قرية المعصرة إحدى قرى مركز ملوى جنوب محافظة المنيا، تحولت فى وقت قصير جدا إلى أول قرية نموذجية على أرض محافظة المنيا، ضمن مبادرة حياة كريمة التى أطلقها رئيس الجمهورية لتطوير الريف المصرى، والتى حولت القرية من المعاناة من نقص الخدمات، إلى قرية نموذحية تضم 29 مشروعا خدميا متنوعا، يسهم فى توفير كل الخدمات داخل القرية، وضمت مشروعات لأول مرة لتحقق أحلام الأهالى فى الحياة الكريمة، فلا يوجد مشروع خدمى إلا وتم تنفيذه داخل القرية، ليرفع الحمل عن كاهل الأهالى من كبار السن والنساء، كما ساهمت تلك المشروعات فى توفير المئات من فرص العمل بداخلها، حتى أصبحت مبادرة حياة كريمة شاهدا على إنجاز كبير تحقق، وحول أحلام الأهالى إلى واقع جميل.
ومن بين تلك الخدمات، تطوير الوحدة الصحية «تطوير شامل» وإنشاء وحدات للإسعاف «إنشاء جديد» وذلك فى إطار الارتقاء بالمنظومة الصحية بالقرية وتوفير الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين، وتوسعة 3 مدارس وهى: مدرسة عزبة جادالله الابتدائية بسعة 13 فصلا، ومدرسة الشهيد مدحت صالح الابتدائية 15 فصلا، مدرسة وحدة معصرة ملوى 12 فصلا، بالإضافة إلى تطوير ورفع كفاءة 4 مدارس أخرى هى مدرسة معصرة ملوى الاعدادية المشتركة ثانوى عام، ومدرسة عزبة جاد الله الابتدائية ومدرسة المعصرة الابتدائية، مدرسة معصرة ملوى الثانوية، كذلك أعمال مشروع الصرف الصحى والوصلات المنزلية الخاصة به بالقرية، وإحلال وتجديد محطة مياه الشرب وكذلك إحلال وتجديد ومد وتدعيم شبكات مياه الشرب وكذلك الوصلات المنزلية لمياه الشرب وإنشاء مركز تنمية الأسرة ورفع كفاءة وتطوير وحدة اجتماعية بالقرية. كما تم مد وتحسين أداء شبكة الكهرباء، وتوفير خدمة الغاز الطبيعى للتيسير على الأهالى والمواطنين من أبناء القرية ودعم شبكات الالياف الضوئية، وتركيب بوكسات ألياف ضوئية «إنشاء جديد»، وكذلك تركيب أحد محطات المحمول، أبراج محمول «إنشاء جديد» وجار العمل على تركيب برج آخر لدعم شبكة الهواتف المحمولة وتيسير عملية الاتصال.
بالإضافة إلى إنشاء مكتب بريد «إنشاء جديد» ودخوله الخدمة لتوفير كل الخدمات التى تتيحها هيئة البريد المصرى لأهالى القرية والقرى المجاورة تيسيرا على المواطنين وإحلال وتجديد عدد من الطرق الداخلية اسفلت، وجار تطوير وإحلال وتجديد محطة السكة الحديد بالمعصرة وإنشاء مكتبة حياة كريمة «كتابك» لرفع مستوى الوعى العام فى المجتمع وإنشاء مجمع خدمى ومجمع آخر زراعى بالقرية لتقديم خدمات الإرشاد الزراعى والتوعية للمزارعين وتوفير الأسمدة والمبيدات واستلام المحاصيل لأهالى القرى، حيث تضم المجمعات الزراعية وحدات بيطرية وجمعيات زراعية ومراكز إرشاد زراعى وتجميع ألبان كذلك إنشاء مركز شباب المعصرة «مبنى وملعب وسور» إنشاء جديد.
ومن بين المشروعات الحضارية أيضا، إنشاء سوق حضارى وموقف حضارى بالقرية وذلك فى إطار القضاء على ظاهرة الأسواق العشوائية وانتشار الباعة الجائلين وتيسير حركة المرور للمواطنين والسيارات ومجمع خدمات المواطنين ووحدة طب الأسرة تأمين شامل، ووحدة إسعاف مطورة وموقف حضارى، ومن بين أعمال التوسعة بالمدارس إنشاء جناح بمدرسة الشهيد مدحت صلاح الابتدائية، وجناح بمدرسة الوحدة الابتدائية وجناح بمدرسة الشهيد وليد أبوحسيبة الابتدائية وتطوير مدرسة الوحدة الابتدائية وتطوير مدرسة الإعدادية المشتركة.
وتطوير مدرسة الإعدادية بنات وكذلك تطوير مدرسة كير الابتدائية وتطوير مدرسة صديقة للفتيات وتطوير مدرسة الفصل الواحد وتطوير مدرسة المعهد الدينى الأزهرى بالإضافة إلى تطوير مبنى البنك الزراعى وتبطين الترعة الساحلية بطول 1730 م وتدبيش طريق السكة الحديد.
وقال محمد خلف أحد الأهالى بملوى، لا توجد كلمات نشكر بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، على مبادرة حياة كريمة، التى غيرت واقع سنوات طوال فى وقت قصير جدا، فى ذلك الوقت العالم يشاهد قرية نموذجية على أرض محافظة المنيا بصعيد مصر، فإذا نظرنا إلى ما قبل حياة كريمة لا نستطيع أن نصف المعاناه التى كنا نعانيها لقضاء خدماتنا واحتياجاتنا، لكن اليوم أصبحت القرية تضم كل الخدمات التى يحتاجها الأهالى.
وأضاف محمد مكتب البريد الذى تم إنشاؤه، يعد أحد أهم المشروعات، حيث كنا نعانى كثيرا من أجل قضاء الخدمات وكنا نضطر للذهاب إلى المدينة، وهذا كان يمثل عبئا ثقيلا علينا حيث تبعد القرية أكثر من 10 كيلو عن المدينة، فكان كبار السن والنساء يتضررون كثيرا ويرهقهم ماديا، لكن اليوم أصبح داخل القرية مكتب بريد متطور جدا يوفر كافة الخدمات لنا.
وأوضح شادى عبدالواحد، أحد شباب القرية أن إنشاء مركز شباب بهذا الحجم، لم يكن سوى حلم جميل نعيش فيه لممارسة النشاط الرياضى والثقافى، لكن اليوم هذا الحلم تحول إلى واقع جميل، فأصبح داخل القرية مركز شباب نموذجى، لخدمة شباب القرية، وجعلهم يمارسون بداخله الأنشطة التى كنا نمارسها إما فى الشارع، أو نضطر للذهاب لقرى أخرى بعيدة لممارسة النشاط الرياضى، وكنا فى بعض الأحيان نضطر للذهاب إلى ملوى المدينة للعب مباراة كرة قدم وهذا كان أقصى طموحاتنا لكن اليوم اصبح لدينا مركز شباب على أعلى مستوى.
بينما قال خالد فتحى أحد الأهالى، أعانى من الأمراض التى كانت تدفعنى كل يوم والآخر للذهاب إلى المدينة لتلقى العلاج، وهذا الأمر كان بالنسبة لى الأكثر تعبا فقد كان الجميع فى ارهاق وتعب ويوم طويل علينا، سواء كان إرهاقا ماديا بجانب الإرهاق الجسدى، لكن اليوم مع إنشاء، وحدة طب الأسرة وإدخالها ضمن التأمين الشامل، لا أعلم الإحساس الذى بداخلى، لكن كل ما أقوله نحن خلف الرئيس ونقول له شكرا على كل تلك المشروعات، التى غيرت حياتنا جميعا، وأقول للرئيس: «شكرًا.. شكرًا، على كل ما تقدمه لمصر».
أما عادل حلمى أحد الأهالى قال تعالوا شاهدوا قرية المعصرة الآن، ويا ليتكم شاهدتموها فى الماضى، لم تكن بها أى خدمة، ولكن الآن مع حياة كريمة تحولت إلى قرية نموذجية، أصبحنا فخرًا للجميع، نحن نفتخر بكل المشروعات التى تمت على أرض القرية، وكان من المشروعات التى ظلت لسنوات حلما، هى المدارس، وكثافة الفصول وبعد إنشاء مدارس وتطوير وتوسعة الأخرى، ساهم ذلك فى توفير بيئة سليمة للتعليم، إلى جانب تخفيف الكثافة الطلابية داخل الفصول.
وقال ليست المدارس فقط التى رفعت شعار مبادرة حياة كريمة لكن أيضا مشروع كتابك الذى سوف يساهم فى رفع الوعى والانتماء، ويفسح المجال للصغار والكبار للثقافة والتعلم والوعى.
ليس ذلك فقط لكن كل مشروع تم إنجازه على الأرض كان لنا حلم عشنا فيه طويلا تحول ذلك الحلم إلى واقع جميل نعيش فيه نحن وأبناؤنا، الذين يفتخرون بوطنهم وقائدهم، فقد أصبحت تلك المشروعات واقعا نعيش فيه ونقول: تحيا مصر.. تحيا مصر.
يذكر أن مبادرة تطوير الريف المصرى بمحافظة المنيا، تشمل 32 وحدة محلية، بواقع 192 قرية و757 تابعا لها بتكلفة حوالى 30 مليار جنيه، فى 5 مراكز هى ديرمواس وملوى، أبوقرقاص، مغاغة، العدوة، وتشمل 3482 مشروعا فى قطاعات مختلفة، لخدمة 3 ملايين مواطن.
وتأتى محافظة المنيا فى المرتبة الأولى على مستوى الإقليم من حيث السكان، حيث يمثل سكانها 46% من إجمالى سكان إقليم شمال الصعيد، كما تأتى المحافظة أيضا فى المرتبة الأولى مـن حيـث المساحة والتى تبلغ 47% مـن إجمالى مساحة إقليم شمال الصعيد نظرا لكبر مساحة الظهير الصحراوى للمحافظة.
تشهد المنيا تنفيذ 3482 مشروعا فى عدة قطاعات وتشمل الصرف الصحى، مياه الشرب، الصحة، التعليم، الشباب والرياضة، الكهرباء، الإسعاف، مجمعات الخدمات الحكومية، مجمعات الخدمات الزراعية، التضامن، الكبارى، الرى، العمارات السكنية، تبطين الترع، الغاز الطبيعى، شبكات الألياف الضوئية، أبراج المحمول، مكاتب البريد، الطرق الخارجية الرئيسية، الطرق الداخلية، محطات السكة الحديد، نقاط الشرطة، الأسواق، المواقف نقاط الإطفاء.
ويعد مركز ملوى أحد المراكز التى حظيت بنصيب كبير من المشروعات الخدمية ضمن حياة كريمة، ويعد متحف ملوى أحد أهم المتاحف ومنطقة ملوى إحدى المناطق الأثرية الهامة فى مصر، فقد كانت هذه المنطقة مسرحا للحضارات الفرعونية والأغريقية والرومانية كما يشتهر مركز ملوى بصناعة العسل الأسود، أحد الصناعات الهامة فى مصر.
ويضم مركز ملوى عددا كبيرا من المناطق الأثرية والسياحية الهامة التى امتدت إليها يد الدولة بالتطوير، لتصبح تلك المناطق الاثرية قبلة لجذب السياحة العالمية مثل منطقة الأشمونين والتى تقع على بعد حوالى 50 كم جنوب غرب مدينة المنيا، كانت عاصمة للإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، وبها آثار هامة من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والمسيحية أهمها، تماثيل الإله تحوت، بقايا كنيسة البازيليكا والسوق اليونانى وتوجد لافتة حجرية تحدد تاريخ إنشاء هذا السوق فى عهد بطليموس.
وكذلك منطقة تونا الجبل وتقع على بعد 67 كم جنوب غرب مدينة المنيا، وقد ازدهرت المنطقة فى العصر اليونانى حيث كانت جبانة مدينة الأحياء فى الأشمونين، وأهم آثارها لوحة الحدود: ترجع إلى عصر الملك إخناتون ومقبرة بيتوزيريس والبيت الجنائزى لإيزادورا وسراديب الإله تحوت والساقية الرومانية.
وأيضا منطقة تل العمارنة وتقع على بعد حوالى 60 كم جنوب شرق مدينة المنيا، وهى المنطقة التى اختارها إخناتون وزوجته نفرتيتى لإقامة عاصمة مملكته المسماة أخت آتون من أجل عبادة الإله الواحد «آتون» الذى رُمز إليه بقرص الشمس تخرج منه أشعة تنتهى بأيد بشرية لتهب الحياة للكون، وقد كانت مدينة أخت آتون «تل العمارنة حاليا»، عاصمة لمصر فى عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وقد أعطى إخناتون حرية كاملة للفنان للتعبير عن نفسه وما يحيط به مكونا بذلك أول مدرسة للفن الواقعى المعروفة عالميا بفن العمارنة.
دراسة: «حياة كريمة» أيقونة مصرية للجمهورية الجديدة
تعد مبادرة «حياة كريمة» المشروع الأكبر الذى تتبناه الدولة لتغيير واقع حياة 60 مليون مصرى، المبادرة تم إطلاقها فى 2 يناير 2019، وهى أحد مكونات برنامج التنمية المحلية لتطوير القرى المصرية، وتستهدف المبادرة تحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا على مستوى الدولة.
وبحسب دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات فإن المبادرة هى الأكبر عالميا فى العصر الحديث، ويمكن اعتبارها مشروع القرن للألفية الجديدة وأيقونة مصرية للجمهورية الجديدة، كما أنها بمثابة إعادة رسم لخريطة مصر وتوزيع البشر والإمكانات الاقتصادية على كل ربوع مصر.
وتهدف المبادرة إلى التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا فى الريف والمناطق العشوائية فى الحضر، وتحقيق التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية الارتقاء بالمستوى الاجتماعى والاقتصادى والبيئى للأسر المستهدفة وتحسين مستوى معيشتهم.
وتوفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم المحلية، والاستثمار فى تنمية الإنسان المصرى، وسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وإحياء قيم المسؤولية المشتركة بين كل الجهات الشريكة لتوحيد التدخلات التنموية فى المراكز والقرى.
تحظى محافظات الصعيد بنصيب الأسد من مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، المشروع الأضخم، الذى سيغير وجه الحياة فى الريف المصرى وخاصة الريف الصعيدى، وقد تم إدراج كل قرى ومحافظات الصعيد ضمن المرحلة الأولى من المبادرة، وتم التركيز فى مرحلته الأولى على محافظات الصعيد، فبنسبة 65 % من مراكز المرحلة الأولى كانت من نصيب الصعيد بنحو 52 مركزا، و63 % من إجمالى عدد قرى المرحلة الأولى بنحو 1477 قرية، ليصل عددالمستفيدين إلى 10.3 مليون مواطن من إجمالى 18 مليونا بالمرحلة الأولى، وتم اعتماد تنفيذ 8100 مشروع فى الصعيد بتكلفة 180 مليار جنيه من 270 مليار جنيه هى التكلفة الكلية للمبادرة فى المرحلة الأولى، ليكون صعيد مصر هو الأكثر استهدافا من أجل حياة كريمة.
وكشفت دراسة المركز المصرى للفكر والدراسات أن مدينة سوهاج الجديدة هى إحدى مدن التوأمة، وبالرغم من صدور قرار إنشائها فى مطلع الألفينات، إلا أنه بحلول عام 2014 لم يكن يقطن بها إلا بضع عشرات من الأسر فقط، دون خدمات أو اتصال مع مدينة سوهاج الجديدة، ومع تصميم الرئيس السيسى على سرعة إعمار الصعيد، كانت مدينة سوهاج من المدن التى انصب عليها التركيز بشكل كبير فى تنفيذ عملية تنمية حقيقية نراها اليوم على أرض الواقع.
وبلغ إجمالى الاستثمارات المنفذة والجارى تنفيذها بمحافظة سوهاج بنحو 102 مليار جنيه بداية من منتصف عام 2014 حتى ديسمبر 2022، وذلك فى 6 محاور تضمنت: المجمعات الصناعية، والنقل والمواصلات، والخدمات التعليمية، والخدمات الصحية، والإسكان والمرافق، والحماية الاجتماعية، ومشروع «حياة كريمة»، فقد تم تطوير 181 قرية داخل 7 مراكز، بما يشمل البنية التحتية والمدارس والمستشفيات ومشروعات الرى، حتى أصبح صوت أهل القرية مسموعا، وجميع مشاكلهم باتت محلولة.
وعلى صعيد محور بناء الإنسان، وتحديدا تنمية قطاع الصحة، كان لسوهاج نصيب جيد جدا من تطوير ورفع الكفاءات الصحية الموجودة، فقد تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 32 مستشفى ومركزا ووحدة صحية بتكلفة إجمالية تبلغ 5.4 مليار جنيه، هذا غير تطوير 40 وحدة صحية تابعة لمشروع حياة كريمة أصبحت جميعها مجهزة للانضمام للتأمين الصحى الشامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة