تصاعدت الأحداث فى مسلسل "سره الباتع" الذي يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2023، حيث بدأت الحلقة السادسة من المسلسل بذهاب نساء قرية شطانوف لمنزل "سليم" شيخ البلد (خالد الصاوى) لمواساة زوجته وابنته صافية (حنان مطاوع) بعد إلقاء الجنود الفرنسيين القبض على والدها، ويقوم السلطان حامد الذي يلعب دوره النجم أحمد السعدني لتسليم نفسه حتى ينقذ شيخ البلد من الإعدام.
والحقيقة إن الحملة الفرنسية قامت بإعدامات كثيرة وقت استعمارها مصر، وبحسب كتاب " آراء وأحاديث في التاريخ والاجتماع" لساطع الحصري، فإن تخريبات الجيش الفرنسي في مصر لم تقتصر على الأموال والأشجار والمباني وحدها، بل تعدَّت كل ذلك إلى النفوس أيضًا؛ فإن قُوَّاد الحملة عندما لاحظوا عدم انخداع النَّاس بالدعايات الساذجة التي قاموا بها تحت ستار الدين، أخذوا يسلكون مسالك القوة والاعتساف، وصاروا يُكثرون من أخذ الرهائن واعتقال الناس، وأقدَموا على إعدام الكثيرين منهم لأتفه الأسباب؛ عقابًا لهم أو تخويفًا لأمثالهم، وقاموا غير مرة بأعمال تعذيب وإرهاب فظيعة، لا تختلف كثيرًا عن همجية القرون الأولى.
ووفقا للكتاب سالف الذكر، يعترف المؤرخون الفرنسيون، أن نابليون كان يُصدر أوامرَ يومية كثيرة «تُوصي القُوَّاد بالإكثار من إعدام الأشخاص على أن تُقطع رءوسهم بعد ذلك، ويُطاف بها في الشوارع إرهابًا للناس»؛ لأنه كان يرى أن هذه هي «الطريقة الوحيدة لفرض الطاعة على هؤلاء»، وكان يضرب لهم مثلًا بما يفعله هو في القاهرة ليقتدوا به في مناطق حُكْمهم.
وقد قال نابليون في أحد أوامره اليومية: «نحن نقطع كل ليلة ثلاثين رأسًا" وكتب مرة إلى أحد القُوَّاد يبلغه بوجوب قطْع رءوس ما لا يقلُّ عن تسعة أو عشرة أشخاص. إن أمثال هذه الأوامر كثُرت بوجهٍ خاص بعد عودة نابليون من بَرِّ الشام خائبًا مقهورًا، حتى إن قائد حامية العاصمة رأى أن يقترح عليه تغيير طريقة الإعدام بُغْية «الاقتصاد في الرصاص».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة