تغطية جديدة قدمها تليفزيون اليوم السابع، عن تحول العاصمة الفرنسية باريس خلال الساعات الماضية من عاصمة للعطور إلى مركز للقمامة، إثر تراكم أكوام القمامة وسط إضراب عمال النظافة احتجاجا على مشروع إصلاح نظام التقاعد والمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى صورَ أبرز المعالم السياحية في باريس محتجبة بأكوام النُفايات، التي تجمعت على ضفاف نهر السين بمقرُبةٍ من كاتدرائية نوتردام، وحتى برج ايفل..
وكانت النقابات العمالية في فرنسا قد بدأت في تنظيم تحركاتٍ منذ شهرين للضغت على السلطة التنفيذية لتحسين أوضاعِهم المعيشية، وكان منها مظاهرات حاشدة بمشاركة الملايين، وإضرابات في المدارس وقطاعات النفط والكهرباء والنقل وسواه، وفى خضم هذا الحِراك، دخل عمال جمع القمامة في باريس إضرابا منذ أكثر من أسبوعين، وكثفت النقابات الفرنسية إجراءاتِها ضد إصلاحات التقاعد الحكومية التي لا تحظى بشعبية كبيرة
كما استخدمت أكياسَ القمامة وصناديقَها وقودًا لمثيري الشغب، الذين قاموا بتمشيط باريس لإشعال الحرائق، كما فعلوا بعد الاحتجاجات الأخيرة.
ولكن لم تقف السلطات الفرنسية مكتوفةَ الأيدي.. وقامت باعتقال ما لا يقل عن 100 شخص من المتظاهرين.
وقَدّرت السلطات كمية النفايات التي لم يتم جمعُها من شوارع باريس بسبب إضراب عمال النفايات ، بـ 10 آلاف طن من القمامة، وتبذل السلطات جهودا كبيرة لإجبارهم على العودة إلى العمل ولكن دون جدوى.
وتسببت هذه القضية في شجار سياسي خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن جادل رؤساء بلديات العديد من المقاطعات بأن الإضراب يهدد بخطر ٍكبير على الصحة العامة
ورغم أمر وزير الداخلية لشرطة باريس بإجبار جامعي القمامة على كسر إضرابِهم والعودة إلى العمل، إلا أن عمدة باريس ، قالت إنها تدعم الإضرابات ضد تغييرات المعاشات التقاعدية.
وتتراكم القمامة في حوالي نصف أحياء باريس منذ السادس من مارس ، حيث أضربت فرق البلدية عن العمل لكن بعضَ المتعاقدين من القطاع الخاص واصلوا العمل
كما أضرم محتجون، النار، في أكوام القمامة، بعد أن نجت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، بفارق ضئيل من اقتراح سحب الثقة في البرلمان، وسارع رجال الإطفاء لإخماد أكوام القمامة المحترقة التي تركت دون جمع لعدة أيام .
وقالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إن رئيسة الحكومة يجب أن ترحل ، وعلى ماكرون أن يدعو إلى استفتاء بشأن الإصلاح لكن من غير المرجح أن يفعل ذلك، وقالت للصحفيين 'إنه أصم عما يريده الفرنسيون.
فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توجيهَ خطاب إلى الفرنسيين الأربعاء في مقابلة تلفزيونية مباشرة بشأن التوترات الاجتماعية والسياسية الناجمة عن إصلاح نظام التقاعد، في محاولة لتهدئة الأوضاع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة