تهل روائح وبشائر شهر رمضان علينا، فلم يتبقى إلا القليل، لنعيش أجواء روحانية في رمضان، الذي يجمع القلوب، وتهفو النفوس إليه، حيث الروحانيات، والتقارب والمودة والمحبة.
يهل علينا رمضان هذا العام، وأزمة اقتصادية تضرب العالم بأكمله، جراء الحرب "الروسية ـ الأوكرانية"، وقبلها "وباء كورونا" الذي ضرب العالم بأكمله، وتأثر الجميع بهذه الأزمات العالمية التي أصاب رذاذ منها بلادنا.
ففي الوقت الذي يُعاني فيه العالم بأكمله من أزمات اقتصادية، وتتدخل الحكومة المصرية لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، باجراءات متتالية، تهدف لادخال السعادة على القلوب ورسم البسمة على وجوه المصريين قبل شهر رمضان، يتبقى دور مجتمعي، يجب علينا أن نقوم به، من خلال التكافل والتكامل في هذا الشهر الكريم.
ونحن نقترب من شهر الرحمة والمودة، يجب أن نعظم من قيمة التكامل ومساعدة الآخرين، سواء بالمال أو الغذاء، فيعطي القادر جاره وقريبه، ويساهم في ادخال السعادة على القلوب.
كنا ونحن صغارًا، نتحرك في شوارع القرية، فنشاهد "صواني الخير في رمضان"، الكل يأكل معا، ويشرب معاً، فلا تعرف من أين خرج هذا الأكل، ومن صاحبه، فالجميع يتقاسم الأكل، لترى القليل كثيرا، والبركة تحل، والسعادة تدخل القلوب، والبسمة ترتسم على الوجوه.
كانت قلوب عامرة بالمحبة والخير، تشعر بالآخرين، وترقى في تقديم المساعدة للغير، في مشاهد راقية ومتحضرة، دون أن تجرحهم، ليبقى الود حاضرًا، فلن يكون للطعام الشهي طعم إن لم يؤكل بملعقة المشاركة والتعاون، فالعود محميٌّ بحزمته، ضعيفٌ حين ينفردُ، فتتكئ الشجرة على الشجرة، والإنسان على أخيه.
شهر رمضان فرصة لفعل الخيرات، فساعدوا بعضكم بعضاً، فواحدكم ليس وحيداً في الطريق، بل هو جزء من قافلة تمشي نحو الهدف، كل الناس للفرد الواحد والعكس بالعكس، فعندما تُمطر سحابةُ التعاون على حقولِ النُّفوس، فإنَّ زهورَ العطاء تنبتُ في الأكفِّ الصَّادقة التي لا تَفتأُ تُصافح بعضُها بعضًا.
ونحن نقترب من شهر الصوم، فإننا بحاجةٍ إليك أيُّها التكافل، تحتاجك الحُقول القاحلة، والمنازل الحزينة، والأسرُ المفكَّكة، والعائلات المتنافرة، والجيران المتناحرة، والأصحاب المتباغضة والمتنافسة، فعظموا شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة