تبذل الدولة المصرية جهدًا كبير في إحداث التنمية الشاملة والمتكاملة، حيث يعد ملف الزراعة أحد الملفات التي شهدت تطور كبير في الفترة الأخيرة سواء على محور زيادة المساحة المنزرعة والمنتجة في الدولة المصرية وهو ما كان يجعلنا نقوم بتنفيذ مشروعات مثل مشروع الدلتا الجديدة وتوشكى ومشروعات سيناء.
وتهدف المشروعات الزراعية التي تقوم بها الدولة المصرية إلى توفير احتياجات المواطن المصري وتحقيق مزيد من الأمن الغذائى وتحقيق توسعات زراعية كبيرة تم البدء فيها منذ فترة وتستمر لفترات مقبلة، حيث يتم العمل على زيادة الكفاءة الإنتاجية للمساحة المنزرعة في مصر سواء المشروعات الخاصة بالدلتا القديمة والوادي وهي مشروعات تحدث تنمية زراعية و نحتاج لتطوير إنتاجية هذه الأرض بما يعود بالنفع على الفلاح والمزارع المصري ومزيد من الأمن الغذائي للمواطن المصري.
أوضح الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى أنه توجه الدولة منذ عام 2014 لدعم قطاع الزراعة كان مهم للغاية، لاسيما فيما يتعلق بتعظيم الإنتاج الزراعى وتحقيق مزيد من الأمن الغذائى للمواطن المصرى، لذلك جرى تنفيذ مشروعات كبرى جنبت الدولة من مخاطر عديدة فى ظل هذه المتغيرات العالمية".
أضاف مشروع الدلتا الجديدة يهدف لزيادة الرقعة الزراعية، مشيرًا الى أن هناك عددا من المشروعات الزراعية الجديدة ومنها الريف المصري الجديد، ومشروعات سيناء بمساحة 700 ألف فدان، ومشروع دلتا الجديدة أكثر من 2.2 مليون فدان .
أوضح أن هناك 2.2 مليون فدان بالدلتا الجديدة يضاف للرقعة الزراعية فى الفترة المقبلة، لافتا إلى أن المشروعات الزراعية الجديدة متكاملة المرافق وتدعم خطط التنمية وهناك خطة بالتعاون مع البحوث الزراعية والمتخصصين لتحديد نوع التربة فى مصر لزراعة المنتج المناسب للظروف الجوية، مضيفا أنه تم زراعة 350 ألف فدان وله عائد جديد وإضافة جديدة للرقعة الزراعية.
وأوضح أن الدولة قامت بتطوير محور الضبعة وعملت ربط طرق بمطار سفنكس وعدد من الموانئ البرية والبحرية لنقل المنتجات خارجيا، مضيفا أن شبكة الطرق تساعد فى تصدير المنتجات بسهولة.
و تستهدف الرؤية المستقبلية للتنمية الزراعية المستدامة إلى تقليل الفجوة للسلع الاستراتيجية، والإتجاه لزيادة الفائض من المحاصيل وزيادة التصدير، تطوير وتحسين الإجراءات الداعمة وأصبح الموقف الراهن للمحاصيل والسلع الزراعية عبارة عن محاصيل وسلع تحقق اكتفاء ذاتى منها وبها فائض للتصدير، ومحاصيل وسلع قاربت على الاكتفاء الذاتى و محاصيل- سلع بها فجوة في التغطية.
وأضاف أن هناك 6 محاور لتحقيق استراتيجية الأمن الغذائي تتمثل في التوسع الأفقي من خلال إضافة أراضي جديدة في ضوء الموارد المتاحة، التوسع الرأسي من خلال استنباط أصناف عالية الانتاجية وتطبيق ممارسات زراعية حديثة والتوسع في الزراعات المحمية، زيادة تنافسية الصادرات الزراعية وتدعيم الصحة النباتية والحيوانية دعم القطاع الزراعي بزيادة الاستثمارات الموجهة له، تدعيم أنشطة الانتاجالحيواني والداجني والسمكي، تغيير الأنماط الاستهلاكية كأحد الآليات لتخفيف الضغوط علي الموارد.
وقال القصير إن أهم مشروعات التوسع الأفقي تتمثل في مشروع الدلتا الجديدة العملاق بمساحة 2.2 مليون فدان، مشروع تنمية جنوب الوادى " توشكى الخير" بمساحة 1.1 مليون فدان، مشروع تنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان، مشروع تنمية الريف المصرى الجديد بمساحة 1.5 مليون فدان، بالإضافة إلى مشروعات أخرى ببعض محافظات الصعيد والوادى الجديد بمساحة 650 ألف فدان.
وأضاف: تتمثل أهم دوافع التوسع الأفقى فى زيادة الرقعة الزراعية وتعويضاً عن فاقد الأراضي نتيجة التوسع العمراني في ظل محدوديةالأرض، رفع نسبة الإكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية وتحقيق الأمن الغذائى النسبى، رفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية من وحدتى الأرض والمياه، زيادة الصادرات وتعظيم القيمة المضافة من المنتجات الزراعية، فضلا عن تعميق مبدأ التنمية الاحتوائية والمتوازنة من خلال التواجد مشروعات التوسع الأفقي بالقرب من معظم محافظات الجمهورية.
وأوضح أن أنماط الزراعة في المشروعات الكبرى تتميز باستخدام الزراعات الذكية والابتكار الزراعي، استخدام الميكنة الحديثة على نطاقواسع، التوسع في أنشطة التصنيع الزراعي و الأنشطة الأخرى المرتبطة بها، خلق تجمعات تنموية جديدة، تلافى مشكلة التفتت الحيازي، مع تعظيم شراكة القطاع الخاص في كل المراحل "الاستصلاح – الزراعة – الانشطة الاخرى المرتبطة".
كما تطبق هذه المشروعات الميكنة الزراعية الحديثة والمتطورة والتي تستخدم في كافة العمليات الزراعية بداية من الزراعة وحتى الحصاد بمايقلل بقدر كبير من الفاقد ويعظم الانتاجية ويحسن من جودة المنتجات الزراعية ويرشد إستخدام المياه.
وأضاف أن مشروع الدلتا الجديدة يعتبر قفزة عملاقة نحو تنفيذ استراتيجية الزراعة 2030، وذلك بسبب كونه مشروع تنموي متكامل، كبرمساحة المشروع والتي تصل إلى مساحة 2.2 مليون فدان، كما أن المساحة المنزرعة والمستهدف زراعتها تعادل 30 % من مساحة الدلتا القديمة، كما يتميز المشروع بموقعه الاستراتيجي لقربه من الموانيء البرية والجوية والبحرية ، "ميناء الاسكندرية ، السخنة ، دمياط"ومطاري سفنكس وبرج العرب، ويرتبط المشروع بالطرق الرئيسية والمناطق الصناعية الكبرى مثل مدينة السادات والسادس من اكتوبر وبرج العرب وغيرها، كما يمثل امتداداً عمرانياً جديداً لمحافظات الدلتا.
وأكد أن المشروع يستهدف تدعيم ملف الأمن الغذائي وتخفيض فجوة الاستيراد من السلع الاستراتيجية، وتوفير أنشطة مرتبطة بالزراعة مثلأنشطة الثروة الحيوانية والداجنة و التصنيع الزراعى، إقامة مجمعات زراعية صناعية تعمل على الربط بين الزراعة والصناعة التحويليةوالتجارة والخدمات، إعادة توزيع السكان وجذب عدد كبير من المواطنين لتخفيف التكدس السكانى وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة تنافسيةالصادرات الزراعية وتدعيم رصيد مصر من العملات الأجنبية.
وقال إن مشروع الدلتا الجديدة يتكون من عدة مشروعات هي مشروع مستقبل مصر، وهو باكورة مشروع الدلتا الجديد، مشروع جنة مصر، ومناطق تابعة لمحافظة البحيرة ووزارة الزراعة، وأراضي تم تحديد صلاحيتها بمعرفة وزارة الزراعة.
الجدير بالذكر أن المشروعات الجديدة تشهد نموذجاً للتعاون الكبير بين الجهات المختلفة في عمليات حصر وتصنيف الأراضي واستكشافها وتحديد درجات صلاحيتها وشكل البنية الداخلية المناسبة، وتحديد التراكيب المحصولية المناسبة في ضوء نتائج تحليل التربة والمياه وغيرها، وتقديم الدعم الفني و العلمى للمشروعات من خلال الكوادر البحثية في جميع التخصصات، توفير التقاوي المعتمدة للمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة وتقاوى الخضر وغيرها، الدعم بالميكنة الزراعية الحديثة خاصة معدات الزراعة والحصاد الحديثة، التعاون في إنتاج التقاوى المعتمدة بأراضي المشروعات خاصة محاصيل القمح وفول صويا وعباد الشمس وتقاوي الخضر، والتعاون في مجال الزراعة المحمية فى أنشطة الصوب التابعة لهذه المشروعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة