آسر أحمد

رسالة الإمام.. مسلسل يبقى للتراث

الأحد، 26 مارس 2023 09:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توجد عدة أنواع يقاس عليها نجاح الأعمال الدرامية، فهناك من يحصد الأكثر مشاهدة وهناك من يصبح الأكثر انتشارًا عبر منصات السوشيال ميديا، وهناك أيضًا من ينتقل بـ "إفيهاته" إلى الشارع، فكل تلك النجاحات تحدث سنويًا داخل السباق الرمضاني، ولكن نادرًا ما يلتف الجميع حول عمل درامي متكامل الأركان من حيث التصوير والأداء الدرامي والموسيقي والإخراج والديكور واللغة وهو مسلسل "رسالة الإمام" بطولة النجم خالد النبوي وإخراج السوري الليث حجو، وإنتاج شركة ميديا هب – سعدي جوهر للخدمات الإعلامية، والمتحدة للخدمات الإعلامية.
آن أوان اللقاء يا مصر، هي الجملة التي ختم بها الحلقة الثانية من مسلسل الدراما التاريخي "رسالة الإمام"، وهي أيضًا تعد بداية انطلاق الأحداث الحقيقية لوصول "الإمام الشافعي" إلى القاهرة والاستقرار بها، فلعل أفضل ما يميز الحلقات الأولى من المسلسل هو الاهتمام بأدق التفاصيل الخاصة بالحقبة الزمنية التي شهدت قصة حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، فلم يتغافل القائمون على المسلسل نقلات اللغة العربية ولغة أهل مصر في بعض المشاهد، بالإضافة إلى براعة الكادرات التي طالما تميز بها المخرج السوري في أعماله .
 
الأهرامات شامخة وسط الصحراء وبالقرب من نهر النيل والفسطاط، جمع المخرج السوري في بداية الحلقة الثالثة، أبرز ما تتميز وتشتهر به مصر وهو التاريخ الفرعوني المتمثل في الأهرامات الثلاثة والعاصمة الأولى لمصر تحت الحكم الإسلامي التي تتواجد بجوار نهر النيل شريان الحياة الأساسي في مصر، بالإضافة إلى إظهار المعلم الجمالي لمسجد عمرو بن العاص، الذى يعد أشهر معالم مصر الإسلامية، وبالتأكيد نجح المخرج في إيضاح الرؤية الكاملة للمشاهد والوصول به لتلك الحقبة الزمنية بكل سلاسة ومشاركة المشاهد كل التفاصيل التي اشتهرت بها تلك الفترة الزمنية.
 
بالإضافة إلى الكادرات المتميزة والتصوير الممتع منذ المشهد الأول، فهناك الكثير من التفاصيل الخاصة بالديكور الخاص بالأحداث، فوراء كل تلك التفاصيل فريق عمل مميز نجح في الفصل بين التاريخ المصري والعربي والإسلامي، حيث يتميز المسلسل بالكثير من التفاصيل الممكنة التي وفرها القائمون على عملية الإنتاج الخاصة والتي يقودها محمد سري المشرف العام على الأعمال في شركة ميديا هب سعدي جوهر.
 
 اهتمام القائمين على العمل بأدق التفاصيل دفعهم منذ البداية لتعيين مراجع تاريخي ليلازم فريق المسلسل طوال فترة التصوير، بالإضافة إلى مراجعة مستمرة من قبل مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، كما تم تعيين مراجع لغوي للسيناريو للاهتمام بتفاصيل الانتقال اللغوي بين الممثلين لاسيما أن العمل يقدم باللغة العربية الفصحي.
 
تجسيد قصة حياة ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، ومؤسس علم أصول الفقه، وتحويلها لعمل درامي، هي نقلة كبيرة لإبراز الجوانب الإنسانية لدى صاحب المذهب الشافعي فى الفقه الإسلامى، والاستدلال بها في تنشئة أجيال تشاهد أكثر مما تقرأ وترى أكثر مما تسمع، فنوعية تلك المسلسلات هي الهدف الأسمى للدراما.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة