علا رضوان

دراما رمضان للأطفال.. يحيى وكنوز والمحمية

الأحد، 26 مارس 2023 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جزء من جمال طفولتنا التي عشناها في رمضان حين كنا صغارا هي الدراما الموجهة للطفل من خلال العرائس التي عشقناها مثل بوجي وطمطم أو الفوازير كفوازير جدو عبده وعمو فؤاد وحتى فوازير نيللي وشريهان التي كان يحبها الكبار والصغار، ولاحقا مسلسل الرسوم المتحركة بكار، وغيرها، ثم خفت لسنوات حضور الدراما الموجهة للطفل في شهر رمضان وانشغلنا بدراما الكبار، حتى عاد من جديد منذ عامين على يد الشركة المتحدة الاهتمام بتقديم أعمال موجهة خصيصا للصغار وتحمل مضامين وقيم جميلة ولا تخلو من عنصري التشويق والجاذبية، في العام الماضي بدأ المنتج والممثل عصام السقا من خلال شركة هاشتاج إنتاج مسلسل يحيي وكنوز والذي لاقى نجاحا كبيرا بين الأطفال مما شجعه على تقديم الجزء الثاني هذا العام، ولم يكتف بذلك بل قدم عملا آخر للأطفال وهو مسلسل الرسوم: المحمية، وفي كلا المسلسلين تم تقديم دراما جذابة وشيقة أشرفت عليها وساهمت في تطويرها الكاتبة علا الشافعي فكانت بمثابة المايسترو الذي يقود اوركسترا تتناغم بها الألحان الدرامية، ففي دراما يحيى وكنوز نبحر مع بطليها يحيى وأخته كنوز في التاريخ المصري القديم من خلال الرحلة التي يخوضها يحيى رفقة أخته كنوز ومدرسهم للتاريخ أستاذ عصام مغامرة مع الدكتور عجيب لمعرفة سر البردية، لنطل من خلال تلك الدراما الذكية على تاريخنا العظيم، بينما في مسلسل المحمبة نرافق فرح وحمزة وجدهما حارس في رحلة داخل محمية بحرية يحاول شارك الشرير تدميرها، لكن يقف له الأبطال بصحبة فريق من أعضاء المحمية لحمايتها.

أعجبني جدا هذا التنويع، ما بين الفخر بالماضي في يحيى وكنوز وحماية الحاضر والمستقبل في المحمية، كذلك كان هناك تجربة لطيفة في مسلسل يحيى وكنوز وددت لو تم تطبيقها في مسلسل المحمية وكل مسلسلات الأطفال، وهو ظهور مترجم للغة الإشارة للأطفال الصم والبكم حتى يستمتعوا بالمسلسل، واللطيف أن مترجم لغة الإشارة يظهر في صورة شخصية كرتونية، وربما ذلك يساعد كل الأطفال لتعلم وفهم لغة الإشارة لمزيد من التواصل بين كل الأطفال.

في مسلسل المحمية جذبني جدا كمية التنوع اللوني المبهج في الصورة وكان بمثابة عنصر جذب، ويحسب هذا لمخرجي العمل حسين مجدي وأحمد مهدي، كما أن الدراما حملت الكثير من التشويق وهذا يحسب لعلا الشافعي وباسل مجدي كاتب السيناريو والحوار.

أما في يحيى وكنوز فقد استمتعت جدا بدقة التفاصيل وما يظهر في خلفية الصورة وأشيد هنا بالمخرج محمد عيد، وأيضا أعجبني طرح المعلومات الدقيقة عن التاريخ الفرعوني وجعلها جزء من المحتوى الدرامي دون إقحام في سيناريو محكم كتبه محمد العدلي وروجع تاريخيا بشكل جيد، كما أن ظهور شخصية مازن الطفل خفيف الظل بدءا من الحلقة الثانية أضفى كثيرا من المرح على المسلسل، ومما ميز يحيى وكنوز هو إنه ذاخر بنجوم السينما والدراما التلفزيونية.

أرفع القبعة للشركة المتحدة ولشركة هاشتاج ولكل من لم ينسى أن جزءا من صناعة الحاضر هو صناعة المستقبل -الطفل- وأنك تستطيع أن تسقي النشء بملعقة الفن ما يجعل عقولهم فتية ذات أفكار ممشوقة لا يستطيع خفافيش الظلام  أن يدسوا فيها أفكار مسمومة، فالعقول والقلوب الصغيرة التي تربت على حب الفن والجمال لا تستطيع أن تكره أو تدمر حين تنضُج وتكبُر.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة