، إن عملية الإنقاذ دائرة في المنطقة التي ضربها الزلزال جنوبي البلاد التي تتعرض لهزات ارتدادية، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية، وذلك لانتشال الضحايا.
وأضاف صويلو: رفعنا حالة الإنذار إلى المستوى الرابع وهو يشمل المساعدة الدولية، و الأولوية حاليا الوصول للمحاصرين تحت الأنقاض من جراء الزلزال".
كما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن كافة الوحدات المعنية في حالة تأهب بقيادة دائرة الكوارث والطوارئ التركية، عقب الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد.
وقال أردوغان في تغريدة على تويتر إنه "تم إرسال فرق البحث والإنقاذ على وجه السرعة إلى المناطق المتضررة".
وأشار إلى أن وزارتي الصحة والداخلية ودائرة الكوارث والطوارئ وإدارات الولايات وكافة المؤسسات الأخرى تقوم بأعمالها على وجه السرعة.
ووصل عدد الحصيلة الأولية لعدد الضحايا في تركيا بسبب الزلزال، نحو 284 قتيلا و2323 مصابا . وقال نائب الرئيس التركي إن عدد المبانى التى انهارت جراء الزلزال ارتفع إلى أكثر من 1700 مبنى.
في سوريا، أعلنت وزارة الصحة السورية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 237 وفاة و639 إصابة.
وأفاد الدفاع المدني السوري، بأن مباني سكنية عدة انهارت في مناطق شمال غربي سوريا بسبب الزلزال، مشيراً إلى وجود عالقين تحت الأنقاض، مؤكدا أنه أعلن حالة الطوارئ لإنقاذ العالقين.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية بأن بعض المباني انهارت في شمال مدينة حلب، ووسط مدينة حماة، كما اهتزت العديد من المباني في العاصمة دمشق ما دفع الناس للنزول إلى الشوارع.
من جانبه قال المدير العام للمركز الوطني السوري لرصد الزلال رائد أحمد، إنه من المتوقع حدوث مزيد من الهزات الارتدادية عقب الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، لكنه أكد على أنها ستكون "هزات ضعيفة".
وأضاف أحمد في حديثه لوكالة الأنباء السورية "سانا"، أن هزات ارتدادية "حدثت وستحدث تباعاً لكنها أضعف بكثير من قوة الزلزال الذي وقع".
وأوضح أنه "يمكن للمواطنين الذين نزلوا من بيوتهم إلى الطرقات العودة لمنازلهم وفي حال عدم تصدعها، لأن جميع الهزات الارتدادية اللاحقة أضعف شدة".
في السياق ذاته، أعلن رئيس جامعة حلب الدكتور ماهر كرمان، عن تأجيل جميع الامتحانات المقررة اليوم في جميع الكليات و المعاهد إلى موعد يحدّد لاحقاً، كما أعلن وزير النقل عن توقف حركة القطارات.
وعلى إثر الهزة الأرضية فى الشمال السورى وتطبيقاً لآلية الطوارئ والاستجابة فى الدفاع المدنى السوري، ونتيجة للوضع الكارثى من أنهيار المبانى والتصدعات الحادة والمئات من الإصابات والعالقين والعشرات من القتلى ونظراً لنقص الامكانيات والخدمات، وعدم توفر مراكز الإيواء ونقاط التجمع الآمنة وظروف الطقس العاصفة والمثلجة وودرجات الحرارة المنخفضة، أعلنت مؤسسة الدفاع المدنى السوري، شمال غربى سوريا منطقة منكوبة بالكامل، وندعو جميع الجهات المحلية والقوى المدنية إلى استنفار كوادرها، ونوصى جميع المنظمات الإنسانية الصحية والاغاثية العاملة فى سوريا بتقاسم العمل وفق لنظام التكافؤ وتوزعها الجغرافى حرصاً على تغطية الاحتياجات الضرورية للجميع وفق المستطاع.
كما شعر بهذه الهزة، التي تم تسجيلها عند الساعة الرابعة صباحاً بتوقيت تركيا، سكان في سوريا ولبنان والأردن وقبرص واليونان والعراق وبعض المحافظات المصرية.
أما في مصر، سجلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل بالقاهرة يوم الإثنين الموافق، هزة أرضية على بُعد 691 كيلومترا شمال رفح.
وورد للمعهد المصري ما يفيد بالشعور بالهزة ولم يرد ما يفيد بوقوع أى خسائر في الأرواح والممتلكات.
وفي ردة فعل دولية، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكالات الإغاثة الأمريكية بتقديم المساعدات الممكنة لإغاثة المنكوبين في سوريا وتركيا.
وقال البيت الأبيض في بيان اليوم الإثنين، إن الولايات المتحدة تشعر بحزن عميق بشأن الزلزال المدمر الذي وقع اليوم في تركيا وسوريا.