رد مجمع اللغة العربية، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، على تساؤل عن مدى صحة كلمة فريق على أَفْرقاء؟، حيث أجاب أ.د.أحمد عبد العظيم عضو المجمع قائلًا:
جمع "فريق" هو "فُرَقاء" على وزن "فُعَلاء" (للكثرة)، و"أَفْرِقَة" على وزن "أَفْعِلة" (للقِلَّة)، أمّا وزن "أَفْعِلاء" فينقاس فى كل وصف على وزن "فَعيل" (بمعنى فاعل)، بشرط أن يكون مُضَعَّفًا، مثل: عزيز، شديد، أو مُعْتلّ اللام، مثل: قَوِيّ، وَلِيّ، ومجيئه (أَفْعِلاء) من غير هذين قليل، لا يُقاس عليه، وهو موقوف على "السماع"، وليس من المسموع أَفْرِقاء (جمعًا لكلمة فريق).
وكان الأستاذ الدكتور أحمد عبد العظيم أوضِّح أيضا مدى صحة قولنا: "ونِعْمَ باللهِ"، حيث رد مجمع اللغة العربية عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" على بعض التساؤلات الخاصة بالأساليب الشائعة فى حياتنا اليومية، حيث توجه أحد متابعى صفحة المجمع (أبو أحمد العكيدي) بالسؤال عن مدى صحة قولنا "ونِعْمَ بالله" من الناحية اللغوية؟
وأجاب قائلًا:
- فاعل "نعم وبئس" يكون بأل الدالة على الجنس، أو مضافًا إلى ما فيه أل الدالة على الجنس، أو مضافًا إلى مضاف إلى ما فيه أل الدالة على الجنس، أو ضميرًا مستترًا، تفسره نكرة منصوبة بعده على التمييز، مقدمة وجوبًا على المخصوص بالمدح أو الذم (نِعْمَ رجلًا زيد)، (وأجاز الكسائى والفراء تقدم المخصوص على النكرة المنصوبة المفسرة للفاعل المستتر، فتقول عندهما فى "نعم رجلًا زيد": "نعم زيد رجلًا"، - كما يكون فاعل نعم وبئس كلمة "ما"، وفيها وُجوهٌ.
هذه هى الأحكام المقررة لفاعل نعم وبئس (عند جمهرة النحاة). أمّا ما جاء عن "ثعلب" حكاية عن العرب: (نعم بزيد رجلًا) و( نعم زيد رجلًا)، وما جاء مجرورًا بالباء (نعم بهم قومًا)، وما جاء فيه الفاعل عَلَمًا (نعم عبدالله هذا)، وبئس عبدالله أنا إن كان كذا ...)، وما جاء فيه الفاعل مضافًا إلى علم (بئس قومُ اللهِ قَوْمٌ)، وما جاء فيه الفاعل نكرة (نعم غلامٌ أنت)، أو مضافًا إلى نكرة (نعم صاحبُ قومٍ)، أو مضافًا إلى ضمير (نعم شهابُها)، أو جاء الفاعل كلمة "الذي" (الاسم الموصول) (نعم الذى آمن زيد)، أو ما تقدم فيه المخصوص على التمييز المفسر للفاعل المستتر (نعم زيد رجلًا) فى (نعم رجلا زيد) * - فَقَدْ وُصِفَ ذلك كله بأنه "نادِرٌ"، ومن أصولهم أن "النادر لا يُقاسُ عليه".
وفى ضوء هذا كله، يَرْجُح -عندي- أن التوجيه الذى تستسيغه القواعد لعبارة "ونِعْمَ باللهِ" (جوابًا عن كلام سابق يتعلق بالحديث عن الله - عزّ و جلّ -)- أن تركيبها الأصلى هو: "نعم {وكيلًا، حسيبًا، معينًا، رازقًا، ... الله"، حيث "نعم": فعل، فاعله ضمير مستتر، وكلمات: {وكيلًا، حسيبًا، ...-}: تمييز، مفسر للفاعل الضمير المستتر، ولفظ الجلالة (الله): هو المخصوص بالمدح، ثم قُدِّم المخصوص على التمييز (وهذا جائز عند الكسائى والفراء)، ثم زِيدَ حرف الجر (الباء)؛ للتأكيد؛ فصار التركيب: "نعم بالله وكيلًا ..."، حيث "الباء": حرف جر زائد (ومن الفوائد النحوية أن حرف الجر الزائد ينوب عن تكرار الجملة)، ثم حُذِفَ التمييز؛ لدلالة السياق عليه، فصار التركيب: "ونِعْمَ بالله"، وقرينة اتصال السياقين: المقالى والمقامى هى "الواو" قَبْلَ الفعل "نِعْمَ". والله أعلى وأعلم.