1
منذ سنوات ليست بالبعيدة تابعت صدفة على أحد القنوات، مسلسل الحلاج، وقتها اشتعلت نيران الغيرة في عقلي لماذا لا ننتج هذا النوع من الأعمال، لماذا لا نقدم روايتنا للتاريخ في مواجهة جماعات نقول أننا نواجه أفكارهم الحالمة بالعودة بالحياة كلها لعصر الخلفاء، خصوصا وأن المسلسل اشتبك مع خليفة حكم أمور المسلمين وهو ابن 13، وفي الحقيقة لم يكن يحكم بل حكمت أمه الجارية التي كادت المكائد حتى تصل بصغيرها للحكم، وما أدراك عن نفوس الجواري إن ساست أمور الناس.
2
الواقعة السابق ذكرها تعود لعام 2019، تمر الأيام ونأتى للعام 2023، ويظهر على شاشاتنا المصرية مسلسل تاريخي حول الإمام الشافعي، أحد الأئمة الأربعة والأقرب لقلوب المصريين، أخيرا نحن على الخط، نروي التاريخ وفقا لمصادرنا فالأزهر هو المرجع لما جاء وسوف يأتي في المسلسل، في وقت يبذل فيه البعض الغالي والنفيس لرواية التاريخ من زاويته الخاصة.
3
جدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول أحداث المسلسل، واللغة المستخدمة وأشعار الإمام الشافعي وأشياء اخرى تظهر على منصات التواصل الاجتماعي، لا بأس فالمسلسل وأي مسلسل هو عمل فني يقبل كل هذا الجدل والنقد، هذا أمر صحي بالأساس، أن تجد أخطاء في عمل ما يعني أنك كمشاهد تهتهم لأمره لدرجة دفعتك للبحث خلف ما جاء به، لا بأس فهي عودتنا الأولى لسوق الدراما التاريخية ومن الوارد أن يخطئ القائمون عليه، من الوارد أن ينتقده النقاد والمتفرجون، كل هذا وارد المهم الآن أننا عدنا للمعركة.
4
ما يبهرني في مسلسل رسالة الإمام هو اختيار الإمام الشافعي حبيب المصريين كمدخل للعودة إلى هذا السوق الهام للدراما التاريخية، ويبهرني أن المسلسل وإن تضمن أخطاء لا أظنها مقصودة أو ترمي لشىء ما إلا أنه عاد بالإمام الشافعي وأشعاره ومذهبه وطريقته في استنباط الأحكام إلى واجهة مؤشرات البحث، في زمن امتلأ بأرباع المشايخ وسممت علينا فيه سير دعاة ليسوا دعاة بالأساس، يبهرني أيضا هو الصورة المبهرة وحركة الكاميرا الساحرة وهي تحسب للمخرج اللبناني الليث حجو، والموسيقي المبهرة التي استخدمها العبقري تامر كروان.
5
ختاما مسلسل رسالة الإمام، بداية مبشرة للعودة إلى سوق الدراما التاريخية الذي غبنا عنه، والعودة من جديد لريادة الدراما العربية في زمن غزت فيه الشاشات دراما دولا لا تنطق العربية لكنها دوبلجت وعربت ودس فيها سم ثقافات ليست نحن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة