سلطت قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على مساعى المجتمع الدولى لرفع العقوبات على سوريا لتقديم مساعدات لمواجهة كارثة الزلزال، حيث قال محمد خفاجي المتخصص بالشأن الأوروبي، إنّ الزلزال كارثة إنسانية أخذت أبعادا كثيرة في العالم العالمي بشكل عام وفي الإعلام الأوروبي ولدى السياسيين والمختصين، مشددًا على أنّ الدول العربية رغم الخلافات مع تركيا أو سوريا، فإنها تسعى إلى تقديم المعونات لهاتين الدولتين، وقد يكون للأزمة دور في رفع بعض العقوبات لإيصال المساعدات الإنسانية.
وأضاف خفاجي، خلال تصريحات عبر تطبيق سكايب، ببرنامج "مطروح للنقاش" مع الإعلامية داليا نجاتي، على قناة "القاهرة الإخبارية": "سمعنا اليوم أحاديث كثيرة هنا وهناك داخل أروقة البرلمان الألماني تتحدث عن ضرورة رفع جزء من العقوبات على سوريا لإيصال المساعدات للمتضررين من الزلزال، لأن هذه الكارثة إنسانية وليست لها علاقة بالمشكلات السياسية مع سوريا".
وتابع، أن هناك تعاطف كبير جدا مع الوضع في سوريا ومع تركيا، موضحًا: "نصبت الكثير من مراكز التبرع لهذه الكارثة الإنسانية في مدن ألمانية كثيرة، وهذا الكلام في الإعلام وأروقة السياسيين حصل في حالات مشابهة، إذ إن التعاطف الإنساني مع تلك الكارثة قد يؤثر بشكل نسبي على الوضع السياسي مع تلك الدولة".
قال عماد زهران مسؤول الإعلام في مديرية صحة إدلب، إنّ هناك محاولات حثيثة لإخراج الأرواح من تحت أنقاض الزلزال، مشيرًا إلى وجود منطقة في شمال غرب محافظة إدلب لم تبدأ فرق الإنقاذ في انتشال المدنيين تحت ركام منازلهم، لأن الإمكانيات ضعيفة جدا قياسا بحجم الدمار الهائل الذي عمّ مناطق واسعة من المحافظة.
وأضاف زهران خلال لقاء مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الوضع كارثي جدا، وإحصائية الإصابات والوفيات حتى مساء أمس الثلاثاء كانت ضخمة للغاية، لافتًا إلى أنّ جميع المؤسسات المدنية والمدنيين يساهمون في استخراج الضحايا، ولكن للأسف، فإن هذا الموضوع في حاجة إلى إمكانيات دولية كبيرة.
وتابع، أنّ القطاع الطبي ضعيف جدا، حتى أن المنشآت الصحية غير مؤهلة لاستقبال هذا العدد الهائل من الإصابات، وهناك في محافظة إدلب أكثر من 6000 إصابة و1100 حالة وفاة معظمهم نساء وأطفال: "نحتاج إلى جهود دولية كبيرة وننتظر حتى الآن المساعدات الدولية، حيث لم يدخل منها أي شيء حتى هذه اللحظة رغم المناشدات التي قدمناها للدول كلها، وحتى الآن، فإن الجهود قاصرة على انتشال المدنيين الذين ربما يكونون على قيد الحياة".
قال مجيد بودن، أستاذ القانون الدولي، إن روح القانون الدولي مبني على التضامن، لذا العقوبات الدولية على سوريا لا تمنع وصول المساعدات على الإطلاق.
وأكد مجيد بودن، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أنه ليس هناك قيمة إلزامية على الدول فيما يخص المساعدات المقدمة لسوريا وتركيا، ولكن الوضع في الدولتين كان يتطلب المساعدات الكبيرة، وبالفعل تقدمت الدول العربية مثل مصر بتقديم مساعدات فورية لنجدة هذه الدول من هذا الزلزال الكارثي.
وأضاف في حديثه، أنه يجب إعادة التفكير بجدية في الكوارث الطبيعية التي تنجم الآن بصورة كبيرة عن التغير المناخي، حيث التغيرات المناخية أصبحت عواقبها بالغة.