زيارة الرئيس الكرواتى زوران ميلانوفيتش، إلى القاهرة، ومباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأتى ضمن سياسة مصرية تنفتح على كل دول العالم، وتفتح آفاق الشراكات والتفاهمات، وهذه التحركات ضمن زيارات ولقاءات للرئيس واتصالات وترتبط بسياق مستمر تقوم عليه السياسة الخارجية المصرية.
قبل يومين كانت زيارة رئيس وزراء رومانيا، وهى أول زيارة منذ 20 عاما، لرئيس وزراء رومانيا إحدى دول شرق أوروبا التى شهدت تحولات كثيرة، وأصبحت أغلبها داخل الاتحاد الأوروبى، مثل كرواتيا، إحدى دول الاتحاد اليوغوسلافى السابق.
وسبقت زيارة الرئيس الكرواتى، ورئيس الوزراء الرومانى، زيارات الرئيس السيسى إلى الهند وأذربيجان وأرمينيا، فى ظل توجه الدولة المصرية إلى توسيع الشراكة والتعاون وفتح مجالات مختلفة والتعامل مع كل الأطراف الدولية، للتباحث فى القضايا الإقليمية والدولية، وأيضًا العلاقات الثنائية اقتصاديًا وتجاريًا، فى وقت يواجه العالم تداعيات تفرض البحث عن تقوية العلاقات، والبحث عن مسارات بديلة، فى وقت تسعى كل دولة للبحث عن مصالحها ضمن منظومة دولية معقدة ومتشابكة.
من هنا يمكن النظر إلى السياسة الخارجية للدولة المصرية فيما يتعلق بالتعاون الثنائى مع الدول، وتنمية التعاون الاقتصادى وفتح مجالات للشراكة فى الزراعة والصناعة والسياحة، وتسويق الفرص الاستثمارية القائمة، والتى تمثل عناصر جذب، وهو ما ظهر خلال المباحثات بين الرئيس السيسى ونظيره الكرواتى ميلانوفيتش، بجانب التباحث والتعاون فى الملفات الإقليمية والدولية، وكرواتيا طرف فى الاتحاد الأوروبى ومنطقة اليورو، وبالتالى يمكنها لعب دور مهم فى توصيل وجهات النظر، خاصة أن مصر بموقعها وتأثيرها، تدعم المسارات السياسية ومواجهة التحديات الإقليمية، والأزمات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وتناول الرئيسان تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية، لتحقيق مصالح الشعبين المصرى والكرواتى، حيث تم التوافق على تكثيف الزيارات الثنائية المتبادلة على مختلف المستويات، بهدف تعميق التعاون، خاصةً ما يتعلق بتعزيز التعاون السياحى فى ضوء تجربة كرواتيا المتميزة فى هذا الصدد، وكذا العلاقات الاستثمارية بين البلدين، لتعزيز مواجهة التحديات التى تفرضها الأزمة الاقتصادية العالمية، وتعظيم الاستفادة مما تتيحه المشروعات التنموية فى مصر من فرص استثمارية، لا سيما فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتعظيم حجم التبادل التجارى، والتعاون لتعزيز أمن الطاقة فى كل من منطقة حوض البحر المتوسط والقارة الأوروبية.
الرئيس السيسى أشار إلى أن المباحثات تناولت التقدم الذى أحرزته مصر فى مجال إنتاج الطاقة ومواردها، سواء من خلال اكتشافات الغاز بمنطقة شرق المتوسط وإنشاء منظمة منتدى غاز شرق المتوسط ومقرها فى مصر، أو سعيها الجاد حاليًا لتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر، والنهوض بقطاع الطاقة المتجددة مثل محطات الطاقة الشمسية فى «بنبان» بأسوان، وكذا نشاطها فى مجال طاقة الرياح وإنشاء محطات عملاقة ببعض المناطق، ومن بينها منطقة جبل الزيت، كما تم بحث سبل التعاون بين البلدين فى مجال الطاقة وتشجيع الشركات الكرواتية على العمل والاستثمار فى مصر فى هذا المجال.
الرئيس الكرواتى أكد اهتمام بلاده بالعلاقة مع مصر، والتضامن مع موقفها فى قضية المياه وملف السد الإثيوبى، والتطرق لملف الطاقة فى ظل تطور هذا الملف داخل الدولة المصرية، وهذا يمثل فرصة أكبر للتعاون بين البلدين، خاصة أن الدولة المصرية تهتم بملف الطاقة والطاقة المتجددة بشكل كبير.
كل هذه اللقاءات والانفتاح على دول أوروبا والعالم، يأتى فى ظل ظروف وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية العالمية بحثًا عن سياقات للتعاون وتبادل وجهات النظر، وفتح مجالات ومسارات جديدة من أجل التعاون والشراكة والتعاون الاقتصادى، والتعاون مع كل الأطراف، بحثًا عن رؤى مشتركة لتقليل الصراع وتوسيع التعاون، وهو أمر يدعم الثقة الإقليمية والدولية فى مصر.
الرئيس السيسى حرص فى بداية المؤتمر الصحفى مع الرئيس الكرواتى، على تأكيد تضامن مصر الكامل مع الشعبين السورى والتركى، واستعدادها لتقديم كل أوجه المساعدة لمواجهة آثار الزلزال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة