توفي عبد الحليم حافظ في 30 مارس 1977 ، في لندن، بإنجلترا، والذى اشتهر بأغانيه العاطفية الرومانسية والقومية، وقد تم دفنه في 2 أبريل 1977، في القاهرة وسط صرخات وهتافات عشرات الآلاف من معجبيه، نتيجة اصابته بمرض البلهارسيا ومضاعفاته، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة The New England Journal of Medicine،
وقالت المجلة، لقد قفزت شابة من شرفتها بعد سماعها خبر وفاته حيث كان عبد الحليم أكثر المطربين شعبية في العالم العربي، وعرف باسم " العندليب" لأن أغانيه العاطفية والأغاني القومية عن مصر أثارت مشاعر الصغار والكبار على حد سواء، توفي عن عمر يناهز 46 عامًا من مضاعفات مرض البلهارسيا.
عبد الحليم حافظ، وهو من مواليد 21 يونيو 1929، في مصر بعد ان تخرج في عام 1948 من أكاديمية الموسيقى العربية في عام 1952، أحيا سلسلة من الحفلات العامة، وسرعان ما أصبح من أشهر المطربين في العالم العربي، حيث غنى العديد من الألحان التي لحنها له محمد عبد الوهاب.
في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ علاجات سنوية في لندن لداء البلهارسيا ، وهو مرض طفيلي معدٍ أودى بحياته في النهاية، احتشد أكثر من 100000 من المعزين في شوارع القاهرة بينما كان موكب الجنازة يشق طريقه عبر المدينة.
من جانبها قالت الدكتورة توحيدة ياسين عبدالغفار، ابنة طبيب عبد الحليم حافظ، الذى كان يعالجه، وكان معه فى مشوار كفاحه مع الألم والمرض داخل وخارج مصر، إن العندليب الأسمر، كان يعانى من تليف بالكبد ودوالى بالمعدة والمرىء، كمضاعفات بسبب الإصابة بفيروس سى الذى أصيب به نتيجة تناوله لحقن الطرطير التى تعالج البلهارسيا، مما أدت لكل هذه المضاعفات التى أصابته بالنزيف المستمر، ووقتها كان الدكتور ياسين، أستاذ كبد فى مصر والشرق الأوسط، وكان يعالج عبدالحليم، ونصحه الأطباء فى لندن بإجراء عملية لتوصيل الوريد البابى، بالوريد الأجوف السفلى، بدلا من مروره بالكبد، والتى يمكن أن تسبب سحابة على المخ ويصيب الشخص بالتوهان، ولكن رد عليهم قائلا: أفضل أن أموت بكرامة بدلا من الوقوع أمام الناس فى المسرح، وهرب عبد الحليم من العملية، ورفض أن يجريها.
بدأ الدكتور ياسين عبد الغفار يتعرف على عبد الحليم فى أواخر الستينات، عاش عبد الحليم حياة قاسية مهددة بالمرض والنزيف، وتعرض للنزيف فى أحد حفلاته بالمغرب، وكلف الملك طبيبه الخاص بالكشف عليه، وأخبر الملك بأن الحالة خطيرة، ولازم يسافر عبدالحليم إلى باريس وأرسله الملك بطائرته الخاصة، وبدأ علاج عبد الحليم، وقال له نفس الكلام الذى قاله له الأطباء فى لندن.
وكانت الدوالى قد وصلت للمرىء، ووصفوا له طبيبه فى أكسفورد بإنجلترا اسمه "مكبس"، وهو أفضل متخصص فى علاج دوالى المرىء، وذهب حليم إلى هناك وقابل مكبس، وأوصى عبدالحليم بأن يقوم كل عامين بحقن الدوالى، وذلك من خلال إدخال منظار من الفم بمادة تجفف الدوالى، وظل 6 سنوات يقوم بعمليات الحقن.
أوضحت الدكتورة توحيدة ياسين عبد الغفار، إن عبد الحليم كان من الشخصيات الجميلة، وكان لديه وفاء شديد لبابا، أخوه إسماعيل شبانة كان رجلا طيبا، وأخته "طنط علية" هى من قامت بتربيته، وكان بابا يعتبره مثل ابنه، خاصة عندما بدأ المرض يتملك منه ويأخذ أشكالا كثيرة فى جسمه، فقد كان يعانى من التليف، بالإضافة إلى الإصابة بفيروس سى، حيث إنه بعد وفاته راجعوا عينات الكبد مرة أخرى، وتبين أنه مصاب بالفيروس، خاصة أنه لم يكن معروفا حتى عام 1989بعدما توفى عبدالحليم بـ10 سنوات.
لماذا سافر إلى لندن للعلاج طالما كان يعالج فى القاهرة؟
كان دائما بابا يشوفه فى مصر، و"ويليام روجرز" يراه فى لندن بمستشفى "كنجز كولدج" بإنجلترا، وهو مازال يعيش فى لندن حتى الآن، وسنه اقترب من الــ 88 عاما، حيث كان الدكتور ياسين، على علاقة كبيرة بالدكتور "ويليام" قبل أن يكون طبيب عبد الحليم، وكان حليم كل مرة يقوم من الانتكاسة ويصبح كويس، ولكن آخر مرة طلب من بابا أن يذهب إليه فى لندن.
ما نصائح الأطباء له ؟
عبد الحليم حافظ توفى من البلهارسيا، ومن علاج البلهارسيا، مثل الكثير من المصريين، لم يكن يعرفوا البلهارسيا، ووقتها عالجوها بحقن "الطرطير"، وكانت السبب فى إصابته بفيروس سى الذى انتقل الفيروس لآلاف الأشخاص المصريين مثله، وأعطاه بعض الإرشادات، بأن يتجنب الملح فى الأكل، والأطعمة الحمضية، والتوابل الزائدة، والأكل المسبك، والدهون، وتجنب بعض الأدوية، والإرهاق الشديد، وكان يتم علاجه فى مصر، وكان يأخذ رأى ويليام روجرز فى إنجلترا، وعبد الحليم كان معروفا فى لندن، لأنه غنى فيها، لجمع التبرعات أيام النكسة، فكان معروفا فى لندن للمصريين، والجالية العربية.