قالت صحيفة واشنطن بوست إنه على الرغم من أن التحقيق فى أحداث اقتحام الكونجرس فى 6 يناير 2021 هو الأكبر فى تاريخ الولايات المتحدة، إلا أن نصفه فقط قد تم إنجازه.
وذكرت الصحيفة أن نظام المحاكم الفيدرالية فى واشنطن يستعد لمحاكمات تستمر لسنوات عديدة تتعلق بأحداث اقتحام الكونجرس، مع إمكانية توجيه اتهامات جديدة ضد ما يقرب من ألف شخص آخرين.
وفى الأشهر الأخيرة، انخرط مسئولو إنفاذ القانون والسلطات الفيدرالية فى مناقشات لإدارة الحجم الهائل لقضايا 6 يناير بدون أن يطغى على قاعات المحاكم التى تعقد بها المحاكمات، بحسب ما أفاد اشخاص مطلعون على الأمر، رفضوا الكشف عن هويتهم بسب مناقشة عمليات سرية.
وقال راندال إلياسون، المدعى الفيدرالى السابق، الذى يدرس القانون حاليا فى جامعة جورج واشنطن، أن هذه القضية هائلة للغاية فى كل الإجراءات تقريبا، وهى القضية الأكبر على الإطلاق لدى وزارة العدل. وأضاف أن التحقيقات الجنائية الكبرى الأقل تعقيدا بكثير من هذا التحقيق عادة ما تستغرق عدة سنوات.
وأشار إلياسون إنه فى حين أن قضايا الشغب ربما قد انتهى نصفها، إلا أن هناك مؤشرات أن بعض الأفرع الأخرى من التحقيق، مثل خطة أعضاء المجمع الانتخابى المزيفين، أو جهود استغلال مسئولى وزارة العدل لإلغاء نتيجة الانتخابات، ستستمر لفترة أطول، لأن الشهود الذين يتم استدعاؤهم الآن بينهم بعض الأشخاص الأكثر قربا لترامب والقضايا القانونية الأكثر إثارة للجدل.
وتابع ألياسون إنه هناك الكثير من المعارك القضائية حول الامتياز، والتى تستغرق وقتا، ولا يمكن تجاوزها فقط وعدم محاولة الحصول على أدلة حاسمة.
ويأمل المدعون أن يتم تحفيز الكثيرين لتقديم لمساعدة فى إدارة القضايا المتراكمة، والتى تسببت بالفعل فى إجهاد المحكمة فى واشنطن. وأظهر تحليل لواشنطن بوست أن القضايا أظهرت حتى الآن أن المتهمين الذين يسعون إلى المحاكمة بدلا من الإقرار بالذنب ينتهى بهم الأمر إلى السجن لمدة عام إضافى إلى أحكامهم.
وحتى الآن، تم اعتقال ما يقرب من ألف شخص لأدوارهم المزعومة فى الاحداث التى وقعت فى هذا اليوم، عندما اقتحم حشد من أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكابيتول لعرقلة اللجنة المشتركة لمجلسى النواب والشيوخ للتصديق على فوز جو بايدن رسميا فى انتخابات الرئاسية التى عقدت فى نوفمبر 2020.
وفى أكتوبر الماضى، عندما وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات لنحو 900 شخص لارتكابهم جرائم تتعلق بـ 6 يناير، كتب المدعى الأمريكى لمقاطعة واشنطن، ماثيو جرافيز، إلى مسئولى المحكمة يحذرهم من أن ما بين 700 إلى 1200 شخص آخرين ربما توجه إليهم اتهامات.
وهذا يعنى أنه من المدعين يتوقعون أن إجمالى عدد الأشخاص الذين ستوجه غليهم اتهامات على صلة بأحداث السادس من يناير ربما يكون ما بين 1600 إلى 2100 شخص، وفقا لمصادر مطلعة على الخطاب، الذى نشرت تفاصيله وكالة بلومبرج.
وهذه الحسابات لا تشمل أى اتهامات يمكن أن تنتج عن تحقيق المدعى لخاص الفيدرالى فى الأنشطة المحيطة بجهود حلفاء ترامب لاستخدام ناخبين مزيفين أو إجراءات أخرى لإلغاء فوز بايدن.
وحتى الأسبوع الماضى، أصدر القضاة أحكاما بحق 408 متهم، لكن بينهم 88 فقط لارتكاب جنايات، وأغلبهم كان اتهاما من اثنين، عرقة إجراءات رسمية أو الهجوم على سلطات إنفاذ القانون.
وتلقى المتهمين الذين أقروا بذنبهم فى الهجوم على الشرطة متوسط احكام 13 شهرا أقل من هؤلاء الذين تمت إدانتهم فى محاكمة، والسبب فى ذلك يعود جزئيا إلى أن أحكامهم تم تخفيضها عندما أقروا بمسئوليتهم عن التصرفات التى قاموا بها.