لم يجد أهالى لبنان مفرا من اللجوء لأكوام الثلوج للاحتماء بها، بعد أن أصابهم هلع جراء هزة أرضية بلغت قوتها الهزة 4.8 درجات على مقياس ريختر، ناجمة عن الزلزال الذى كان مركزه الجنوب التركى بقوة 7.9 درجة فجر اليوم الإثنين، وامتدت الهزة أيضا لتصل قوتها إلى سوريا، مخلفة ضحايا وخسائر بشرية ومادية، بينما شعر بها سكان قبرص والأردن والعراق ومصر.
يعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال فى لبنان نجيب ميقاتي ، اليوم الإثنين، اجتماعا طارئا لـ" اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات التابعة لرئاسة الحكومة في السرايا لمتابعة الإجراءات المتعلقة بالهزة الأرضية التي وقعت فجرا.
وفى السياق نفسه، أكد ميقاتى أنه تم تكليف وزير البيئة علي حمية بالاتصال بالمسئولين في سوريا لتقديم المساعدة المطلوبة، مؤكدا "لن نتردد لحظة في هذا الموضوع لكي نكون الى جانب إخوننا في هذه الأوقات الصعبة كما كانوا إلى جانبنا دائماً".
أضاف :"نتواصل أيضا مع السلطات التركية التي طلبت نوعا من التعاون في مجال الإغاثة ونحن بصدد متابعة هذا الموضوع مع احتمال إرسال قوة إنقاذ من الجيش والدفاع المدني للمساعدة في عملية الإغاثة".
هلع اللبنانيين
حالة من الهلع سادت بين سكان بيروت وشمال لبنان وعدد من المناطق اللبنانية، عند الساعة الثالثة والثلث فجراً، جراء هزة أرضية مركزها تركيا، وأكد المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية أن أقوة تلك الهزة 4.8 درجات على مقياس ريختر في البحر بين لبنان وقبرص، وتبعد عن الشاطئ اللبناني حوالى 160 كلم، وكان سكان المناطق الساحلية الأكثر تضررا. وفق سكاى نيوز.
خلفت تلك الهزة الأرضية التي ضربت لبنان، أضراراً مادية في عدد من المناطق، وتصدعات في بعض منازل بيروت القديمة التي كانت بالأصل بحاجة إلى ترميم، ووفق الهيئة اللبنانية للعقارات، فإن أجزاء من إحدى المباني القديمة سقطت في منطقة النبعة شرقي العاصمة بيروت. ولا يوجد حصر دقيق بحجم الخسائر حتى الآن .
وفى تركيا بلغ عدد الضحايا حتى الأن 284 فيما بلغ عدد المبانى المنهارة 1700 مبنى، وفى سوريا كانت الخسائر جمة، فقوة الهزة بلغت 7.9 درجات على مقياس ريختر، وأعلنت وزارة الصحة السورية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 350 وفاة و639 إصابة معظمها في اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس.
وأكد أمين عام الهلال الأحمر السوري خالد عرقسوس، وفق "سكاي نيوز عربية"، أن هناك نقصا شديدا في الأدوية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات في ظل كارثة الزلزال الذي ضربت البلاد.
وعُقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء لبحث كيفية مواجهة أضرار الزلزال والإجراءات اللازمة، واستنفرت وزارة الدفاع وحداتها وتشكيلاتها ومؤسساتها لتقديم العون الفوري والمساعدة العاجلة للسكان المتضررين من الزلزال في جميع المحافظات. وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".
و تم رفع الجاهزية في أقسام إسعاف المستشفيات في كل المحافظات، وفق معاون وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية، واستنفار فرق الاستجابة التي تقوم بنقل الإصابات للمشافي لافتا إلى أنه تم تطبيق خطة الطوارئ العامة وخطة الإمداد للمستلزمات والأدوية لتزويد الأماكن المتضررة، وإرسال فرق طبية من محافظات حمص وطرطوس مع 11 سيارة إسعاف وتوزيع العيادات المتنقلة في حلب والبالغ عددها 15 سيارة على أماكن متفرقة لفرز الإصابات حسب الخطورة.
المساعدات
أبدى عدد من الدول استعدادا لمد يد العون للشعب التركى ، حيث أعربت روسيا عن استعدادها لإرسال طائرتين لتركيا للمساعدة في عمليات الإنقاذ، كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن يقيم خيارات المساعدة فى مواجهة هذه الكارثة، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للشعب التركي في أعقاب الزلزال الذي هز البلاد .
كما أعلن جانيز لينارزيتش، المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، تفعيل آلية الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، وقال لينارزيتش في تغريدة على تويتر إن مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي بصدد نشر فرق إنقاذ من أوروبا في تركيا، ولفت إلى أن فرق الإنقاذ ستأتي من هولندا ورومانيا، مشيراً أن الفرق في طريقها بالفعل إلى تركيا.