جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى التأكيد على أن مصر نجحت فى هزيمة الإرهاب، وأكد فى احتفالات يوم الشهيد أن سيناء تحتفل قريبا بنهاية الإرهاب تزامنا مع خطة شاملة للتنمية والتعمير بدأت منذ سنوات، حتى فى ظل التهديدات الإرهابية، حيث تم إنشاء الأنفاق الخمسة وازدواج نفق الشهيد أحمد حمدى لتبقى سيناء مرتبطة بالوادى والدلتا وينتهى الفصل الذى ظل قرونا.
وبعد عشر سنوات أصبح الإرهاب من الماضى، ويستعد المصريون للاحتفال بهذا، لكن وهم يتذكرون ما جرى وحجم التهديد القائم، وقيمة ما تحقق، والتضحيات الهائلة، والثمن الذى أعلن المصريون استعدادهم لدفعه مقابل إنقاذ وطنهم، فى مواجهة تهديدات إرهابية بحرق البلد، قدم المصريون بكامل اختيارهم ثمن هذا الاختيار، وهذا الثمن لم يكن سهلا ولا بسيطا، فقد قدم المصريون أغلى ما لديهم، دماء أبنائهم، فى مواجهة إرهاب استهدف حياتهم وبيوتهم وأرزاقهم، كان أبطال الجيش والشرطة يواجهون عدوا غير تقليدى، يحمل الكراهية والحقد مع المتفجرات والبنادق والأسلحة الثقيلة، يهاجم القوات، ويفجر ويحرق الكنائس، ويقتل المصلين فى المساجد.
ويحرص الرئيس السيسى دائما على تأكيد الثمن الذى دفعه المصريون، باختيارهم فى مواجهة إرهاب أسود، وحرصهم على ألا يتكرر ما جرى من حولنا تفكيك دول وإسقاط أخرى وإدخالها فى فوضى يصعب العودة منها، الثمن لم يكن المال، حيث تم إنفاق مليار جنيه شهريا لمدة 90 شهرا، لكن أرواح أكثر من 3 آلاف شهيد والآلاف من المصابين الذين أصروا على أن يمنعوا الإرهاب من رفع راياته على أى شبر من مصر.
فى احتفالية يوم الشهيد حرص الرئيس السيسى على ذكر بعض التفاصيل الخاصة بكيفية تمركز الإرهاب، وسعى التنظيمات للسيطرة على سيناء، وروى الرئيس بعض كواليس مناقشة الوضع الأمنى فى سيناء منذ 2000 – 2009، مع مدير المخابرات اللواء مراد موافى، ورئيس جهاز أمن الدولة اللواء حسن عبدالرحمن، وكنا نرى أنه «خلال 7 سنين اتشكلت بنية أساسية ضخمة فى شمال سيناء عبارة عن مخازن أسلحة وذخيرة ومفرقعات وأيضا بنية بشرية كبيرة للسيطرة.. ويحمل أرشيف مواقع التواصل من 2008 و2009 أفلاما وعروضا كأنهم خارج الدولة، وقتها كانت مشكلة كبيرة فى سيناء، والكتلة اللى اتشكلت قبل 2005 أصبحت تحتاج جهدا وعملا عسكريا كبيرا من الجيش والشرطة، ولم يحدث تدخل من الجيش والشرطة للتعامل مع الوضع هناك، كان فيه ظروف واتفاقيات، والقوات اللى موجودة شرطية محدودة.. وقوات الجيش على خط «أ» فقط.. وظل الموضوع كده.. وظهرت المؤامرة بأبعادها الكاملة فى 2011.. والناس مشغولة فى الميدان.. كان يتم تخريب تواجد الدولة هناك والقضاء عليه.. أقسام ومديريات وكل ما يتعلق بمصر وإعلان ولاية، وقضاء شرعى على قد تعبيرهم يعنى.. وحاجات من هذا الأمر».
وبالفعل فإنه فى 2012 وما بعدها كان يتم تنظيم مسيرات بمئات السيارات الدفع الرباعى والرايات السوداء وإطلاق النار وفرض السيطرة وكمائن تفتيش، وكان الهدف هو أن يتم انتزاع سيناء وإعلانها ولاية مثلما حدث فى سوريا والعراق 2014، وهو ما رآه العالم وإعلان البغدادى خليفة.
وبعد يونيو 2013، بدأت التهديدات تتحول إلى حرب من الإرهاب المدعوم، والذى لم يكن إرهابا محليا لكنه جزء من عملية أوسع لإعلان ولاية وخلافة، تكون سيناء جزءا منها، كان الهدف أن تكون سيناء مع ولايات الشام والعراق ثم الغرب فى ليبيا لتبدأ عملية بناء خلافة الإرهاب فى المنطقة، وقال الرئيس سيذكر التاريخ لمصر أنها تصدت وجابهت أخطر فكر متطرف إرهابى لو تمكن من الأرض لحرقها».
لكن مصر قررت المواجهة وتم تعديل الكثير من الاتفاقات وإدخال أعداد ضخمة من القوات والآليات والأسلحة، وتم إعلان المواجهة الشاملة للقضاء على الإرهاب بثمن ضخم، وكانت هزيمة الإرهاب فى مصر هى التى منعت مخطط الخلافة الوهمية فى المنطقة، وتستعد مصر للاحتفال بنهاية الإرهاب، وتعمير سيناء حيث تم إنفاق أكثر من 600 مليار جنيه على التنمية، وفى فبراير تحركت الشركات والمعدات للتعمير الشامل، ووسط تحديات الإرهاب تم استصلاح ما يقرب من 500 ألف فدان. ومحطات تنقية وتحلية مياه وتطهير بحيرات وإقامة مجتمعات عمرانية وصناعة وزراعة ومدارس وجامعات، وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى «اللى فات كوم واللى جاى كوم تانى، اوعوا تفتكروا إن بعد التضحية اللى قدمها أهالى سيناء إحنا هنقول لهم متشكرين بالكلام ؟.. لا.. بالاهتمام والعمل بأيدى أهالى وأبناء سيناء. وكل المصريين، ويحرص على أهمية أن ينتبه المصريون للثمن المدفوع ولا يسمحوا بعودة ما جرى مرة أخرى.
وتبقى سيناء شاهدا على إرادة المصريين السياسية والأمنية لهزيمة أكثر التنظيمات تطرفا وإرهابا، والانطلاق إلى تنمية شاملة لسيناء، لأهلها ولكل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة