تلقينا قرار توجيه النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم، لنسخة تنفيذية بكل ترحيب، خاصة وأن القائمين على الدولة يؤكدون يوما تلو الآخر أن المواطن المصرى هو أهم أولويات الدولة المصرية .
عدم إطلاق النسخة الخامسة من "منتدى شباب العالم" بشكله المعهود من "مدينة شرم الشيخ"، وتخصيص عوائد تنظيمه للبدء الفورى فى تنفيذ حزمة كبيرة من المبادرات والمشروعات والبرامج التنموية الهامة ذات التأثير المباشر فى حياة المواطنين والشباب بوجه خاص داخل وخارج مصر، تجسيد مهم لدور المنتدى وشعور أكبر بالمسئولية المجتمعية ومراعاة للظروف الاقتصادية العالمية والتى طالت مصر بشكل أو بآخر .
كما أن توجيه عوائد حقوق الرعاية التى كانت مخصصة للنسخة الخامسة لمنتدى شباب العالم، لتنفيذ حزمة من المبادرات والمشروعات التنموية، تستهدف دعم المواطن وتأكيد على المسؤولية المجتمعية المتبادلة بين الجميع من أجل الوقوف بجانب المواطنين، والتكاتف للعبور من الأزمات الاقتصادية العالمية وتداعياتها السلبية التى تأثرت بها مصر تباعا.
بالطبع فى ظل هذا التوقيت الدقيق من عمر الوطن، يأتى أهمية الانتقال الفورى لتغيير حقيقى ملموس فى الحاضر والمستقبل لصالح الشعب والمواطن المصرى، كما أنها تؤكد الإدراك الواعى لطبيعة متطلبات المرحلة والتى ظهرت فى تفاصيل المبادرات التى تم الكشف عنها .
مؤتمر شباب العالم استطاع أن يفرض هيبته محليا ودوليا، فهو عبارة عن منصة تهدف إلى السلام من أرض السلام مدينة "شرم الشيخ" الجميلة، وتُشجع على الإبداع وتحقيق التنمية المستدامة كركيزة رئيسية فى تأمين حياة الشعوب .
حقا إن الشباب هم أحد الأطراف المتأثرين بهذه التحديات، كما أنهم يعدون أهم الشركاء الفاعلين فى مواجهتها من خلال قدرتهم على التكيّف والاستجابة للمشاكل المحيطة بمجتمعهم، لأن مهمتهم فى النسخة الخامسة بمثابة دعوة لتنفيذ التنمية بدلاً من مناقشة سُبل تحقيقها، أى أن الهدف واضح ومحدد ومحل تنفيذ فورى ليس فقط على المستوى المحلى، وإنما هو موجهة لجميع شعوب العالم والقارة الأفريقية السمراء فى المقدمة على أهمية استكمال ما تم فى مسار التنمية والإعمار، وتذليل كل الإمكانيات طواعية صوبها لترسيخها، بما يسهم فى حماية الشعوب وتخفيف حدة التداعيات العالمية عليها جراء التضخم العالمى وما نتج عن تبعيات الحرب الروسية الأوكرانية .
وطرح فكرة "التطوع" باتت ثاقبة ومحددة الأهداف، فهى جاءت ضمن المبادرة لتنفيذ برامج تستهدف قطاع ريادة الأعمال والشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تقديم الدعم الفنى والمادى وتطوير ورفع المهارات والقدرات البشرية، من خلال إطلاق أكبر منصة تطوعية شبابية فى العالم لتأهيل جميع المتطوعين ورفع قدراتهم للمشاركة، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج دعم وتمكين اللاجئين والمهاجرين وتعزيز أوجه الرعاية الصحية والنفسية والمجتمعية المقدمة إليهم ولأسرهم، يستكمل مهام المنتدى فى المساهمة الفاعلة لبناء قدرات الشباب وتمكينهم من التدريب والتأهيل ودعم التقدم بالمجتمعات من منظور شبابى للقضايا الحالية.
أن قرار عدم انعقاد النسخة الخامسة لهذا العام أكد بصورة واضحة وإيجابية اهتمام القائمين على إدارة المنتدى وتوجيهات القيادة السياسية بتنفيذ حلول خلاقة على أرض الواقع بشتى سبل التنمية الحقيقية، وعدم الاكتفاء فقط بالمناقشات المتبادلة والخروج بتوصيات، ولكن إعطاء الفرصة لتنفيذ ما جاء من كم كبير خلال الأربع نسخ الماضية من توصيات فى هذا التوقيف الحساس .خاصة وأن الاتجاه لتنفيذ المبادرات التنموية يمثل أقوى سلاح تحتاجه الدولة فى الوقت الحالى فى قطار التنمية .
إن توجه إدارة المنتدى لتوجيه شباب العالم فى تنفيذ للمبادرات التى تم طرحها من خلال حاضنات أعمال وبرامج تدريبية ممولة لتطوير الصناعة، ولا نستطيع أن ننكر دور المبادرة الرئاسية "ابدأ"، والتى لاقت كل التقدير والنجاح من جميع الأطراف بالتنسيق مع مبادرة "حياة كريمة".
الشكر كل الشكر للقيادة السياسية الحكيمة والقائمين على الدولة المصرية لهذه اللافتة الطيبة، واستغلال طاقة الكثير من الشباب لأنها تصب فى صالح التنمية والازدهار والبناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة